ماذا حقّق آخر اجتماع بين قادة آسيا الوسطى؟
عُقِد الاجتماع التشاوري الرابع لرؤساء دول آسيا الوسطى في «شولبون آتا»، بقيرغيزستان، في 21 يوليو، حضر الاجتماع جميع قادة دول آسيا الوسطى الخمس: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.في عام 2022، حقق أحدث اجتماع تشاوري نتائج بارزة، فقد صدر عنه إعلان مشترك، كما حصل خلال الاجتماعات السابقة، لكنه ترافق هذه المرة مع التوقيع على «معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون من أجل تنمية آسيا الوسطى في القرن الحادي والعشرين»، وهي اتفاقية اقترحها رئيس كازاخستان، قاسم جومارت توكاييف، خلال الاجتماع التشاوري الثالث. يتعلق تطور مهم آخر بعقد أول اجتماع بين وزراء خارجية دول آسيا الوسطى، قبل يوم من الاجتماع التشاوري لهذه السنة، ويُعتبر هذا اللقاء من أبرز الخطوات التي تُمهّد لترسيخ الثقة السياسية بين القادة والمسؤولين في المنطقة.كذلك، وقّع رؤساء دول آسيا الوسطى وثيقة ترتبط بالتفاعل بين هذه البلدان ضمن أُطُر عمل متعددة الأطراف، وهي وثيقة اقترحها رئيس كازاخستان أيضاً. وفيما يخص التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين خارج المنطقة، قال توكاييف إن كازاخستان تعتبر «مفهوم التفاعل» بين دول آسيا الوسطى ممكنا، ثم أضاف: «يجب ألا نحصر أنفسنا في إطار الحدود الجغرافية الثابتة».
على صعيد آخر، قد يصبح هذا الاقتراح تعبيراً عن حُسن نوايا دول آسيا الوسطى، وعبّر أول إعلان مشترك عام 2018 عن توجّه مماثل، فسلّط الضوء على انفتاح هذه المنصة على أي طرف ثالث يريد المشاركة، لهذا يوضح تعليق توكاييف مجدداً أن الاجتماعات التشاورية لا تهدف إلى إنشاء تحالف أو اصطفاف ضد بلد ثالث خلال هذه الظروف الجيوسياسية الشائكة التي تتطلب تحركات حذرة وتعبيراً واضحاً عن النوايا.في السياق نفسه، أكّد قادة آسيا الوسطى ضرورة تنويع الممرات التجارية في الظروف الجيوسياسية الصعبة راهناً من خلال التشديد على أهمية جنوب آسيا كممر بديل، كذلك، اعتبر القادة الأمن بُعداً محورياً يتطلب أعلى درجات التعاون والتنسيق المشترك في المنطقة. في غضون ذلك، شمل الإعلان المشترك للاجتماع الرابع مفهوم حرمة حدود الدول، ووحدة الأراضي الذي ذُكِر في الإعلان المشترك الثاني عام 2019، ويعني هذا تعبير دول آسيا الوسطى عن موقفها الجماعي من التوغلات الخارجية.أخيراً، اعتبر الإعلان المشترك الاجتماعات التشاورية «آلية استثنائية لمتابعة الحوار السياسي ومناقشة وجهات نظر أخرى حول التفاعلات الإقليمية على أعلى المستويات»، وباختصار، أصبحت الاجتماعات التشاورية اليوم الصيغة الطبيعية الجديدة في آسيا الوسطى.*