سورية في قلب «قمة طهران» وإسرائيل تعود للخيار العسكري
وزير الخارجية السوري يواكب المحادثات في العاصمة الإيرانية... ورئيس الأركان الإسرائيلي يبدأ زيارة للمغرب
وضع «الكرملين» عملية التسوية السورية بقلب القمة الثلاثية، التي تستضيفها طهران اليوم، بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان، في حين أكد رئيس أركان القوات الإسرائيلية بدء الاستعداد لخيار وقف البرنامج النووي الإيراني عسكرياً مع استبعاد فرص نجاح الدبلوماسية قبل قيامه بأول زيارة رسمية للمغرب.
تتجه الأنظار اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران، التي تستضيف قمة ثلاثية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان، وسط تساؤلات عن إمكانية أن تسهم في إلغاء العملية العسكرية التي يلوح بها الأخير بمناطق شمال سورية، رغم أن جدول أعمال القمة يتجاوز ملف دمشق مع تسليط واشنطن الضوء على توسع التعاون الأمني والعسكري الروسي ـ الإيراني على ضوء الاتهامات لطهران بتزويد الجيش الروسي بمسيّرات للاستخدام في الحرب المندلعة بأوكرانيا. وفي خطوة هدفها مواكبة المحادثات بين ثلاثي «عملية أستانا للسلام»، يصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم إلى طهران بالتزامن مع استضافة رئيسي نظيريه الروسي والتركي في أول لقاء من هذا النوع منذ عام 2019 .وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن عملية التسوية السورية ستكون في قلب الاهتمام خلال زيارة بوتين إلى الجمهورية الإسلامية، التي يلتقي خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، مضيفاً أن صيغة أستانا «مهمة جداً، وأظهرت قابليتها للتطبيق» وأنها عملياً الصيغة الدولية الوحيدة لوضع حد للأزمة السورية المستمرة منذ 2011 مع تعثر الجهود الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
الرد على بايدن؟
وستتيح اللقاءات الثنائية التي ستعقد في طهران، ويجمع أحدها بين بوتين وإردوغان للمرة الأولى منذ العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا في فبراير الماضي، البحث في ملفات شائكة مثل تداعيات الحرب والوساطة التي ترعاها أنقرة بين الروس والأوكرانيين والاتفاق النووي الإيراني.ورغم عدم سهولة التكهن بما ستسفر عنه القمة الثلاثية من تفاهمات، فإن توقيتها الذي يأتي بعد 3 أيام من انتهاء جولة شرق أوسطية قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن بهدف حشد الجهود ضد موسكو وطهران جعلها محل اهتمام إقليمي ودولي.وقف هجوم أنقرة
وكانت موسكو أعربت عن أملها أن تتراجع تركيا، التي ترفض أي وجود للوحدات الكردية المسلحة على حدودها، عن تنفيذ عملية عسكرية جديدة بمناطق نفوذ قوات «سورية الديمقراطية» المعروفة بـ»قسد»، في حين حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، من أن العملية يمكن أن تؤدي إلى «زعزعة استقرار المنطقة».يضاف إلى ذلك بحث ملف الأوضاع الإنسانية في سورية، والعودة الطوعية للاجئين السوريين، ضمن الاجتماعات التي سيعقدها الزعماء المشاركون.ويأتي ذلك في وقت أفاد «المرصد السوري» بوصول تعزيزات عسكرية جديدة، تضم أفراداً ومعدات ثقيلة، لقوات الحكومة السورية برفقة قوات روسية إلى محاور القتال في ريف منبج شرقي حلب قرب مناطق التماس مع المعارضة المسلحة المدعومة من أنقرة أمس.تهديدات إسرائيل
من جانب آخر، تباينت التقديرات الإسرائيلية حول تأثير تعمق التعاون بين طهران وموسكو بعدة مجالات وسط الضغوط الغربية عليهما، لكن مسؤولاً أمنياً إسرائيلياً رجح عدم اشتمال صفقة بيع الطائرات المسيرة العسكرية الإيرانية لروسيا على اتفاق يقيد نشاط إسرائيل ضد الوجود الإيراني في سورية.في موازاة ذلك، استبعد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، نجاح الطرق الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني بشكل تام، مؤكداً أن الحل العسكري لهذا الأمر في صلب اهتمام الأمن الإسرائيلي.وقال كوخافي، قبيل ساعات من توجهه إلى المغرب لبحث «التعاون العسكري والأمني، بزيارة هي الأولى من نوعها تستمر 3 أيام، إن «التجهيز للاحتمال العسكري ضد النووي الإيراني، هو واجب أخلاقي رغم أن منع طهران من تطوير قنبلة ذرية عبر الدبلوماسية هو الطريق المفضل».ونبه كوخافي، إلى أن «تجهيز الجبهة الداخلية للحرب هي مهمة يجب تسريعها خلال السنوات المقبلة». وتابع: «الجيش يواصل الاستعداد للهجوم في إيران بشكل قوي، وعليه فإنه يجب الاستعداد لكل التطورات والسيناريوهات».وجاء حديث المسؤول الإسرائيلي العسكري عن الاستعداد للتحرك ضد برنامج طهران النووي، في وقت أفادت تقارير عبرية بأن رئيس الحكومة المؤقت يائير لابيد تحدث خلال اجتماع مغلق للحكومة أمس الأول، عن عدم توصله إلى اتفاق على «الحاجة إلى تهديد عسكري حقيقي ضد الجمهورية الإسلامية خلال محادثاته مع الرئيس الأميركي بالقدس الأسبوع الماضي.ويأتي ذلك غداة زعم كمال خرازي وهو كبير مستشاري المرشد الأعلى علي خامنئي، أن «طهران من الناحية التقنية قادرة على إنتاج قنبلة نووية لكنها لم تتخذ القرار لفعل ذلك».عبداللهيان وحسين
وبعد تبادل السعودية وطهران «اليد الممدودة» في خطوة تؤشر الى احتمال انعقاد جولة جديدة من الحوار بين الببلدين، بحث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، ونظيره العراقي فؤاد حسين جهود العراق الرامية لدفع الحوار الثنائي بين إيران والسعودية وقمة جدة وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والقضايا الإقليمية خلال اتصال هاتفي أمس.وثمن عبداللهيان جهود العراق ودوره البناء في بلورة وتعزيز الحوارات الإقليمية من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة، مؤكداً استعداد إيران لمواصلة تبادل الآراء والافكار مع العراق من أجل متابعة القضايا الثنائية والإقليمية.وشدد وزير خارجية العراق على أن حكومة بلاده أجرت المحادثات والمشاورات اللازمة للتعاون الإقليمي في قمة جدة، وأن بلاده ستواصل جهودها لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
لابيد: إسرائيل والولايات المتحدة لا تتفقان بالكامل بشأن الحاجة إلى تهديد عسكري ضد إيران