بن زايد وماكرون يوقّعان «شراكة استراتيجية شاملة للطاقة»

الرئيس الفرنسي يقلّد نظيره الإماراتي شارة «الصليب الأكبر»

نشر في 18-07-2022 | 13:41
آخر تحديث 18-07-2022 | 13:41
محمد بن زايد متوسطاً ماكرون وزوجته
محمد بن زايد متوسطاً ماكرون وزوجته
غداة مغادرة الرئيس الأميركي جو بايدن الشرق الأوسط بعد جولة سعت إلى إعادة تأكيد نفوذ واشنطن في المنطقة، لكنّها فشلت في أن تنتج أي اختراق حقيقي، خصوصاً في السعودية، استقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه اليوم، نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يقوم بأول زيارة دولة خارجية له منذ توليه منصبه، فيما احتل موضوع الطاقة الحيز الأكبر من النقاشات.

وزار الرئيس الإماراتي ساحة متحف الجيش الوطني حيث استقبله وزير الدفاع سباستيان لوكونور، قبل أن يرحب به ماكرون وزوجته بريجيت عند مدخل قصر الإليزيه.

واجتمع الرئيسان على مأدبة غداء والتقيا مجدداً في عشاء رسمي في قصر فرساي بحضور مئة ضيف.

وقلّد ماكرون الشيخ محمد بن زايد شارة «الصليب الأكبر» من وسام جوقة الشرف الوطني وهدية هي عبارة عن نسخة من عام 1535 لخريطة عالم الجغرافيا الألماني لورنز فرايز لشبه الجزيرة العربية.

وستشهد الزيارة التي تختتم غدا التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن زيادة التعاون في مجال الطاقة بين الدولة الخليجية الغنية بالنفط، وفرنسا المتعطشة لتنويع مصادرها من المحروقات وسط تضخم متزايد بسبب ارتفاع الاسعار منذ غزو روسيا لأوكرانيا.

وكان مستشار رئاسي فرنسي قال في وقت سابق، إنّ أحد أهم البنود خلال الزيارة هو «الإعلان عن ضمانات تقدّمها الامارات بشأن كميات امدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا»، علماً أن الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل حالياً.

وتغطي اتفاقية «الشراكة الإستراتيجية الشاملة للطاقة» التي ينوي البلدان التوقيع عليها، الطاقة التقليدية والمتجددة والهيدروجين وغيرها، على أن تعزّز التعاون في التنقيب عن الغاز خصوصاً عبر شركة «توتال» الفرنسية.

وترى الإمارات أن أوروبا أدركت بعد الحرب على أوكرانيا وأزمة المحروقات أن الانفصال السريع عن النفط والغاز للتحول نحو الطاقة البديلة ليس الخيار الأفضل، بل أنّه يجب اعتماد نهج أكثر توازناً يمكن أن تلعب الدولة النفطية دوراً فيه.

إلى جانب مسألة الطاقة، سيتم التوقيع على مذكرات تفاهم وعقود في مجالي النقل ومعالجة النفايات وغيرها.

وتطورت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية. والإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر ولأكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج. كما أنها تستضيف قاعدة عسكرية بحرية فرنسية.

وقال مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش للصحافيين الجمعة: «الإمارات مصمّمة على أن تظل شريكاً موثوقاً في مجال الطاقة، إذ انها تستثمر في زيادة القدرة لتلبية الطلب العالمي. لقد قمنا ببيع نفطنا إلى الشرق الأقصى لمدة 40 عاماً، ونحن الآن نوجهه نحو أوروبا في وقت الأزمة».

وفي ديسمبر الماضي، وقّعت الإمارات عقداً قياسياً بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز «رافال» في خضم هجمات غير مسبوقة للمتمردين الحوثيين على أراضيها ومسارعة فرنسا لتقديم دعم عسكري لها للتصدي لهذه الهجمات.

وقالت السفيرة الإماراتية في باريس هند العتيبة»:»وقفت العديد من الدول إلى جانبنا في وجه عدوان الحوثيين في اليمن، ونقدّر أنّ فرنسا كانت واحدة من هذه الدول، وهو ما كان عاملاً في اختيار سموه لفرنسا» كأوّل محطة خارجية له.

وأضافت «ريادة فرنسا في أوروبا وثقافتها ونظامها التعليمي وتميز علمائها ودرايتها الصناعية تجعلها شريكاً أساسياً لنا. وبالنسبة لفرنسا، تُعتبر الإمارات حليفاً مستقراً وموثوقاً».

back to top