المغيرة الهويدي: «قماش أسود» تسرد فظائع «داعش» في الرقة السورية
فاز بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية
تتناول رواية «قماش أسود»، الفائزة بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية، فترة حكم «داعش» لمدينة الرقة السورية، وتسرد الفظائع التي عرفها السوريون خلال تلك الفترة.
عبر الأديب والناقد السوري المغيرة الهويدي عن سعادته بفوزه بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية في دورتها الأولى، عن روايته «قماش أسود»، الصادرة عن منشورات تكوين في الكويت، معربا عن امتنانه للقائمين على الجائزة، «وهي علامة مضيئة في تجربتي الأدبية». وقال الهويدي، لـ «الجريدة»، «أهدي الفوز إلى كل من نزعوا عن أرضهم مجبرين، وإلى أهل مدينتي الرقة التي لا يعرف أهلها سوى المحبة، صانعة الحياة رغم الألم، وإلى نسائها البطلات المضيئات، رغم العتمة والسواد العابر الذي خيم على المدينة».وتتناول رواية «قماش أسود» فترة حكم داعش للمدينة، وتسرد الفظائع التي عرفها السوريون، والحكايات المفجعة لمحاولات الهروب الذي لا يبدو مجديا، فطوال الرواية تتساءل الشخصيات الهاربة: إلى أين؟ مع وعي الناجين منهم بصعوبة التعافي مما رأوا وعاشوا، ويروي المغيرة قصصا لنساء في مدينة الرقة، حيث يقول: «رغم غيابهن فهن الأكثر عطفا وحبا للأرض»، ويحكي بصدق قصصهن، وتناقضات شعورهن بين النسيان والتذكر، بين الأسود والأبيض، بين الغربة والانتماء.
وأوضح أن الكتابة «وسيلة للتعبير عن تجربتي في هذه الحياة؛ لذلك فهي الجرح والبلسم. أكتب لأقول ما أنا عليه حقا، وأكتب لأمتنع عن قول ما أنا عليه حقا، أكتب لأواجه مخاوفي وأكتب لأهرب منها. لكن أجمل ما في الكتابة ليس هزيمة المخاوف، بل القدرة على تأويل تلك المخاوف وفهمها، وفي أحيان كثيرة تصبح الكتابة وسيلة لبناء عالم مواز لا يقل حقيقية عن هذا العالم».
شخوص الرواية
وتتوزع شخوص الرواية إلى نموذجين، الأول تمثله آسيا التي تريد أن تستعيد حياتها، والآخر تمثله نسرين التي تريد نسيان حياتها، فالقماش الأسود الذي تحيك منه نسرين الملابس الخاصة بالنساء يكسو مصير تلك الجماعة البشرية التي رُدّت من العالم الحديث إلى عصرٍ غابر، يزعم أصحابه أنه قادم من المستقبل، في واحدة من أزمات الحداثة ومفارقاتها.الجدير بالذكر أن المغيرة الهويدي شاعر وناقد سوري، من مواليد 1979، صدرت له مجموعة شعرية بعنوان «الحب لا يغادر البلاد»، و«كان البيت أخي السابع» و«قماش أسود».وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية أطلقت رسميا في يناير الماضي جائزة غسان كنفاني للرواية العربية، ووصفتها بأنها «واحدة من أرفع الجوائز التي تمنحها فلسطين» قياسا على اسم صاحبها وقيمة أعماله.ويعد كنفاني من أبرز أدباء فلسطين، ولد 9 أبريل 1936، وتعددت مجالات إبداعه بين الرواية والقصة والمسرح والنقد، كما ساهم في تأسيس عدد من المطبوعات العربية قبل قتله في تفجير سيارة مفخخة في بيروت عام 1972.وبحسب وزارة الثقافة الفلسطينية، تقدم 150 عملا روائيا للجائزة من مختلف الدول العربية، حيث فرزت اللجنة المختصة فرزا أوليا أسفر عن اختيار 50 رواية انطبقت عليها شروط الجائزة، وتم اختصار العدد لاحقا إلى 18، بعد قراءة وتمحيص من أعضاء لجنة التحكيم قبل إعلان القائمة القصيرة التي ضمت 4 روايات فقط.