الهند تطرق أبواب «طالبان»... وباكستان منخرطة معها وإيران تبيعها النفط

نشر في 25-07-2022
آخر تحديث 25-07-2022 | 00:00
عناصر طالبان في افغانستان
عناصر طالبان في افغانستان
في أوج معاناتها من العزلة الدولية منذ الانسحاب الأميركي العام الماضي وسيطرتها على أفغانستان، حققت حركة طالبان تقارباً واضحاً مع الهند، في وقت أعلنت باكستان انخراطها البنّاء معها ومسارعة إيران لبيعها النفط.

وكتبت مجلة فورين أفيرز الأميركية أنه ما من دولة واحدة اعترفت بطالبان حتى الآن.

بيد أنه في الأسابيع الأخيرة، أبدى مسؤولوها سلسلة مبادرات علنية تجاه شريك غير متوقَّع هو الهند.

وبدا الاهتمام مُتبادلاً بين الطرفين إلى حدٍّ ما، ففي قمة الأمن في طاجكستان نهاية مايو، حضّ مستشار الأمن القومي الهندي، آجيت دوفال، جيران أفغانستان على تقديم المساعدات لمكافحة الإرهاب فيها.

وفي 2 يونيو، سافر وفد من كبار المسؤولين الهنود إلى كابول للقاء قادة «طالبان»، وفي 23 من الشهر ذاته، استأنفت الهند نشاط بعثتها الدبلوماسية في أفغانستان.

وفي مقابل هذا الاعتراف الهندي الضمني، أبدت الحركة استعدادها للعمل استخباراتياً ضد عدد من كبريات الجماعات الإرهابية، بما فيها «لَشْكَر طَيبة» و«جيش محمد» و«فرع القاعدة في شبه القارة الهندية»، التي لطالما وَجدت ملاذا لها في أفغانستان.

ويتناقض تقارب «طالبان» الوليد والمفاجئ مع نيودلهي تناقضاً صارخاً مع مصالح باكستان، حليفتها القديم، التي رعتها طوال 3 عقود تقريباً على الإيمان بأنه يمكن الاعتماد عليها لتحجيم النفوذ الهندي في أفغانستان. ويُنذِر ذلك بتحوُّل مُذهِل في الديناميات الإقليمية، حيث يُمكِن أن تؤدي تقوية العلاقات مع الهند إلى ابتعاد الحكومة الأفغانية عن باكستان نهاية المطاف.

من جهة أخرى، تُمثِّل رغبة «طالبان» في العمل مع الهند تحوُّلاً جذرياً. فعلى مدار عقدين، تذمَّرت من الدعم الهندي للجمهورية الأفغانية، ما بعد الاحتلال الأميركي، واستهدفت بصورة مباشرة وعن طريق حلفائها، موظفين هنوداً، وأضرَّت بالمصالح الهندية في أفغانستان. والمثال الأشهر على ذلك هو تفجير السفارة الهندية في كابول عام 2008، الذي نفَّذته شبكة حقاني، التي تحظى بالدعم الباكستاني، وفق وشنطن.

وقد تساعد إقامة علاقة مع الهند في تخفيف العزلة الدبلوماسية لحكومة «طالبان»، وقد تفتح الأبواب أمام المساعدات الاقتصادية.

ولربما خَلص القائمون على السياسة الهندية، رغم تقديراتهم السابقة، إلى وجود مسافة بين باكستان و»طالبان» تكفي لإقامة علاقة تعاون مع الأخيرة. ولعل ما طمأن الهنود هو قلق إسلام آباد المتزايد بشأن استمرار التزام «طالبان» بحماية «طالبان باكستان».

وعلاوة على ذلك، قد تحسب الهند أن «طالبان» تستطيع حمايتها من تزايد العنف في كشمير، وخاصة من قِبَل تنظيمَيْ «لَشكَر طَيبة» و»جيش محمد»، وحمايتها أيضاً من تهديد «الجهاديين الدوليين»، لا سيما في وقت صعَّد تنظيما «القاعدة» و»داعش خراسان» خطابهما المناهض للهند.

في غضون ذلك، التقى وزير خارجية باكستان، بيلاوال بوتو زارداي، الممثل الخاص الإيراني لشؤون أفغانستان، حسن كاظمي قمي، وناقشا تطورات الوضع، وأكدا «الانخراط البنّاء والتعاون العملي» مع حكومة طالبان.

ووفق الخارجية الباكستانية، فإن كابول يجب أن تستمر في الانخراط البنّاء لتحقيق هدف السلام والأمن المستدامين في المنطقة.

وأكد زارداي دعم باكستان لأفغانستان هادئة ومزدهرة ومترابطة.

وعقب زيارة قام بها مسؤولو الطاقة والمصارف والتجارة التابعين لحكومة «طالبان» لطهران، وقّعت إيران صفقة لبيع 350 ألف طن من المنتجات البترولية لخفض أسعار الوقود بأفغانستان.

back to top