الإسكندر الأكبر يوقف القتال
يُعتبر الإسكندر المقدوني من عباقرة الحروب، وواضعي الخطط العسكرية في التاريخ، وفي الهند اكتشف أن همة المقاتلين لم تعد كما كانت في المعارك السابقة، فألقى عليهم الكلمة التالية:- الانتصارات المُتتالية التي حققتموها في فينيقيا، ومصر وليبيا وبلاد العرب وبلاد فارس، وها نحن الآن على وشك الانتصار الكامل على كل آسيا، تمت بفضل همتكم وفروسيتكم، فلماذ فترت حماستكم؟فنهض الضابط كونياس كراتس قائلاً:
- سيدي... إذا كنت تقود مقاتلين يضحون بأرواحهم تحت قيادتك فاجعلهم لا يشعرون بالحرمان من الجانب المهم في حياتهم - وما هذا الجانب المهم؟ - سيدي إن الواحد منا شديد الاشتياق إلى رؤية والديه إذا كانوا أحياء، أو يرى زوجته وأولاده... فكلهم يتلهفون لعودتنا إليهم:*** • فلقيت الكلمة صداها المؤثر في نفوس الضباط والجنود لدرجة أن بعضهم أخذ يجهش بالبكاء. *** • وفي اليوم التالي استدعى الإسكندر كبار الضباط ورتب معهم كيفية تنظيم السماح لقطاعات من الضباط والجنود بالعودة إلى بلادهم... وتم وقف القتال:*** بعد أن أتممت قراءة كتاب - حياة الإسكندر الأكبر - لفلانيوس اريانوس... استوقفتني تلك السطور القليلة التي جئتُ عليها في هذا المقال وكم دعوت الله أن يُدخل السكينة على نفوس من اضطرتهم الظروف لاتخاذ قرارات حربية... لها ضحايا... ليس ممن يشاركون بها عملياً فقط، وإنما أكثر ضحاياها هم الآباء، والأمهات، والزوجات، والأبناء... لعل الله يهديهم لإيجاد وسيلة أخرى غير الحروب لحل المشاكل العالقة!• أمنيتي هذه موجهة لكل الأطراف التي تتصارع في وطني العربي... الذي أنهكته الحروب.