مع دخول العراق في أطول فترة جمود سياسي حالت دون استكمال الاستحقاقات الدستورية، خرج الآلاف من أنصار التيار الصدري في احتجاجات غاضبة بساحة التحرير وسط بغداد، اليوم، رفضاً لترشيح قادة الإطار التنسيقي الشيعي، محمد السوداني لرئاسة الحكومة الجديدة، والذين اجتمعوا مع قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قآني وزعماء الفصائل الموالية لإيران.واستنفرت قوات الأمن وقطعت عدة طرق رئيسية مؤدية للساحة التي انطلق منها، في أكتوبر 2019، «حراك تشرين» الذي أسقط حكومة رئيس الوزراء السابق عادل عبدالمهدي المدعوم من الأحزاب والفصائل المرتبطة بإيران وأفضى إلى تشكيل حكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.
ورفع المحتجون العلم العراقي خلال تظاهراتهم، اليوم، ورددوا شعارات منددة بترشيح السوداني، الذي يصفونه بأنه ظلّ زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، وسط تحذيرات من اندلاع موجة احتجاجات عنيفة كتلك التي شهدتها محافظات وسط وجنوب البلاد في 2019، وتخللها سقوط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات مع قوى أمنية وعناصر مسلحة، نسبت إلى فصائل منضوية بـ «الحشد الشعبي»، لإرغام عبدالمهدي على التنحي وإفساح المجال أمام تشكيل حكومة جديدة برئاسة مصطفى الكاظمي وإجراء انتخابات نيابية، تمت قبل 8 أشهر، ولم تسفر عن نتائج حاسمة.وفرضت قوات مكافحة الشعب طوقاً بمحيط المنطقة الخضراء، التي تضم المقار الحكومية والدبلوماسية، لمنع المحتجين من اقتحامها.وفي خطوة تزيد تعقيد الأجواء السياسية الملبدة منذ استقالة «الكتلة الصدرية» من البرلمان، احتجاجاً على عدم قدرتها على تشكيل حكومة «أغلبية وطنية»، ومع تواصل الخلاف بين الأحزاب الكردية بشأن حسم مرشحهم لرئاسة الجمهورية، دعا «الإطار التنسيقي» إلى عقد جلسة برلمانية لحسم المنصب الأربعاء المقبل. واقترح الحزب الديموقراطي الكردستاني عقد اجتماع مع الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان إقليم كردستان، بمعزل عن تأثيرات بغداد على الملف، وسط شكوك بإمكان حسم المنصب الذي يعدّ من حصة الأكراد.ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان «الإطار التنسيقي»، بصورة رسمية، ترشيح السوداني لمنصب رئاسة الوزراء، وبعد أزمة عاصفة على أثر تسريبات صوتية نُسبت إلى المالكي، وتضمنت تهديدات باقتحام معقل مقتدى الصدر بمدينة النجف الأشرف.في غضون ذلك، وصل اليوم قآني بغداد في زيارة غير معلنة، وأفادت المصادر بأنه التقى قادة الإطار الشيعي بشأن تشكيل الحكومة المقبلة مع قادة الفصائل وكتل سياسية أخرى».وفي وقت تسعى بغداد لتقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة القادمة من إيران لتفادي تأثيرها السياسي، أكد الكاظمي، أن الربط الكهربائي مع دول مجلس التعاون، سيكون له انعكاس كبير في توفير الطاقة للشعب وبأسعار معقولة ورخيصة.وقال الكاظمي خلال وضع حجر أساس محطة كهرباء الأنبار: «حتى في الظروف السياسية المعقدة التي نعيشها حالياً، عملنا بجهد كبير ألا تنعكس هذه الأزمة السياسية على حياة المواطنين وتقديم الخدمات لهم».
آخر الأخبار
الصدريون ينزلون إلى الشارع... وقآني يلتقي قادة «الإطار» والفصائل
27-07-2022