مع إنهاء الاحتجاجات في سريلانكا يومها المئة، وعشية انتخاب رئيس جديد للبلاد، أطلقت الأحزاب السياسية في الدولة الواقعة جنوب آسيا التي تمزّقها الاحتجاجات، حملة على عَجَل لكسب التأييد الشعبي لـ 4 مرشحين للمنصب خلفاً للرئيس المستقيل والفارّ غوتابايا راجاباكسا.

ويسعى المسؤولون الحزبيون لنيل تأييد 225 عضواً في البرلمان لحشد الدعم لمرشحيهم، قبل تصويت المشرّعين المقرر بعد غد.

Ad

ويبدو أن القائم بأعمال الرئيس، رئيس الحكومة رانيل ويكريمسينغه مرشح الحزب الحاكم هو الأوفر حظاً، رغم أن المحتجين الغاضبين يصبّون غضبهم الآن عليه، بعد أن نجحوا في إسقاط راجاباكسا وحمّلوه مسؤولية الأزمة الاقتصادية الكارثية في البلاد.

وبدأت حملة «النضال» المطالبة برحيل راجاباكسا قبل 100 يوم تماماً، وتم التنسيق لها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل. ونصب عشرات الآلاف من المتظاهرين المحتجين الذين جاؤوا من سائر أنحاء البلاد خيماً أمام مكاتب الرئاسة فى العاصمة كولومبو.

وكان من المفترض في البداية أن تستمر الحركة يومين، لكنّ المنظمين الذين فوجئوا باستجابة الحشود التي فاقت بكثير التوقعات، قرروا الإبقاء على الاعتصام إلى أجل غير مسمى.

ويعتقد البعض أن الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود والكهرباء وحّدت الغالبية العرقية السنهالية البوذية وأقلية التاميل الهندوسية والمسيحية والأقلية المسلمة، ضد راجاباكسا ومحيطه، رغم أن آخرين يشككون في هذا الأمر، مشيرين خصوصاً الى عدم خروج تظاهرات في مناطق التاميل، إضافة الى رفض المحتجين الذين ينتمون الى الأكثرية البوذية تجمعاً للتاميل أنشدوا خلاله النشيد الوطني بلغتهم غير المعترف بها.

ورغم مغادرتهم القصر الرئاسي والمقار الحكومية التي اقتحموها، ما زال المحتجون يخيمون أمام المباني الرئاسية وإن انخفض عددهم منذ تنحي راجاباكسا. وكتب الناشط براساد ويليكومبورا، في تغريدة أمس، «مر 100 يوم على البداية»، مطالبًا ويكريميسينغه أيضاً بالتخلي عن السلطة. وأضاف: «لكننا ما زلنا بعيدين عن أي تغيير في النظام»، مع وسم «رانيل ارحل» و»لستَ رئيسي».

وقال متحدث باسم المتظاهرين المعتصمين في كولومبو «نحن ندرس مع المجموعات المشاركة في حملة النضال توجيه الحملة ضد رانيل ويكريميسينغه»، الذي أمر الجيش ببذل كل ما في وسعه للحفاظ على النظام. وسيتم إرسال تعزيزات من الشرطة والجيش إلى العاصمة، اليوم، لضمان الأمن حول البرلمان قبل تصويت الغد.

في غضون ذلك، لا تزال السيارات تقف في طوابير طويلة في مدينة كولومبو أكبر مدن البلاد، للحصول على الوقود.

ويؤكد بعض السائقين، أن طول بعض الطوابير يصل لمسافة كيلومترين. وقال أحدهم: «أنتظر في الطابور منذ 3 أيام للحصول على الوقود». يشار إلى أن سريلانكا تشهد أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1948.