الفائز بالقرعة
«غزالة بزالة تحكرص تمكرص... ضب ضباب الليلة بلاغة بلاغتن در»! لعبة شعبية يمكن لعبها الآن ليكون الفائز أو الخاسر من المصطفين المرشحين لرئاسة الوزراء بالقرعة من أبناء الأسرة الحاكمة، وتعارف على تحديدها أن يكون من ذرية مبارك، ولا أمل أن يدخل هذه اللعبة الشعبية أي بشر من الشعب.الأخبار غير الرسمية تقول إن الشيخ محمد صباح السالم اعتذر لأنه وضع شروطاً لتولي المنصب، وهي رغم كونها شروطاً بديهية ومعقولة لمن يريد أن يبدل ويغير من واقع الدولة، ويضع قبل ذلك حداً لخلافات وصراعات بيت الحكم، التي تستعمل فيها أسلحة محظورة من وسائل التخلف الاجتماعي إلى حناجر بعض نواب الأمة من علماء نمى إلى علمي، ومصدر علمه دسيسة ووشاية ربما من أبناء عيال العم في الأسرة، وهو أحد الذين أخرجوا من لعبة غزالة بزالة، أو قد يكون من أهل النفوذ السياسي وجيبه مليان من بركات الوكالات وإيجار العمارات والمولات.
خرج د. الشيخ محمد صباح السالم من اللعبة، لأنه رفض أن يقال له «در» بداية ورغم كل ما يقال إن القضية هي قضية بناء مؤسسات وليست مسألة أشخاص، إلا أن واقع دول التخلف ونحن منها رغم عمار الأرصدة المالية التي كم غطت من عورات سياسية وفضائح مالية يظل دور الفرد القائد المصلح وصاحب الرؤية هو نقطة البداية لخلق المؤسسات أو إصلاح أعطالها، وتكون قراراته هي أرض الإقلاع من مدرج الجمود السياسي - الاقتصادي.ما العمل إذا صحت الإشاعات عن اعتذار عدد من أفراد الأسرة عن عدم قبول المنصب، والذي قد يقبل بالمنصب السامي عليه أن يرضى مقدماً بالمحاصصة السياسية في الوزارة، مثل أن يكون لكل وزير شيخ رفيق وزير شعبي يفرضه الشيخ على الوزارة، سواء كان هذا الوزير الشعبي في مثل كفاءة بسمارك أو خيبة من خيبات حزب المظليين من فرق البراشوت، كيف يمكن الخروج من مأزق اختيار الرئيس القادم للوزراء، والذي عليه أن يرتدي راضخاً جلباب الرئاسة ضيقاً خانقاً أو واسعاً مهلهلاً، ما العمل...؟ دعونا نلعب «غزالة بزالة تحكرص تمكرص ضب ضباب الليلة بلاغة بلاغتن در».