المايسترو د. أيوب خضر، قائد فرقة موسيقية، وعازف آلة قانون، وحاصل على الماجستير والدكتوراه من أكاديمية الفنون، ومعهد الموسيقى العربية بالقاهرة، وخريج المعهد العالي للفنون الموسيقية بالكويت وأستاذ به.

وكشف خضر، في حوار مع «الجريدة»، عن أهمية المايسترو، وما يحظى به من دعم في الكويت، وما يتطلبه الموسيقي ليصبح قائد فرقة، مؤكدا أن الجمهور الكويتي أصبح واعياً بأهمية ودور وحضور المايسترو على المسرح... وإلى التفاصيل:

Ad

• من هو المايسترو؟

- المايسترو كلمة غير عربية أصلها إيطالي، وتعني القائد أو المعلم أو الأستاذ، وتشير حول العالم إلى قائد الفرقة الموسيقية، المخوّل إليه توجيه العازفين وأعضاء الفرفة الموسيقية لتحقيق التناغم بينهم، وإعطاء روح مميزة للعمل الموسيقي، وتأتي الأهمية الكبرى للمايسترو في البروفات التحضيرية للعروض الموسيقية والحفلات، لإخراج عمل موسيقي متكامل على المسرح، بقيادة المايسترو.

• ربما يتصور البعض أن دور المايسترو ليس أساسيا... فما تعليقك؟

- في السابق كان هناك هذا التصور، لكن الآن أصبح الجمهور واعيا، وخاصة الكويتي، فلا توجد فرقة كبيرة إلا ولها قائد هو المايسترو، وذلك نتيجة دوره المهم المتمثل في إعطاء العازفين السرعات المختلفة، بناء على اللحن والأدوات الموسيقية المستخدمة، كما أن المايسترو هو المسؤول عن روح المعزوفة الموسيقية، وتبين ذلك عند اختلاف المايسترو على نفس المقطوعة، هنا يتبين شخصية وروح وإحساس كل مايسترو الذي يضفي من روحه وإحساسه وخبرته وإتقانه للأدوات الموسيقية وإبداعه على روح العمل، فيظهر بشكل مختلف يعكس شخصية قائد الفرقة الموسيقية.

• هل تعرّضت لسؤال أحد الجمهور حول ماهية عملك على المسرح؟

- حصل بالفعل، وأضحك حين يسألني الجمهور ماذا تفعل بالعصا التي تشير بها لأعضاء الفرقة الموسيقية من العازفين، كما يتساءلون عن حركات يدي ومعناها، وكيف تعبّر عن أشياء يفهمها العازفون، لكنني استأنس لتلك الأسئلة وأجاوبهم، لأنها دليل اهتمام وانتباه وتركيز الجمهور مع المايسترو وشعورهم بأدائه وشخصيته وحضوره على المسرح، وأشرح لهم كيف أن المايسترو هو مخرج العمل الموسيقي المسؤول عن خروجه في أبهى صوره.

• هل مهنة المايسترو دخيلة على الموسيقى العربية؟

- في السابق كانت الموسيقى العربية خطا لحنيا واحدا، ويتم الغناء عليه بأشكال مختلفة، ويُعرف باسم «ميلودي»، ولم يكن هناك التناغم والتناسق بين الأدوات والألحان والخطوط الموسيقية المختلفة كما هو الآن، ومن هنا لم يكن المايسترو موجودا مثلا في حفلات أم كلثوم وغيرها من عمالقة الغناء العربي، كما نلاحظ في تلك الحفلات عدم وجود نوتة موسيقية أصلا أمام العازفين، هي مجرد بروفات متعددة قبل الحفل، ويحفظون اللحن مع الملحن الذي يدرّبهم على الجمل الموسيقية التي ألّفها، وفي الحفل يقوم أحد العازفين بافتتاح اللحن ويتبعه بقية أعضاء الفرقة ويتم قفل اللحن بطريقة معيّنة متفق عليها.

• متى كان أول ظهور للمايسترو بالموسيقى العربية؟

- في بعض الحالات كان العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ يقوم بقيادة الفرقة الموسيقية ببعض الإشارات حتى يتصور البعض أنها كانت بداية ظهور أهمية المايسترو، إلا أن إشارات عبدالحليم كانت «شو»، لأنه ليس دارسا للموسيقى، فالمايسترو لا بدّ أن يكون موسيقيا دارسا لعلوم متعددة منها الآلات ومساحتها والكونتر بوينت والتوزيع، فالموهبة لا تؤهل الموسيقي أو المطرب لقيادة الفرقة.

• هل المايسترو موجود في الكويت؟

- بالطبع موجود بالكويت، وإن كان عددهم قليلا، ربما لا يتجاوز أصابع اليد، لكنّ وجود المايسترو الكويتي قديم، حتى عندنا نساء مايسترو، منهن د. أمل بشير، أحد المايسترو الذين قادوا فرقة المجلس الوطني للفنون والآداب الموسيقية في تسعينيات القرن الماضي، وقد تتلمذت على يد أساتذتي في المعهد العالي للفنون الموسيقية، ومنهم حمدي الحريري ومجدي طلعت وسعيد البنا، ومن ثم ظهر جيل ثانٍ منهم فهد الحداد ود. محمد باقر، ود. أحمد حمدان، ود. خالد نوري، والآن يوجد جيل الشباب منهم أحمد العود، وكلهم أكاديميون وليسوا هواة، ولهم بصمة قوية بالسوق الموسيقي.

• إلى أي مدى يحظى المايسترو بدعم في الكويت؟

- نحن بلد مهم، وخاصة فنيا، فالحفلات الموسيقية والفعاليات والمهرجانات عندنا لا تنقطع، ولدينا تاريخ فني حافل، ومن هنا يجب أن يحظى المايسترو في الكويت بالدعم الكافي، نعم نحن لدينا الآن وجود وحضور وحفلات، ونمارس عملنا وسط إقبال وتقدير كبير، ولكن لا توجد لدينا معاهد لتعليم الموسيقى، وأتمنى أن يتطور ذلك إلى أن يكون عندنا قائد فرقة موسيقية، لا في الكويت ولا المنطقة العربية، وتوجد في أوروبا والدول الغربية معاهد ودراسات لتخريج المايسترو المؤهل.

• كيف تشعر بالتقدير الفني؟

- من الإقبال والترحيب وطلبي بالاسم في المهرجانات المحلية والدولية، وفي الحفلات من مطربين كبار لأصاحبهم في حفلاتهم وأقود الفرق الموسيقية التي تعزف أغنياتهم، ومنهم عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ومطرف المطرف، وغيرهم الكثير، لأن المايسترو يساعد المطرب للخروج في أحلى صورة موسيقية، ومن هنا يأتي التناغم مع الفرقة والمطرب على حد سواء.

• متى شعرت بتحية الجمهور لك على وجه خاص؟

- الجمهور أصبح واعيا بدور المايسترو، ومتى يبدع، ومتى يعطي من روحه للعمل، ومتى ما شعر الجمهور بحضور المايسترو القوي على المسرح استحوذ على إعجابه وتقديره، وهذا الموقف واجهني في عدة حفلات، كان آخرها حفل تكريم الشاعر القدير ساهر، ولـ 3 مرات يقوم الجمهور بتحيتي بشكل خاص منذ دخولي على المسرح وفي منتصف الحفل وفي نهايته، حتى هتف الجمهور باسمي، كأنّي مطرب يغني، وهو ما يعكس أن المايسترو هو نجم له شعبيته وأداؤه وحضوره على المسرح كشخصية مستقلة تحظى بحب الجمهور.

● عزة إبراهيم