مع تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك من أن إيران ستصبح دولة على شفا عتبة التسلح النووي بحلول صيف العام المقبل، لوح وزير الدفاع بيني غانتس بقدرة الدولة العبرية على «الضرب بقوة وتأخير البرنامج النووي».

وقال غانتس، في مؤتمر لمناقشة التحديات التي تواجه إسرائيل أمس: «إيران مشكلة عالمية وليست مشكلة خاصة لنا، وحسب تصور أولئك الذين يؤمنون بالاتفاق النووي، وهذا ليس تصوراً بعيد المدى، فإنه عند وجود اتفاق إيراني، لن يواصلوا المشروع النووي وسيؤجلونه سنوات مقبلة».

Ad

وأضاف غانتس: «نحن مستاؤون جداً من اتفاق سيكون سيئاً لأنه مؤقت، وسيفتح الإيرانيون الاقتصاد وسيمنحهم الشرعية للعودة إلى حيث هم». وتابع غانتس: «أشرنا إلى جميع الفجوات. لا أرى هذا الاتفاق قادماً في الأيام القليلة المقبلة، لكن لا يمكنني استبعاده. لا أرى أي علامات كبيرة على ذلك في الوقت الحالي».

وفي حين أن المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لم تتوصل بعد إلى نتيجة، قال غانتس، إن إيران طورت برنامجها النووي تحت مظلة الحماية للمفاوضات.

كما جدد وزير الدفاع الإسرائيلي، التأكيد على الاستعداد لشن عمل عسكري أحادي الجانب ضد برنامج إيران النووي.

وأشار إلى تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته التي أجراها للمنطقة منتصف الشهر الحالي، حول إمكانية استخدام الخيار العسكري لوقف البرنامج الذري الإيراني «كملاذ أخير».

أما بشأن تهديدات الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله بمهاجمة منصة «كاريش»، التي تنقب عن الغاز الطبيعي في منطقة متنازع عليها مع لبنان بالبحر المتوسط، فقال غانتس: «مستوى الردع الإسرائيلي مرتفع مقارنة بلبنان وحزب الله. إنه يفهم جيداً أنه يجب ردعه، لكن الأشياء يمكن أن تحدث. لقد رأينا إطلاق الحزب طائرات بدون طيار، وإذا تحدانا فسوف نرفع هذا التحدي».

وجاء تأكيد غانتس على قدرة إسرائيل العسكرية في وقت حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، في مقال بعنوان «يمكن لإيران أن تحول نفسها إلى دولة نووية» نشر في مجلة «تايم»، من أن الوقت قد فات لتنفيذ هجمات على نقاط محددة، وأن على أميركا وإسرائيل استخدام حلول «عملية ودبلوماسية» لمنع تحقيق «الرغبة الدائمة للملالي» في طهران. كما تأتي تهديدات المسؤول الإسرائيلي عقب مباحثات أجراها في واشنطن مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان لبحث الملف الإيراني، وغداة تشديد نصرالله على أن «صواريخ حزب الله الدقيقة تطال كل الأهداف الإسرائيلية براً وبحراً».

ضبابية التفتيش

ووسط جمود المفاوضات الدبلوماسية بشأن إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، أن الوكالة ليس لديها معلومات تثبت أن إيران تبني قنبلة ذرية، لكن الجهود والطريقة التي تعمل بها طهران تشير إلى أنها تتحرك في هذا الاتجاه.

وقال غروسي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، ليل الاثنين ـ الثلاثاء: «وصولنا محدود ولا نعرف ما يجري في البرنامج النووي الإيراني»، موضحاً أن «الحقيقة هي أن إيران أغلقت بعض الكاميرات، ولن نعرف ما يجري حتى نتمكن من الوصول الكامل».

ولم يعط غروسي إجابة واضحة عن الأسئلة حول مدى قرب إيران من القنبلة الذرية، واكتفى بالقول، إن إيران تتجه نحو التخصيب بنسبة 60 في المئة، مضيفاً أن «هذا المستوى قريب جداً من التخصيب بنسبة 90 في المئة، والذي يمكن بواسطته صنع سلاح نووي».

وبين أنه يعتقد أن مساحة التوصل إلى اتفاق تضيق، وأضاف: «ما هو واضح هو أن المفاوضات لا تسفر عن النتائج المطلوبة، وإذا لم يحدث ذلك، فسندخل بالطبع في مرحلة من الشك حيث ستكون إيران مع برنامج يتقدم بسرعة كبيرة وبدون عدد من قدرات التفتيش التي من شأنها أن تمنح المجتمع الدولي المصداقية، وتطمينات بأنه لا يوجد شيء غير صحيح مستمر في إيران».

اتهام إيراني

في هذه الأثناء، اتهم الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الدولة العبرية بـ«طمر نفايات نووية في الضفة الغربية المحتلة». وطالب الوكالة الدولية للطاقة بالتدخل.

وبالتزامن مع ذلك، اتهمت نائبة سفير إيران لدى الأمم المتحدة زهراء إرشادي خلال نقاش في لجنة نزع السلاح النووي التابعة للأمم المتحدة إسرائيل بـ«إحباط مساعي طهران لإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل» في الشرق الأوسط. وتابعت إرشادي إن «إسرائيل نفذت عمليات تصفية ضد علماء الذرة وقادت هجمات تخريبية ضد مواقع نووية» إيرانية. ودعت إلى الضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع نشر السلاح النووي.