جاسم سنان: الأغنية الكويتية والخليجية تعاني انهياراً شديداً
أغاني «الراب» تعكس تغيّرات حدثت لأفراد الجيل الجديد
مطرب عاشق للإيقاعات القديمة والفلكلورية الشعبية المترسّخة في الوجدان، تعمّق في التراث الغنائي العربي عبر قدراته الفنية والصوتية، إنه المطرب جاسم سنان، وقد حاورته «الجريدة»، فكان اللقاء التالي:
• ما رأيك في مستوى الغناء والفن في الكويت حاليا مقارنة مع الفن بالدول الخليجية والعربية؟ - لكل زمان أوان، فالمتغيّرات التي تحدث حاليا بالفن من ناحية الكلمة واللحن والصوت حتى بالنسبة إلى تنفيذ الموسيقى تتماشى مع هذا العصر وذلك الزمن، نستمع إلى بعض المطربين في الكويت والدول الخليجية والعربية يغنّون «الراب»، (الغناء الغربي)، وهذا لا يعتبر من التغييرات، وإنما هو تغيّر البشر أنفسهم، حيث الأسلوب الذي يتعامل به الجيل الجديد من تعليم وثقافة، كل ذلك انعكس على الموسيقى، لذلك تجد الشاب يكبر ومعه ثقافة تختلف عن ثقافة الجيلين الوسط والقديم، ولذلك لا أستطيع القول إن مستوى الغناء حاليا هو نفس المستوى في الثمانينيات مثلا، فمستوى الغناء حاليا في الألفيات بالكويت مختلف كلمةً ولحنا، لذا فإن المتغير سيئ، وهذا الرأي يخصني ويخص كل أبناء جيلي من ملحنين ومطربين وكتّاب الكلمات (الشعراء). وبرأيي أنه ليس هناك مانع من أن يتم غناء القديم وفق أسلوب جديد، فهناك فرقة أميركية قدّمت أغنية «شكواي» التي لحّنها يوسف المهنا ونفّذتها بطريقة معاصرة، وكذلك هناك تجربة أخرى للملحن نفسه قدّمتها الفرقة ذاتها.
• إذن مَن هم المطربون المفضلون لديك محليا وعربيا؟ - لا نزال نستمع إلى المطربين القدامى، وهناك فرق بين المطرب والمغني، فالمغني هو مَن يغني أيّ كلام، فهو مَن يؤدي، أما المطرب فهو مَن يُطرب إذا استمعت إليه، وهذا من أستمع إليه، أما المغني فلا أستمع إليه، مرات أستمع إلى محطات الأغاني الحديثة لكي أطّلع على ما يدور في الساحة، المطرب الخليجي الذي يغني باللهجة العراقية والعربية ويغيّر «هندامه» ويستحدث حركات معيّنة عبر ظهوره مثلا وهو يمسك غيتارا وخلافه للحصول على مشاهدات ومتابعين أكثر، هذا أمر غير مقبول الآن، مع الأسف أصبح الجمهور هو مشاهدات عبر مواقع التواصل و «يوتيوب»، لذلك فأنا أستمع إلى المطربين القدامى أمثال أم كلثوم وعوض الدوخي وعبدالمحسن المهنا، كما أستمع إلى أغاني محمد عبده القديمة، وإلى عملاق الأغنية السعودية طلال مداح، وأيضا أستمع للفن اليمني القديم والشرقي بالذات. • بالرغم من كفاءتك، فإن هناك من يرى أنك لم تحقق الشهرة الكافية داخل الكويت وخارجها، فما السبب من وجهة نظرك؟ - أشكركم على تقديري ووصفي بالقدرات الفنية والصوتية، فمَن يرَ ذلك حقا فإنّه يرى الصواب، بالنسبة إلى شهرتي فهي خارج الكويت أكثر من داخلها، ففي أيام زمان كنّا مدعومين من وزارة الإعلام، حيث كنا نقوم بإطلاق «الكاسيت» مجموعة أغان ونهديه إلى قسم المنوعات، وكان المخرجون يتسابقون على تصوير الأغاني، أيضا السبب الثاني في عدم تحقيق الشهرة الكافية هو الانقطاع، فكل من واصل من جيلنا وحتى من قبلنا لم يتوقف فحقق شهرة، أما بالنسبة إليّ فقد توقفت فترة طويلة جدا، بسبب ظروف خاصة، وهذا ما ضرّني لأن التوقف والانقطاع مضران للفنان بشكل عام؛ سواء كان مطربا أو ممثلا، خاصة إن كان في مستوى الشهرة وتوقّف، وهذا ما حصل معي، فبعد أن أنتجت 4 ألبومات غنائية حققت من الشهرة وأغنياتي تغنّى في جميع الدول العربية ثم توقفت، الآن عندما أعود إلى الساحة الفنية أغني لمن؟ لجيلي الذين وصلت أعمارهم إلى الستينيات، ومنهم من توفّي أو اعتكف ويسمع أم كلثوم مثلا، لذلك تجد نفسك مضطرا أن تغني للجيل الحديث، وليس هناك مانع من أن أغنّي نفس الكلمات القديمة التي أؤمن بها وما يصاحبها من ألحان ومقامات موسيقية بتنفيذ حديث. • ما الألوان والأنماط التي تفضل أن تغنيها دائما، ولماذا؟- ليس لديّ لون معيّن؛ يمكن أن يكون باللغة العربية الفصحى أو شعبيا وعاميا، إنما ما يهمني وأحرص عليه أن أقتنع بالمقام نفسه.• ماذا تعني لك أغنية «يا بنت يلي»؟- «يا بنت يلي» عمرها تقريبا 50 عاما أو أكثر، غناها الفنان عيسى الإحسائي، حيث كان اللحن مختلفا تماما، ومن شدة إعجابي بهذا الفنان الشعبي وبزمنه الذي كان يغنّي فيه هذه الكلمات، سواء الشعبي أو على مستوى شرقي عربي كبير، مثل محمد عبدالوهاب وأغاني «الميه بتروي العطشان» وأمور كثيرة عربية غناها عبدالوهاب وتغنت بالفن الشعبي أيضا، فأنا أعجبت بالإحسائي، لذلك أخذنا مقدمة أغنية يا بنت يلي من أغنيته، وأكملها الشاعر علي المعتوق بصيغة جديدة، ثم قمت بتلحينها، وهي أغنية عادية كبقية الأغاني، ولم تكن نقطة تحوّل في حياتي.• هل تفضل أغاني «الفيديو كليب»؟ - نعم الفيديو كليب مازال مطلوبا، وأنا لست أفضّله، وإنما يفضّله مَن يغنون الغناء الحديث، ويستعين به من لديه مادة فنية «مفلسة»، حيث يختلف الفيديو كليب القديم عن الحديث، وإن كنت أفضّل القديم، فالحديث يستخدم لإضاعة مستوى الأغنية، فالأوضاع الحالية عجيبة، والأغنية الكويتية والخليجية في انهيار شديد.
●فضة المعيلي
للأسف الجمهور أصبح مجرد مشاهدات عبر «يوتيوب»
المفلس فنياً يلجأ إلى الفيديو كليب بشكله الحالي
المفلس فنياً يلجأ إلى الفيديو كليب بشكله الحالي