في الصميم: «تكلفة تنمُّر الدول أعلى»
سأستعير من الأخ طلال الجديبي عنواناً لمقالة له عن دراسة بريطانية نشرت عن التنمر وتكلفته على المال العام، وسأسقطها على موضوع آخر، عن تكلفة تنمر دول على دول أصغر وأضعف منها، وهل هذا التنمر راجع إلى قوة حقيقية، أم أن هناك من دفع به وفتح له أبواباً كانت تاريخياً موصدة في وجهه وفي وجه دول أكبر وأعظم منها.ونحن نعني هنا تحديدا تنمُّر النظام الإيراني المتعمد والمدفوع به على دول الجوار من دول أخرى، مدعيا ذلك النظام بأنها دول الاستكبار العالمي، وواصفاً أميركا بأنها الشيطان الأكبر وأن إسرائيل شيطانها الأصغر، وما هما بشيطانيه، فذانك الشيطانان هما من أتيا بذلك النظام الشيطاني المتنمر من باريس، فتكلفة هذا النوع من التنمر هو بلا شك الأعلى على الاطلاق.فالأخ طلال الجديبي كتب «أن المنظمات الصحية البريطانية ذكرت في تقرير لها أن دافع الضرائب يتكبد سنوياً حوالي 2.28 مليار جنيه إسترليني سنوياً بسبب التنمر الذي يحدث في الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، ولكن أثره المادي على الاقتصاد سيكون أكبر بكثير».
فأقول: لابد في هذه الحال أن تكون تكلفة التنمر في المدارس والمصانع وحتى في الجيش والشرطة وغيرها أعلى بكثير، لأن هذا التنمر يفرض على المتَنمّر سلوكيات تحد من إنتاجيته وعطائه وتفانيه في العمل مما يتسبب في انخفاض مردودين مادي وإنتاجي لا شك فيه. وأقول: إذا كانت تكلفة التنمر في المجتمعات المدنية وصلت إلى المليارات، فكم هي تكلفة تنمر دول على دول، فلابد أن تكون بمئات المليارات، وهذه المليارات ستصب مباشرة في جيوب من دفع بهذا التنمر مقابل التخلص منه بالسلاح والحماية، أما المتنمِّر فلابد أن يستفيد هو الآخر من تنمره، وفائدته قبضها مقدماً بعد أن فُتحت له أبواب عدة عواصم عربية إرضاء للنظام الإيراني، وتحقيقا لحلم استرجاع امبراطورية فارسية غابت عنها الشمس إلى الأبد على يد من تسميهم بأعراب الجزيرة.فنقول لمن تنمر علينا ولمن دفع بذلك التنمر إن غداً لناظره قريب، ونحن على يقين من مصداقية قول رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر.