حذر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، من أي عملية عسكرية جديدة تشنّها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سورية.

وقال خامنئي، خلال استقباله الرئيس التركي في طهران، قبيل انطلاق قمة ثلاثية جمعت الأخير مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والروسي فلاديمير بوتين، إن العملية، التي تلوح بها أنقرة منذ شهرين «ستعود بالضرر على سورية، وستعود بالضرر على تركيا، وستعود بالضرر على المنطقة وستصب في مصلحة الإرهابيين».

Ad

وقبيل قمة زعماء الدول الضامنة لـ «مسار أستانة» حول سورية، وجّه المرشد الإيراني، «رسائل متعددة» من بوابة معارضة بلاده للعمل العسكري الذي تحضر له أنقرة ضد العناصر الكردية المسلحة، منتقداً السياسات التركية في سورية وعلاقاتها مع إسرائيل، وإن بشكل غير مباشر، فضلاً عن دعوته أنقرة إلى الحوار بشأن أوضاع سورية بمشاركة حكومة دمشق، والتأكيد على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في المنطقة.

وعلق خامنئي على تصريحات الرئيس التركي بشأن ضرر «المجموعات الإرهابية» على تركيا وإيران، بالقول، إنه «تجب مكافحة الإرهاب بكل تأكيد، لكن الهجوم العسكري في سورية يعود بالنفع عليهم، كما أن الإرهابيين ليسوا فقط مجموعة خاصة».

وفي معرض رده على طلب إردوغان للتعاون مع أنقرة بشأن مكافحة «المجموعات الإرهابية»، أكد المرشد الإيراني «أننا سنتعاون معكم حتماً في مكافحة الإرهاب. نحن نعتبر أمن تركيا وحدودها من أمننا. وأنتم أيضاً اعتبروا أمن سورية من أمنكم».

وشدد خامنئي على «ضرورة حل القضايا السورية عبر التفاوض بين إيران وتركيا وسورية وروسيا»، داعياً إلى عدم الاتكال على أميركا وإسرائيل. ورأى أن «الكيان الصهيوني الغاصب هو أحد أهم أسباب الخلاف والعداء في المنطقة وأميركا تدعمه».

وبشأن العلاقات الثنائية، اعتبر خامنئي أن حجم العلاقات والتعاون الاقتصادي لا يعكس الطاقات والفرص الموجودة في البلدين، داعياً إلى تعزيز هذا التعاون.

وبشأن أوضاع منطقة كاراباخ في القوقاز، المتنازع عليها بين أذربيجان وأرمينيا، أعرب خامنئي عن سعادته لعودة كاراباخ للأراضي الأذربيجانية، محذراً في الوقت نفسه من السعي لإغلاق الحدود الإيرانية ــ الأرمنية، حيث قال: «إن كانت هناك سياسة لإغلاق الحدود بين إيران وأرمينيا فالجمهورية الإسلامية سترفض ذلك لأن هذه الحدود هي طريق التواصل على مدى آلاف السنين».

من جهته، أكد إردوغان في اللقاء الذي حضره نظيره الإيراني أن «الموقف التركي بشأن وحدة الأراضي السورية واضح»، داعياً «النظام السوري إلى إطلاق المسارات السياسية»، وقال إن «القضية السورية على أجندة مؤتمر أستانا بشكل خاص ونأمل في الحصول على نتائج جيدة». وأعرب عن رفض بلاده للعقوبات الأميركية على طهران ودعم «توقعات إيران المشروعة بشأن الاتفاق النووي».

استقبال رئيسي

وفي وقت سابق استقبل رئيسي إردوغان الذي وصل إلى طهران، مساء أمس، وأجريت له مراسم رسمية بقصر سعد آباد.

وصرح إردوغان، خلال مؤتمر مع نظيره الإيراني: «بالإضافة إلى اجتماع المجلس الاستراتيجي على أعلى مستوى بين تركيا وإيران، سيعقد اجتماع آخر في إطار ثلاثي حول مسار أستانا وسأناقش أنا وزملائي آخر التطورات في سورية وسنقيم المسار ونبحث عن فرص جديدة».

ولاحقاً، ترأس إردوغان ورئيسي اجتماع مجلس التعاون التركي الإيراني بنسخته السابعة بمشاركة وفدين من البلدين.

وعقب الاجتماع تم توقيع اتفاقيات تعاون تم بعدد من المجالات بين البلدين.

مواكبة وتحشيد

في هذه الأثناء، ذكرت تقارير سورية رسمية، اليوم، أن وزير الخارجية فيصل المقداد سيلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان غدا في طهران للبحث في العلاقات الثنائية ونتائج القمة .

وأضافت، نقلاً عن مصدر إيراني في دمشق، أن زيارة المقداد لها علاقة مباشرة بما يتم الحديث عنه أو الاتفاق حوله خلال القمة الثلاثية بين روسيا وإيران وتركيا.

وقال المصدر: «بما أن أنقرة قلقة من الوجود الكردي، فمن الممكن للروس والإيرانيين إعطاء تطمينات أو ضمانات».

وأفادت بأن قوات حكومة دمشق وضعت اللمسات الأخيرة على خطوط تماس الجبهات المرشحة لأي هجوم تركي محتمل، بعدما أنهت الحكومة رفد قواتها بالقرب منها بتعزيزات إضافية ووسعت رقعة انتشارها على طول الجبهات، وخصوصاً تل رفعت ومنبج.

وجاءت تلك التطورات في وقت جدد الجيش التركي ليل الاثنين ـ الثلاثاء، قصفه على مواقع لقوات سورية الديموقراطية «قسد» شمالي سورية، وعزز مواقعه في إدلب تزامناً مع نشر القوات، التي يغلب على عناصر الأكراد، راجمات صواريخ في محاور تل أبيض على خطوط التماس مع مناطق النفوذ التركي شمال غربي الرقة.