لبنان ينتظر عودة هوكشتاين ويراهن على فرنسا ومصر لتجنّب التصعيد
أُبلغ لبنان رسمياً موعد زيارة المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين، الذي يحط آخر الشهر الجاري في بيروت، إذا لم يحصل أي تطور من شأنه تغيير برنامج عمل الزيارة. وهذه الزيارة ترتبط بتسريب أجواء إيجابية حول اقتراب التوصل إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود وإنجازه، ليبقى الاهتمام فيما بعد منصباً على بدء الشركات الدولية عمليات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية.ويأتي هوكشتاين إلى لبنان للمطالبة بالحصول على اقتراح خطّي يتضمن المطالب اللبنانية، التي تركز على تحصيل مساحة 860 كلم مربع، أي الخطّ 23 زائد حقل قانا، وبحال تسلّم هوكشتاين هذا الكتاب يعني ذلك أن لبنان تخلى رسمياً عن الخطّ 29.
في مقابل هذا الأمر، سيطالب لبنان بضمانات تتعلق بالسماح للشركات الدولية العمل في الحقول اللبنانية والبدء بالتنقيب، بينما هوكشتاين سيركز في مطالباته على تحصيل ضمانات لبنانية بعدم تعريض الامن والاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط لأي اهتزاز أمني، بالتالي، ما يريده هوكشتاين واضح هو الحصول على ضمانة بعدم قيام حزب الله بأي عملية أمنية أو عسكرية، لاسيما أن الموقف الأميركي والأرووبي المشترك يركز على ضرورة تأمين استخراج الغاز وإرساله إلى أوروبا في حلول الخريف المقبل.يبدي المسؤولون اللبنانيون تفاؤلاً بقرب التوصل إلى اتفاق، مع توقعات بأن تكون زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربارا ليف في منتصف شهر أغسطس المقبل هي الترجمة السياسية للوصول إلى الاتفاق وتحديد موعد توقيعه في مقر الأمم المتحدة بالناقورة جنوبي لبنان. يراهن اللبنانيون على دعم أوروبي وخصوصاً فرنسي بالتنسيق مع مصر لتحقيق هذا الاتفاق، خصوصاً أن مصر ستكون صاحبة دور بارز في لعبة تصدير الغاز إلى أوروبا، وهي الدولة المحورية في هذا الصدد، وكان لافتاً قبل أيام موقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي أعلن أن أمن شرق البحر المتوسط أساسي للاستقرار العالمي للنفط. هنا يبرز تنسيق فرنسي - مصري حول تأمين تصدير إمدادات الطاقة. كذلك، تبلّغ لبنان بشكل شبه رسمي من فرنسا استعداد شركة توتال العالمية البدء في عمليات الحفر والتنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية بعد إنجاز إتفاق الترسيم، وهذا ما يراهن عليه اللبنانيون، كما يطالبون بضمانات فرنسية بهذا الخصوص. وبحسب ما تشير مصادر متابعة فإن رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل زار العاصمة الفرنسية باريس قبل أيام، وهو الذي يأخذ مواقف مؤيدة لحزب الله في معادلة النفط والغاز، واعتبر أن تهديدات نصر الله وعمليات الحزب في إطلاق ثلاث مسيرات باتجاه حقل «كاريش» هي خطوات تعزز موقع الدولة اللبنانية التفاوضي.وتؤكد المصادر أن باسيل زار قصر الإليزيه وعقد لقاء مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل وهو المسؤول المكلف إدارة الملف اللبناني، وتم خلاله التركيز على عمل شركات التنقيب عن النفط في الحقول اللبنانية بعد إنجاز اتفاق الترسيم. ينتظر لبنان ما ستخرج به زيارة هوكشتاين، وبحال تحقق تقدم إيجابي يوصل إلى توقيع الإتفاق، فإن ذلك سيؤدي إلى بروز مؤشرات إيجابية تطال ملفات متعددة أهمها إمكانية الوصول إلى توافق سياسي حول انجاز الإستحقاقات الدستورية في موعدها والوصول إلى تسوية بشأن انتخاب رئيس للجمهورية وفق ما تقول مصادر دبلوماسية غربية. أما بحال برزت مؤشرات أعاقت الوصول إلى اتفاق، فحينها لا أحد يضمن عدم التصعيد واتجاه الأمور نحو الأسوأ بما في ذلك الصعيد الأمني أو العسكري.