يستهل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولة أوروبية تقوده من اليونان اليوم، إلى فرنسا، ليشهد توقيع اتفاقات تعاون ثنائية بعدة مجالات تتضمن توسيع التعاون العسكري.

ويشير جدول أعمال زيارة أثينا إلى أن ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سيعقدان محادثات موسّعة بقصر مكسيم يعقبها توقيع اتفاقيات تعاون. وتتركز المحادثات على تطورات الحرب الروسية - الأوكرانية وانعكاساتها العالمية، خصوصا على صعيد الطاقة والغذاء ومسار مفاوضات الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة لتمديد الهدنة الإنسانية في اليمن للتوصل إلى حل سياسي، استناداً إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن، وتكثيف التعاون في مكافحة الجريمة والإرهاب الدولي بجميع أشكاله.

Ad

وأبلغ مصدر دبلوماسي في السفارة اليونانية بالرياض بأن الاتفاقيات «تشمل مجالات عديدة، من أبرزها الطاقة والتعاون العسكري والنقل البحري والاتصالات». وألمح المصدر إلى رغبة مشتركة لتوسيع حجم التعاون العسكري بين الرياض وأثينا، خاصة بعد إرسالها منظومة صواريخ باتريوت للسعودية على سبيل الإعارة وقوات يونانية محدودة تابعة للجناح القتالي «114» يبلغ عددها 120 جنديا بموجب اتفاق جرى توقيعه عام 2021 للعمل على هذه المعدات.

واستبعدت مصادر دبلوماسية خليجية في الرياض أن تنعكس الزيارة سلبا على صعيد العلاقات -التركية، الآخذة في التحسن بعد تبادل الأمير محمد ولرئيس رجب طيب إردوغان الزيارات، في ظلّ استمرار التوتر بين أثينا وأنقرة. ورأت المصادر أن السياسة السعودية لا تهدف إلى استعداء أو الاصطفاف إلى جانب أحد ضد آخر، لكنها تأتي في إطار تنويع خريطة حلفائها في المنطقة، وتصبّ في اتجاه واحد هو «السعودية أولاً».

وكان من المنتظر أن تشمل جولة بن سلمان قبرص، إلّا أن مراقبين قالوا إن إصابة الرئيس نيكوس أناستاسيادس بفيروس كورونا «أدت إلى تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق».

وأفاد مصدر دبلوماسي بالسفارة الفرنسية في الرياض وكالة الأنباء الألمانية، بأن «المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها ومواجهة التحديات المشتركة وصون الأمن والاستقرار في المنطقة ومحاربة الإرهاب ستكون في صلب محادثات يجريها الأمير محمد مع الرئيس إيمانويل ماكرون خلال لقائهما في قصر الإليزيه»، لافتا إلى أن الزيارة السعودية تأتي تلبية لدعوة من ماكرون.

وأوضح المصدر أن الجانبين سيبحثان عدة ملفات مهمة ورئيسية: هي الحرب الروسية - الأوكرانية، وأزمة الطاقة، والملف النووي الإيراني، والوضع باليمن، في ظل استمرار التدخل الإيراني من خلال تهريب الأسلحة والذخائر وإرسال خبراء عسكريين إلى الميليشيات الحوثية، والانتخابات الرئاسية في لبنان، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية كمطلب دولي لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار، بعيداً عن التدخلات الخارجية وسيطرة الميليشيات على القرار، إضافة إلى تعزيز العلاقات»، مشيراً إلى أن «صداقة الرجلين ستسهل التفاهم حول هذه الملفات وتشعباتها».