منذ أن كانت حرائق الغابات تشتعل في أستراليا، وكان السيد أنس الصالح على رأس وزارة الداخلية، كأول وزير لها من خارج الأسرة، وبعدها قصفت القوات الأميركية موكب الجنرال قاسم سليماني وأردته قتيلاً، فجاء ردّ القوات الإيرانية عليها عنيفاً بقصف معسكر الأميركان وقتل ركاب الطائرة الأوكران، وبعد أيام قلائل توفي جلالة سلطان عمان قابوس، لتنتقل السلطة بسلاسة لجلالة السلطان هيثم، ثم بدأنا نسمع عن انتشار فيروس رئوي قاتل في الصين، واستبعدنا وصوله إلينا، وفي أثناء تلك الفترة انسحبت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعد عِشْرة عمر مع جيرانها الألداء، لتصلنا الأنباء ونحن في خضمّ كل ذلك من «أم الدنيا» عن رحيل كلٍّ من ماجدة ونادية لطفي، لينزل معها جيل كامل من الشجرة، وينتشر بعدها فيروس كورونا ويخيّب توقعاتنا، فيدخل العالم على إثرها مرحلة الحظر والكمامات والإغلاقات والاكتئابات الحادة وإعادة اكتشاف الذات والأهل والبيوت، وتتراجع نتيجة ذلك أسعار الأسهم والذهب والنفط، ليباع بأقل من سعر تكلفته، ويبدأ العلماء في مختبراتهم بالبحث عن علاج للفيروس الجديد الذي باغت سكان الكوكب، وفي هذه المرحلة والعالم مشغول بجائحته، يعلن علماء الفلك اكتشاف أول ثقب أسود قريب من الأرض يمكن رؤيته بالعين المجردة، وتعلن إثيوبيا، بدورها، اكتمال المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة دون التوصّل إلى اتفاق مع دول المصبّ، ليهز بعد ذلك انفجار ضخم مرفأ بيروت مخلّفاً وراءه الكثير من القتلى والجرحى، فيعلن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي استقالته لأسباب صحية لا علاقة لها بالمرفأ، ثم توالت الأخبار عن قرب توصل العلماء لإيجاد لقاح لـ «كوفيد»، وحزنت الكويت آنذاك برحيل أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، وتم انتقال الحكم لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، ثم تجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية، ويخسر الرئيس المثير للجدل ترامب في انتخابات مثيرة على شاكلته، وليفوز الرئيس الشاب بايدن بكرسي المكتب البيضاوي، وحينها انطلقت حملات التطعيم حول العالم بعد اكتشاف العلماء اللقاح المضاد لـ «كوفيد»، عندئذ جرت انتخابات مجلس الأمة الكويتي التي أقسم أغلب النواب الفائزين بها على اختيار بدر الحميدي رئيساً لمجلسهم، فخرج لهم مرزوق الغانم من الصندوق، فبدأت بعدها حفلات التصيّد والاستجوابات والمناكفات والنكايات، إبان ذلك انتهت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية ومصر والإمارات والبحرين مع قطر، والتي استمرت أكثر من ثلاثة أعوام، ليفاجئنا المتظاهرون في أميركا باقتحام مبنى «الكابيتول» في مشهد سبقهم له شعبويو الكويت بسنوات، وبعد جنوح السفينة إيفرغرين في قناة السويس وتعطيل حركتها عدة أيام، خرج علينا موكب المومياوات في القاهرة مذهلاً العالم بروعته، وبالتزامن مع فوز عبيد الوسمي التاريخي بالانتخابات، فاجأ الرئيس بشار الأسد المراقبين أيضاً بالفوز في الانتخابات الرئاسية، رغم الإشاعات والشكوك التي حامت حول إمكانية ذلك في ظل المنافسة الشديدة، وعلى هذا الإيقاع المتسارع تطير الأيام ومعها العمر بلا تردد أو استئذان، ما بين اختراع جديد هناك وزلزال خفيف هنا، وانفجار في مكان آخر واحتفالات وأفراح مستمرة عند الجيران والأحباب، ثم اختفاء «كورونا» كأنها حلمٌ لم يكن، وصولاً حتى الغزو الروسي لأوكرانيا واغتيال شينزو آبي والتقاط أعظم صورة للكون، وزيارة الرئيس الأميركي للسعودية من دون «عرضة» هذه المرة، وعودة الحرائق للغابات، فالعالم من حولنا يتحرك ويتطور ويتغير ولا ينتظر أحداً، ودروازة عبدالرزاق مازالت مغلقة إلى الآن.
أخر كلام
نقطة: النفق آخر النفق
22-07-2022