في أوج الحرب مع أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، خططاً لإجراء مناورات عسكرية استراتيجية في الشرق، من 30 أغسطس إلى 5 سبتمبر المقبلين، مشيرة إلى أن جيوش دول أخرى لم تحددها ستشارك في تدريبات «فوستوك» الدورية.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم «الكرملين» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيجتمع مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في الخامس من أغسطس، لمناقشة المشاكل الإقليمية والعلاقات الثنائية.

Ad

وفي مسعى جديد لتخفيف تداعيات التوقّف الكلّي، المحتمل اليوم، لإمدادات واردات الغاز من روسيا إلى أوروبا، مما يمثّل تهديداً لاقتصاداتها، توصلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي تستعد لمواجهة غموض يتعلق بإمدادات الغاز الروسي في الشتاء، إلى اتفاق، باستثناء المجر، على خطة طوارئ منقحة بشأن واردات الغاز تهدف إلى تخفيف تداعيات التوقف الكلي المحتمل للإمدادات من روسيا.

وقال وزير الدولة في وزارة البيئة الألمانية سفين جيغولد: «أغلبية عظمى وافقت على خطة طوارئ منقحة بشأن واردات الغاز، بمعارضة المجر فقط»، مشيداً بالاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع الخاص لوزراء الطاقة بالاتحاد الأوروبي في بروكسل.

واعتبر رئيس الوزراء التشيكي يوزف سيكيلا، أن خفض شحنات الغاز الروسي، الذي أعلنته «غازبروم» الروسية، هو «دليل جديد» على أن أوروبا يجب أن «تحدّ من اعتمادها على الإمدادات الروسية بأقرب وقت ممكن».

وأفاد وزير الطاقة في لوكسمبورغ، كلود تورم، بأن المجر هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي صوّتت ضد الخطة التي وصفها بأنها «الأفضل للرد على ابتزاز الرئيس فلاديمير بوتين المرتبط بالغاز».

وكانت الخطة تستلزم موافقة غالبية مؤهلة من 15 عضواً، أو عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يمثل 65 في المئة على الأقل من سكان التكتل.

وتنص الخطة المنقحة على خفض طوعي بنسبة 15 في المئة في استهلاك الدول الأعضاء من الغاز الطبيعي في الفترة من أول أغسطس 2022 إلى 31 مارس 2023، حسبما قال دبلوماسيون.

إضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء آلية لإطلاق حالة تأهب على مستوى التكتل حال حدوث نقص واسع النطاق في الغاز، وتنفيذ أهداف ملزمة لترشيد استهلاك الطاقة.

وقال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إن «الاستراتيجية تظهر أن روسيا لن تقسم الاتحاد الأوروبي، ولن تحطم التضامن المطلوب بشكل عاجل في الأشهر المقبلة».

وتخفف الخطة المنقحة الشروط الصارمة التي جاءت في المسودة الأولى للمفوضية الأوروبية بشكل كبير، حيث تم إدخال العديد من الاستثناءات، ورفع سقف إدخال أهداف الترشيد الملزمة.

من ناحية أخرى، قررت دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 تجديد عقوباتها على روسيا 6 أشهر أخرى حتى نهاية يناير 2023.

ويشير القرار، وهو إجراء شكلي اتخذه وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي، إلى العقوبات التي تم فرضها للمرة الأولى عام 2014 وتم توسيعها بشكل كبير بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

مساعدات لكييف

وتعليقاً على تخصيص الاتحاد الأوروبي 500 مليون يورو مساعدات عسكرية لكييف، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن أي محاولات من كييف والاتحاد الأوروبي لتحقيق «نصر في أرض المعركة» ستقودهما مباشرة نحو الهاوية، مشيرة إلى أن «الاتحاد الأوروبي يواصل الاستثمار في المزيد من الأعمال العدائية، عبر إمداد الأوكرانيين بالأسلحة والمعدات العسكرية».

موسكو وإسرائيل

ووسط خلاف دبلوماسي مع روسيا يهدد بإغلاق الوكالة اليهودية شبه الحكومية الإسرائيلية المكلفة تسهيل وتشجيع الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، تنوي وزارة الخارجية الإسرائيلية توسيع مساعداتها الإنسانية لأوكرانيا، وستقدم للمرة الأولى دعمًا ماليًا رسميًا لمنظمات المساعدة المدنية العاملة في الدولة التي مزّقتها الحرب، حسبما نقلت «تايمز أوف إسرائيل» عن إذاعة «كان».

وأعلنت موسكو، التي أثار غضبها دعم إسرائيل لأوكرانيا، أنها ستوقف عمليات الوكالة اليهودية في روسيا.

وفي حين قدمت تل أبيب في الماضي دعمًا مباشرًا للسلطات الأوكرانية، أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها ستقدم 2.5 مليون شيكل (726335 دولارًا) مساعدات مباشرة إلى 9 منظمات مجتمع مدني.

وأوضحت الوزارة، إن هذه الخطوة «لا علاقة لها» بالعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وروسيا.

وأشارت إلى أنه منذ بدء القتال في فبراير عندما غزت روسيا أوكرانيا، تقدم الوزارة المساعدة الإنسانية للاجئين والمصابين عبر وكالة التعاون الإنمائي الدولي التابعة لها، والمعروفة باسم «ماشاف».

والشهر الماضي، أبلغت السلطات الروسية الوكالة اليهودية أن مكاتبها قد تواجه عقوبات بسبب انتهاكات مزعومة للقوانين المحلية.

«اتفاق القمح»

وفيما يتعلق بـ «اتفاق القمح» الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وأنقرة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، أنه سيتم افتتاح مركز تنسيق مشترك لصادرات الحبوب الأوكرانية في حفل بإسطنبول اليوم.

ووقّعت أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة الأسبوع الماضي اتفاقا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية التي توقّفت بعد غزو روسيا لجارتها. وستقوم جميع الأطراف بتعيين ممثلين في مركز التنسيق لمراقبة تنفيذ الخطة.

الوضع الميداني

إلى ذلك أقال الرئيس فلوديمير زيلينسكي، القائد العسكري البارز في شرق أوكرانيا، الميجور جنرال هالاهان (44 عاماً) في أعقاب خسارة مساحات كبيرة من الأراضي، سيطرت عليها روسيا، وعيّن فيكتور هورينكو بدلاً منه.

وقال رئيس بلدية منطقة ميكولاييف بجنوب أوكرانيا أولكسندر سينكيفيتش، أمس، إن القوات الروسية قصفت البنية التحتية لميناء ميكولاييف.