بعد يوم واحد من نفي موسكو لأنقرة أي تورط لها في الضربات، عادت روسيا واعترفت، اليوم، بأنها استهدفت بعدة صواريخ ميناء «أوديسا»، الرئيسي على البحر الأسود، في واقعة حدثت غداة توقيع موسكو وكييف اتفاقاً في إسطنبول، لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، يوم الجمعة الماضي.وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، أن القوات الروسية استخدمت صواريخ بالغة الدقة في تدمير باخرة حربية أوكرانية في مصنع لتصليح السفن في ميناء أوديسا ومستودع لمنظومات صاروخية أميركية مضادة للسفن من طراز «هاربون». كما استهدف القصف منشآت إصلاح وتحديث تابعة للقوات البحرية الأوكرانية.
وأقرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق باستهداف أوديسا، قائلة إن صواريخ «كاليبر» روسية ضربت الميناء، مبررة ذلك بـ «تدمير» بنى تحتية عسكرية هناك بضربة عالية الدقة.وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار،أكد، أمس، أن روسيا نفت لأنقرة أي تورط لها في الضربات على ميناء أوديسا الأوكراني. وأضاف أكار: «قال لنا الروس إنه لا علاقة لهم على الإطلاق بهذا الهجوم، وإنهم يبحثون هذه المسألة».وأصابت صواريخ روسية الميناء حيث تتم معالجة الحبوب الأوكرانية المعدة للتصدير، وفق ما أفاد الناطق باسم الجيش الأوكراني يوري إيغنات. كما تسببت الضربات الصاروخية في وقوع إصابات، وفق ما أعلن حاكم المنطقة ماكسيم مارشنكو، من دون أن يحدّد عدد الأشخاص الذين أصيبوا.وبعد الحادث، اتهمت أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «بصق في وجه» الأمم المتحدة وتركيا عبر هجومه على ميناء أوديسا. وأكدت كييف أن موسكو «ستتحمل مسؤولية» فشل الاتفاق على تصدير الحبوب الذي جرى توقيعه في إسطنبول.وتعد أوديسا أكبر مدينة وأهم ميناء على ساحل البحر الأسود، بالتالي تعتبر منفذاً ضرورياً لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية.ودان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الهجوم الروسي، مشيراً إلى أن الضربات الروسية «تقوض الجهود المبذولة لتقديم الطعام للجياع، وتقوض أيضاً مصداقية التزاماتها في الاتفاق الذي تم التوصل له الجمعة للسماح بالصادرات الأوكرانية».
قائمة «الأعداء»
من ناحية ثانية، وسعت الحكومة الروسية قائمة الدول والأقاليم المعادية التي تضم 48 بلداً ومنطقة غير صديقة بينها أميركا وبريطانيا و27 دولة في الاتحاد الأوروبي وتتهمها بارتكاب أعمال غير ودية ضد مؤسساتها ومواطنيها وشركاتها.وأوضح بيان حكومي، أن «القائم تشمل جزيرتي غيرنزي ومان، اللتين أيدتا عقوبات المملكة المتحدة، وكذلك جزر الباهاما التي حظرت أي معاملات مع بنك روسيا ووزارة المالية الروسية وعدد من منظمات الائتمان في روسيا».وتم وضع قائمة الدول غير الصديقة بموجب المرسوم الرئاسي الروسي الصادر في 5 مارس 2022 «بشأن الإجراء الموقتة للوفاء بالالتزامات تجاه بعض الدائنين الأجانب». ووفقا لهذه الوثيقة، سيتمكن المواطنون والشركات الروسية، والدولة نفسها، والمناطق والبلديات التي لديها التزامات بالعملة الأجنبية تجاه الدائنين من قائمة الدول غير الصديقة، من دفعها بالروبل.جبهة خيرسون
إلى ذلك، لا تعرف الحرب التي تدخل شهرها السادس هدوءاً على الجبهات في ميكولايف بالجنوب، وفي منطقة خاركيف الواقعة في الشمال الشرقي، التي تعدّ ثاني أكبر مدينة في البلاد، وفي منطقة خيرسون الجنوبية، وفي إقليمي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليين المواليين لروسيا في شرق أوكرانيا.وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الأوكرانية تتحرك تدريجيا في منطقة خيرسون الشرقية التي سيطرت عليها روسيا في بداية الحرب.وأضاف: «كان المحتلون يحاولون إقامة موطئ قدم هناك لكن كيف لهم ذلك؟ القوات المسلحة الأوكرانية تتحرك في المنطقة خطوة خطوة».وكان زيلينسكي اجتمع، أمس، مع وفد رفيع من الكونغرس الأميركي في كييف، ضم آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب.وقال الوفد، في بيان، إن «الولايات المتحدة، إلى جانب حلفائها وشركائها في جميع أنحاء العالم، وقفت إلى جانب أوكرانيا من خلال تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية وإنسانية».أسلحة بيولوجية
على صعيد آخر، اتهمت كوريا الشمالية، حليفة موسكو، اليوم، الولايات المتحدة بتصنيع أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، مكرّرة بذلك اتهامات أطلقتها روسيا ورفضتها الأمم المتحدة في مارس.وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إن واشنطن «أقامت عدداً من المختبرات البيولوجية في عشرات البلدان والمناطق بما في ذلك أوكرانيا في تحد للمعاهدات الدولية»، مشيرة إلى عناصر «اكتشفتها» روسيا.كما اتهمت بيونغ يانغ، واشنطن بأنها «الراعي الشرير للإرهاب البيولوجي الذي يلقي البشرية في الدمار»، وبشن «حرب بكتيرية» خلال الحرب الكورية في خمسينات القرن الماضي.وكانت الصين وكوريا الشمالية وروسيا كررت اتهامات من هذا النوع في الماضي.لكن واشنطن نفت ذلك.