صعّدت بغداد خطواتها الرسمية بالمؤسسات الدولية ضد انتهاكات أنقرة، بعد اتهامها بالمسؤولية عن الهجوم الدامي على المنتجع السياحي في دهوك بإقليم كردستان الأسبوع الماضي وقتل 9 مدنيين وجرح 32 جلّهم من عرب وسط وجنوب العراق.

ومع عقد البرلمان جلسة لمناقشة تداعيات قصف دهوك، أعلنت وزارة الخارجية، أمس، أن العراق وجّه شكوى إلى مجلس الأمن بشأن «الاعتداء التركي» على المنتجع السياحي، الذي نفت أنقرة المسؤولية عنه، واتهمت حزب العمال الكردستاني المتمرد بارتكابه لإفساد تحسُّن علاقاتها ببغداد.

Ad

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، «طالبنا مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة حول الاعتداء التركي في محافظة دهوك».

وأضاف أنه «تم استقدام القائم بالأعمال المؤقت للعراق في أنقرة»، مؤكدا «عدم وجود أي اتفاقية أمنية أو عسكرية مع تركيا تسمح لها بالتوغل في العراق».

في موازاة ذلك، عقد البرلمان العراقي جلسة لمناقشة تداعيات القصف، بحضور وزيرَي الخارجية والدفاع وقادة بالجيش، وقرر تشكيل لجنة تقصّي حقائق مشتركة، نيابية/ حكومية، تضمّ ممثلين عن وزارات الخارجية والدفاع والداخلية وجهاز الاستخبارات وأعضاء لجنة الأمن والدفاع النيابية، لإعداد تقرير فنّي مفصل عن الهجوم الذي استهدف مصيف برخ في قضاء زاخو بإقليم كردستان الذي يتمتع بسلطة حكم ذاتي، الأربعاء الماضي.

استهداف صاروخي

في هذه الأثناء، تعرّضت قاعدة تركية في منطقة زليكان شمال الموصل لهجوم بـ 14 صاروخ غراد «طراز 122».

وأفادت مصادر أمنية بأن القاعدة التركية التي تستخدمها أنقرة لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المتمرد، تعرّضت للقصف الصاروخي من منطقة نائية قرب بلدة بعشيقة، مشيرة إلى أن صاروخين لم ينفجرا بعد السقوط.

وأوضحت أن قوة من الجيش العراقي رصدت موقع إطلاق الصواريخ، حيث تمكّنت من ضبط قاعدة إطلاق الصواريخ.

وفي وقت لم يسفر الاستهداف عن وقوع خسائر بشرية أو أضرار مادية، أعلنت مجموعتان مسلحتان تطلقان على نفسيهما «سرايا أولياء الدم» و»أحرار العراق» مسؤوليتهما عن الهجوم.

وأكد مسؤول حكومي عراقي، أمس الأول، أن القوات التركية أسقطت طائرتين مسيّرتين (درون) فوق قاعدة عسكرية تركية أخرى بناحية بامرني، في محافظة دهوك. وأشار إلى أن المسيّرتين كانت مهمتهما الاستكشاف والرصد.

استعراض «الحشد»

وفي وقت تسعى الطبقة السياسة العراقية لاستثمار اتحادها الاستثنائي على رفض هجوم دهوك، لتجاوز خلافاتها المحتدمة التي تحول دون تشكيل حكومة جديدة بعد 8 أشهر من إجراء الانتخابات النيابية، حضر رئيس الوزراء المؤقت مصطفى الكاظمي ورئيس تحالف الفتح، رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض استعراضا عسكريا في محافظة ديالي، بمناسبة الذكرى الـ 8 لتأسيس الحشد في معسكر بمحافظة ديالي.

مساندة إيرانية

في غضون ذلك، تلقى وزير خارجية العراق فؤاد حسين اتصالاً هاتفيا من نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أعرب فيه عن إدانته لقصف منتجع زاخو. وأعرب عبداللهيان عن تعاطفه مع أسر الضحايا وحكومة وشعب العراق، مؤكدا أهمية استقرار أمن العراق.

وقال عبداللهيان إن طهران على استعداد لتقديم أي مساعدة إلى شعب وحكومة العراق.

من جهة أخرى، أطلع وزير الخارجية الإيراني نظيره العراقي على المباحثات الثلاثية التي جرت في طهران بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران الثلاثاء الماضي.

جلسة علنية

إلى ذلك، كشف حسين أن الاجتماع المقبل بين السعودية وإيران سيُعقد في بغداد بشكل علني قريباً.

وقال، في تصريحات أمس، إن «ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب منّا استضافة لقاء وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني في بغداد».

وأشار إلى أن «الاجتماعات التي كانت سريّة وعلى المستوى الأمني، ستصبح علنية بوساطة عراقية». وتأتي تصريحات حسين بعد يوم واحد من تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الإيراني قال فيها إن بلاده تبلّغت بموافقة الرياض على انتقال الحوار الهادف إلى إعادة العلاقات المقطوعة منذ 6 أعوام من المستوى الأمني إلى السياسي.

وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل 2021 بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جيدة بالجانبين، وقد زار الرياض وطهران أواخر يونيو الماضي، ضمن جهود تسهيل الحوار الرامي إلى إنهاء التوتر الإقليمي.

وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرّض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

قمة الجزائر

على صعيد منفصل، سلّم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة رسالة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لنظيره العراقي برهم صالح، بشأن القمة العربية المرتقبة بالجزائر أول نوفمبر المقبل.

وجرى خلال اللقاء التطرق إلى القضايا العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم تأكيد أهمية التنسيق لتخفيف توترات المنطقة وإنهاء الأزمات القائمة.