التسامي من صفة الأغنياء فكرياً والعقلاء والإصلاحيين والوطنيين الذين يسعون إلى تحقيق الهدف النبيل في رفعة الوطن والمحافظة على حقوق شعبه وتكريس الديموقراطية عبر المبادئ التي أسس عليها دستورنا الذي وضع النقاط على الحروف، ولكن التطاحن الظاهر للعلن بين بعض الرموز الوطنية أمر يحزن القلوب ويعيدنا إلى نقطة الصفر، لأن الاجتهاد الفردي لا يحقق المراد مادامت هناك عراقيل تعترضه وتحيد به عن جادة الصواب وتضعه أمام مفترق طرق.هؤلاء هم الذين كانت تعقد عليهم الآمال بأن يكونوا شركاء في الحقبة الإصلاحية لتصحيح المسار، وليس الصراع والتحدي وسط تطبيل شبيحة فلان وعلان الذين هم أساس الفتنة والخراب الدائر، وغالبيتهم يتبعون معازيبهم حسب الدفع، لأنه لا ولاء لديهم ولا انتماء سوى للدينار.
إن التسامي من «شيم الرجال» الذين يفترض أن يكونوا صفاً واحداً مادام الطريق ممهداً لهم لتطهير الفساد والقضاء على الشوائب والتفاف بعضهم حول بعض من أجل هذا الوطن الغالي وقيادته السياسية.إن العودة عن الخطأ ليست أمراً معيباً، والتسامح ليس صفة سيئة، ومحو الآثار السابقة للخلافات سيضيف قيمة حقيقية لهذه الرموز الوطنية بعيداً عن مساعي البعض لفتح جروح الماضي. فمن أجل الكويت وشعبها الغالي تساموا على خلافاتكم وكونوا صفاً واحداً لتفويت الفرصة على من يعملون على تشتيت وتفريق الإصلاحيين لتمرير مساعيهم وأهدافهم للوصول إلى مبتغاهم في أعمالهم غير المشروعة، والاستحواذ على غالبية الانبطاحيين لضمان تأييدهم في القرارات المصيرية والقوانين التي تمس كل بيت.الفرصة مواتية حالياً بأن تكون هناك دعوة عامة لكل إنسان وطني لإصدار بيان موحد للم شمل أصدقاء الأمس وإذابة الجليد الذي كان حجر عثرة في التقاء القلوب مجدداً، والاتفاق على آلية مشتركة لتوحيد الآراء، خصوصاً أن الانتخابات المقبلة ستكون مفصلية مادامت الكرة في ملعب الشعب الذي يحتاج من هؤلاء إلى نبذ الخلافات.إن بحث البعض عن الرمزية دون أن يضع في الاعتبار مصلحة الوطن هو حال من يبحث عن هويته بعد أن فقد ذاكرته التي تطايرت من دفاتر الحياة ومسحت من الذكريات لأنه سيتحول إلى رماد، فالعمل الوطني لا ينتظر التنافس من أجل القيادة بقدر تحقيق أهدافه النبيلة، فيجب أن تكون الحكمة حاضرة بعيداً عن هوس البطولات التي جعلت البعض مطأطئ الرأس منحني الجبين، بعد أن تلاعب به أطفال السياسة وشلة دس السم في العسل، الذين يزينون الصورة مهما كانت بشعة لأنهم المستفيدون من استمرار الخلافات وتشتيت الصفوف ووضع العصا بالدواليب، لاسيما المندسين منهم الذين ينفذون مآرب من يسعون إلى تدمير ديموقراطيتنا الغائبة عنهم.مازال أمام البعض الوقت للعودة من الظلام إلى النور والبدء من جديد لغدٍ أجمل وأفضل بعيداً عن زيف الحقائق والتدليس وخلط الأوراق وأحلام اليقظة.آخر السطر:من المحزن والمعيب أن تتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى الضرب والهجوم والقذف لبعض الرموز الوطنية... فهل هذه ديموقراطيتنا؟!
اضافات
شوشرة: صراع الوطنيين
22-07-2022