اتفاق بين الرياض وواشنطن على ردع إيران ودعم استقرار سوق الطاقة
• بايدن يشيد بقرار المملكة فتحَ أجوائها لجميع الناقلات الجوية
• مذكرة تعاون حول الـ 5G
أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن سلمان مباحثات رسمية ليل الجمعة ـ السبت، وصفها مصدر سعودي مسؤول بأنها كانت صريحة وتناولت عدة قضايا، فيما تعهّدت واشنطن والرياض، في بيان مشترك اليوم، بالتعاون في عدة ملفات مهمة.وتناولت المباحثات بين بايدن وبن سلمان، في جدة، التي وصلها الضيف الأميركي قادماً من إسرائيل برحلة طيران مباشرة للمرة الأولى، ملفات مختلفة أبرزها الطاقة والأوضاع الإقليمية. وسبق أن أعلنت وكالة الأنباء السعودية توقيع 18 اتفاقية ومذكرة للتعاون بين الرياض وواشنطن في مجالات الطاقة والاستثمار والاتصالات والفضاء والصحة.وأصدرت الرياض وواشنطن، اليوم، بياناً مشتركاً استعرض جوانب الشراكة الاستراتيجية بينهما خلال العقود المقبلة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.
واستعرض البيان جوانب الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة خلال العقود القادمة، بهدف تعزيز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.وأكد الجانبان أن الشراكة السعودية ـ الأميركية كانت حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية، وشددا على أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجًا، مؤكدين أهمية مبدأ السيادة والسلامة الإقليمية، وضرورة دعم حكومات المنطقة التي تواجه خطر الإرهابيين أو الجماعات التابعة والمدعومة من قوى خارجية.
إيران وحرية الملاحة
وشدد الجانبان على ضرورة وقف «دعم إيران للإرهاب» من خلال المجموعات المسلحة التابعة لها، وكذلك ردع التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول. وأكد البيان المشترك أيضا أهمية الحفاظ على «حرية التجارة عبر الممرات البحرية الدولية»، لا سيما باب المندب، وزيادة ردع التهريب غير الشرعي إلى اليمن. ورحّبا بقوة المهام المشتركة 153 المنشأة حديثا للتركيز على أمن مضيق باب المندب في البحر الأحمر، كما رحب الجانبان بتولّي المملكة قيادة قوة المهام المشتركة 150 التي تعزز أهداف الأمن الملاحي المشترك في خليج عمان وشمال بحر العرب، والتي تدار عبر مقر الأسطول الأميركي الخامس من المنامة عاصمة مملكة البحرين. وأكد بايدن «التزام الولايات المتحدة القوي والدائم بدعم أمن المملكة والدفاع عن أراضيها، وتسهيل قدرتها على الحصول على جميع الإمكانات اللازمة للدفاع عن شعبها وأراضيها ضد التهديدات الخارجية».ورحبت واشنطن بتعهّد الرياض بدعم سوق نفط عالمية متوازنة من أجل تحقيق نمو اقتصادي مستدام. وأكد البيان المشترك أهمية التعاون الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري، لا سيما في ضوء الأزمة في أوكرانيا وتداعياتها، وكذلك العمل معا كشركاء استراتيجيين في مبادرات المناخ وانتقال الطاقة، مع الإشادة بدور المملكة الرائد في مستقبل الطاقة.ورحّب الجانبان بتوقيع مذكرة تعاون جديدة تربط شركات التكنولوجيا في كل من المملكة والولايات المتحدة، وذلك لتعزيز تطبيق تقنية الجيل الخامس (5G) باستخدام شبكات الراديو المفتوحة، وتمكين تطوير الجيل السادس (6G) عبر تقنيات مشابهة، وتعزيز الشراكة في مجال البنية التحتية السحابية والتقنيات ذات الصلة. وإن الشراكة في إطار مذكرة التفاهم تؤكد موقع المملكة القيادي كحاضنة إقليمية لتطبيق تقنيات الجيل الخامس (5G)، والتطورات المستقبلية لتقنيات الجيل السادس (6G).كما رحب الجانب الأميركي برؤية المملكة 2030، التي تمثّل خطة المملكة الاستراتيجية للتحول الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية، وبجهود المملكة في زيادة المشاركة الاقتصادية للمرأة، وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان.تيران... وطيران
ورحّب البيان بترتيبات المملكة بشأن خروج القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين (MFO) من جزيرتي تيران وصنافير، بما في ذلك خروج القوات الأميركية الموجودة هناك كجزء من مهمة القوة، فيما أعلن البيت الأبيض أن السعودية وافقت على الحفاظ على جميع الالتزامات والإجراءات الحالية في تيران وصنافير الواقعة بالبحر الأحمر، والتي تتحكم بممر ملاحي يؤدي إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، بعد انتقال السيادة عليها من مصر إلى المملكة.وفي إجراء متزامن وضع بإطار «حرص السعودية على الوفاء بالتزاماتها المقررة بموجب اتفاقية شيكاغو 1944»، والتي تقتضي عدم التمييز بين الطائرات المدنية المستخدمة في الملاحة الجوية الدولية، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة أنه تقرر فتح الأجواء لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات الهيئة العامة للطيران المدني لعبور أجواء المملكة. ورحبت الولايات المتحدة بهذا الإعلان، الذي سيعزز التواصل الجوي العالمي، ويساعد في ترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي يربط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا.وسيسمح القرار السعودي الذي أشاد به بايدن، في تصريحات منفصلة، معرباً عن أمله بأن يسهم في تطبيع العلاقات بين الرياض وإسرائيل عملياً للطائرات المتجهة والقادمة من الدولة العبرية وإليها بعبور أجواء المملكة من دون شروط.