تسريبات المالكي أمام القضاء وتظاهرات دعم للصدر
حزب الدعوة يرفض الانجرار إلى «فتنة عمياء»... والعشائر تدعو إلى تحييدها عن السياسة
فتح القضاء العراقي تحقيقاً في التسريبات الصوتية المنسوبة إلى زعيم حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون نوري المالكي، والتي لوّح فيها بحرب شيعية، في وقت خرجت تظاهرات حاشدة في الناصرية للتنديد بتهديده لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
أعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي، الذي اتهمته قوى في السابق باتخاذ مواقف سياسية داعمة لحلفاء طهران العراقيين، اليوم، فتح تحقيق في التسريبات الصوتية المنسوبة إلى زعيم حزب الدعوة، نوري المالكي، الذي يترأس كذلك «ائتلاف دولة القانون»، تحدث فيها عن نيته التسلح، وعدم ثقته بالقوات الأمنية ونيته مهاجمة النجف، فيما خرجت مساء أمس تظاهرات حاشدة في الناصرية للتنديد بـ «تهديدات وإساءات» المالكي لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.واستهدف مسلحون مجهولون منزل النائب عن حزب الدعوة الإسلامي محمود السلامي في ذي قار. وفي الدفعة الخامسة من التسجيلات المُسربة، التي ينشرها تباعاً الإعلامي المقيم بالولايات المتحدة علي فاضل، وتضمنت نسختها الرابعة تحريضاً على الاقتتال الشيعي، وتسليح الميليشيات، استعداداً للهجوم على مدينة النجف المقدسة مركز المرجعية الشيعية العليا، قال المالكي: «يجب إراقة الدماء في العراق بموافقة مراجع وقيادات شرعية».
وأضاف المالكي وفق التسريب الجديد، «الفتح والكتائب والعصائب وسيد الشهداء وبدر تابعين لإيران، وقادة الحشد لا يهمهم شيء غير المزارع والأموال، وهم بعالم آخر، ناصحاً: «بالذهاب مع الحرس الثوري لا مع الاطلاعات ( جهاز الاستخبارات الإيراني)».ووسط مخاوف من دخول الصدر والمالكي في مواجهة مفتوحة، فما وصف حزب الدعوة التسريبات المنسوبة لأمينه العام بـ «الاستراق»، وأكد أنه لن ينجرّ إلى «فتنة عمياء». وقال الحزب الإسلامي في بيان أمس: «مع إرهاصات تشكيل الحكومة، نرى من يذكي نار الفتنة بيننا نحن أبناء الصدرين، والذين عبّرنا عنهم عند دخولنا العراق بالرمز والهوية، وعملنا سياسياً مع جميع إخواننا الإسلاميين وغيرهم، ولم نستأثر بسلطة، وإنّما كان التصدي وفق معطيات وسياقات الدستور». وأضاف: «لم ندخل صراعاً حزبياً مع أي طرف، ولم ننجرّ الى صراعات جانبية تبعدنا عن أهدافنا الإسلامية والوطنية، ونرى هذه الأيام بوادر فتنة تصبّ الزيت على النار من قبل المرجفين والمتربصين بشعبنا، ومن الأجهزة السرية في الداخل والخارج ممن يطمعون بتحويل العراق الى بؤرة صراع من خلال تسريب واستراق إلكتروني دخل عليه التزييف والتزوير، وقد تم توضيح ذلك لشعبنا».وأكد حزب الدعوة: «لن ننجر إلى فتنة عمياء بين أبناء الوطن الواحد، فضلاً عن الخط الرسالي الذي مثّله الشهيدان الصدران»، داعياً الشعب والقوى السياسية، إلى «الحذر من الوقوع في صراع لا يخدم إلا أعداء الإسلام والوطن».من ناحيته، دعا الشيخ العام لعشيرة بني مالك، عبدالسلام العرمش، إلى إبعاد العشائر عن السجالات والصراعات السياسية، واستنكر أي إساءة إلى الرموز الدينية والوطنية. وشدد العرمش على «ضرورة عدم إدخال العشائر في السجالات السياسية بصورة تتعدى دورها وخلال تاريخها الطويل المليء بصور إخماد الفتن وإصلاح ذات البين وخدمة المجتمع وصون السلم الأهلي والاجتماعي».وأضاف أن «محاولات من يسعون إلى زرع الفتنة وخلط الأوراق ما هي إلا حلقة من حلقات التآمر على العراق، بعد أن فشلوا في مرّات عديدة سابقة بفضل حكمة رجال البلد المخلصين الحريصين على الدم العراقي، ويبدو أن ذلك أزعج البعض، ولن يكون في مصلحة مشاريعه الخبيثة، فحاول استغلال ظروف البلد السياسية والتنافس والاختلاف بين الفرقاء السياسيين والاختلافات في الرأي والذي لم يصل الى مرحلة إفساد الود».ونبّه العرمش إلى ضرورة «تغليب المصلحة الوطنية والتحلي بروح الأخوة لتفويت الفرصة على أعداء العراق، وأن تبقى الرموز الدينية في مكانتها ودورها المستحق الذي هو محل ثقة واحترام وتقدير الجميع قادرين بأبويتها لنا جميعاً».وحثّ الجميع على «العمل على تفويت الفرصة على المتربصين بالعراق شراً، وإبقاء العشائر صمام أمان، وألّا يتعدى دورها إلى أمور تسبب تأزماً وانقساماً بين أبنائها لتباين متبنياتهم السياسية، لكنهم حريصون على احترام الثوابت الدينية ورموزها».إلى ذلك، نأى نائب رئيس البرلمان، شاخوان عبدالله، بالمجلس عن الصراعات والخلافات السياسية، وأكد الحرص على الإسراع بتشكيل الحكومة وعدم تحديد موعد لانتخاب رئيس الجمهورية ما لم يسبقه اتفاق سياسي خارج المجلس.ومع مرور 10 أشهر على تعثّر تسمية رئيس الحكومة، أفادت وكالة شفق نيوز بأن الصدر طلب من رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء، مؤكدة أنه تواصل معه بهذا الخصوص، وأبلغه بأن التيار سيكون داعماً له إذا ما أقدم على هذا المنصب.وفيما نفى وزير الصدر في الحكومة، صالح العراقي، التواصل مع العامري والطلب منه الترشح للحكومة، أكد المصدر أن الإطار التنسيقي يعمل على حسم الموضوع مع وجود انقسام داخل أركانه، بين تسمية شخصية من قيادات الصف الثاني، وبين التجديد لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.وكشف الأمين العام لـ «كتائب سيد الشهداء» الموالية لإيران أبو آلاء الولائي عن موعد اعلان مرشح رئاسة الوزراء. وكتب، في تغريدة، «حضرنا اجتماع قيادة الفتح في مكتب هادي العامري بعد تماثله للشفاء».وأضاف أن «الإطار التنسيقي سيجتمع غدا بحضور جميع أعضائه»، مبيناً أنه «سيتم إعلان مرشح رئاسة الوزراء خلال 72 ساعة المقبلة».وفي ظل إصرار الحزب الديموقراطي الكردستاني على استبعاد الرئيس برهم صالح، وتمسّك غريمه الاتحاد الوطني به، كشفت مصادر اليوم عن اجتماع مرتقب لزعيمي الحزبين مسعود بارزاني وبافل طالباني في أربيل، لمحاولة الاتفاق على تسمية رئيس الجمهورية.
المالكي يدعو في دفعة خامسة من التسريبات إلى التبعية لـ «الحرس الثوري» وينتقد قادة «الحشد»