واشنطن لطهران: إحياء «النووي» أو البقاء مع موسكو
إردوغان يتحفظ عن مقترحات الروس والإيرانيين وخداع العَلَم السوري ويُبقي الخيار العسكري ضد «قسد»
خلص الممثل الأميركي الخاص بشؤون إيران، روبرت مالي، إلى القول إن على طهران الاختيار بين إحياء الاتفاق النووي أو البقاء مع روسيا المنعزلة دولياً، في حين جدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تمسّك بلاده بشنّ عملية عسكرية بشمال سورية لملاحقة العناصر الكردية غداة قمة «أستانا» التي جمعته بنظيريه الروسي والإيراني.
وسط تباين بشأن حيثيات ونتائج «قمة طهران» التي جمعت قادة إيران وتركيا وروسيا، وتناولت العديد من الملفات الإقليمية والدولية، خيّر الممثل الأميركي الخاص، روبرت مالي، الجمهورية الإسلامية بين إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 أو البقاء مع موسكو.وقال مالي في تصريحات لشبكة سي إن إن بالتزامن مع اختتام القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء: «يمكن لإيران أن تختار بين إحياء الاتفاق النووي والاستفادة من رفع العقوبات الأميركية، أو أن تكون مع روسيا المعزولة الآن في المجتمع الدولي».وأضاف أن فرص إعادة إحياء الاتفاق النووي تتضاءل يوماً بعد يوم، قائلا: «إيران تقترب أكثر من المعدات اللازمة لصنع قنبلة نووية، وواجبنا هو عدم السماح لطهران بالحصول على هذا السلاح».
وفيما يتعلق بالتقارير حول إرسال طائرات إيرانية مسيَّرة إلى روسيا في خضم حرب أوكرانيا، قال الممثل الأميركي إن الولايات المتحدة تراقب القضية عن كثب. وأضاف: «لدينا أدوات تحت تصرفنا وبواسطتها سنعاقب أي نقل لمثل هذه المسيّرات إلى موسكو».في غضون ذلك، قال المتحدث باسم «الخارجية» الأميركية، نيد برايس: «نحن على اتصال مع حلفائنا وشركائنا بشأن بدائل للاتفاق النووي، لأنّ الإشارة التي نتلقاها من إيران هي أنها لا تريد العودة إلى هذا الاتفاق».وتابع: «إذا اتضح أن إيران لا تنوي العودة إلى الاتفاق النووي، وإذا وصل التقدم النووي الإيراني إلى نقطة يصبح فيها هذا الاتفاق عديم الفائدة، فسنتخذ مساراً آخر».وأضاف: «عندما لا تتوافر المصالح الأمنية للولايات المتحدة، فإن الموعد النهائي لإحياء الاتفاق النووي سينتهي. يمكن للاتفاق المقترح المطروح الآن على الطاولة أن یخضع البرنامج النووي الإيراني للسيطرة».في موازاة ذلك، رأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أن زيارة بوتين لإيران «مؤشر على عزلة روسيا» بعد هجومها العسكري على أوكرانيا.وقال كيربي، رداً على سؤال حول تقييم أسباب زيارة بوتين لطهران التي وصفها رئيسي بأنها نقطة تحوّل في العلاقات بين البلدين: «لديّ ثلاث نقاط في ذهني بشأن الخطوة، أولاً، تظهر مدى عزلة بوتين وروسيا، مما اضطره إلى التوجه لإيران طلبا للمساعدة، والثانية هي أن صناعة الدفاع الروسية تواجه صعوبات، وأنها غير قادرة على تلبية احتياجات الحرب».وواصل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض فقال إن النقطة الأخرى هي أن هذه الرحلة هي علامة على أن بوتين ليست لديه نية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا يريد الدخول في مفاوضات بحُسن نية.
تشبّث تركي
إلى ذلك، جدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إصرار بلاده على التلويح بشنّ هجوم عسكري في شمال سورية، لملاحقة العناصر الكردية المتمردة، بمناطق نفوذ قوات سورية الديموقراطية (قسد)، بعد يوم من سماعه لمعارضة إيرانية وروسية للخطوة التي يهدد بها منذ شهرين خلال مشاركته في قمة مسار أستانا بشأن الأزمة السورية. وقال إردوغان، في تصريحات أمس، إن «الولايات المتحدة الأميركية بحاجة إلى مغادرة مناطق شرق نهر الفرات، كجزء من عملية أستانا 2017، الخاصة بسورية». وأكّد أن «ملف العملية العسكرية الجديدة شمال سورية، سيظل مدرجاً على أجندتنا، إلى حين تبديد مخاوفنا المتعلقة بأمننا القومي»، معتبراً «أننا نريد أن تكون روسيا وإيران معنا في مكافحة التنظيمات الإرهابية على بعد 30 كم، من الحدود الجنوبية لتركيا، وعليهما إمدادنا بالدعم اللازم»، ومشيراً إلى أن «التنظيم الإرهابي يعتقد عبثا أنه قادر على خداع الجيش التركي، من خلال رفع علم النظام شمال سورية».وعلمت «الجريدة» من مصدر في مكتب الرئيس الإيراني أن إردوغان أبدى تحفظاً عن مقترح إيران وروسيا يتضمن «انتشار قوات الحكومة السورية بالمناطق الحدودية الشمالية، بهدف إبعاد المسلحين الأكراد، مع التعهد بسماح دمشق بإعادة كل النازحين السوريين من تركيا إلى مناطق دون التعرّض لهم». ولفت المصدر إلى أن إردوغان أكد أن معظم المسلحين الأكراد ينتشرون بمناطق تقع عملياً تحت سيطرة القوات الأميركية والميليشيات المتحالفة معها، وأن الجيش السوري النظامي لن يتمكن من دخولها.وأوضح أن دخول القوات التركية لتلك المناطق لن يثير حفيظة واشنطن التي سيتعيّن عليها أن تختار بين الوقوف إلى جانب أنقرة أو التنظيمات الكردية».في المقابل، أطلع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، نظيره السوري فيصل المقداد على مخرجات القمة الثلاثية، خلال مباحثات أجراها معه في طهران أمس.وأشار عبداللهيان إلى محاولة طهران وموسكو لإقناع أنقرة بـ «الابتعاد عن الحلول العسكرية» لتفادي المزيد من عدم الاستقرار.من جهته، أكد المقداد أن «أي اعتداء تركي على الأراضي السورية وإقامة ما يسمى بمنطقة آمنة يزعزع الأمن والاستقرار في الإقليم».ولفت إلى «رفض سياسات التتريك والتدخلات التركية في شؤون سورية، وعلى جميع القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي الخروج من الأراضي السورية»، مشددا على الارتياح «للجهود التي بذلها أصدقاء سورية في إيران للخروج ببيان متوازن بختام قمة أستانا، ويؤكد وحدة سورية وسيادتها واستقلالها». ودعا المقداد الولايات المتحدة إلى الانسحاب من سورية، لأن وجودها «يعيد إلى الأذهان عصر الاحتلال والاستعمار».فأل وصفقة
من جهة أخرى، أشاد المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس، باعتزام الإمارات إرسال سفيرها إلى بلاده لإنهاء 6 سنوات من التوتر الذي شاب العلاقات بين طهران وأبوظبي. ووصف الخطوة التي كشفها مستشار الرئيس الإماراتي، أنور قرقاش، الجمعة الماضية بأنها «فأل خير».من جهة ثانية، صوّت النواب البلجيكيون، أمس، على إقرار معاهدة مثيرة للجدل حول التسليم المتبادل لسجناء مع إيران، يرى منتقدوها أنها تفتح الباب أمام عملية تبادل بين بلجيكي يعمل في المجال الإنساني وعميل لطهران يدعى أسد الله أسدي، حُكم عليه بالسجن بعد إدانته بتهم تتعلق بالتخطيط لاغتيال معارضين.طهران - فرزاد قاسمي
ناصر كنعاني: اعتزام الإمارات إرسال سفيرها إلى طهران «فأل خير»