عن الاغتراب البيئي... الهيدروجين الأزرق
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
ولعل أهمية الإشارة إلى الهيدروجين الأزرق الناجم عن مثل تلك العمليات تكمن في واقعية المسألة وملامستها لحال العديد من صناعات اليوم التي تستخدم طرقاً عدة في إنتاج واستخدام الهيدروجين؛ فإضافة كلمة «الأزرق» تشير فعليا إلى وجوب التقاط الكربون الناجم عن عملية الإصلاح البخاري للميثان لا أكثر، فبدلاً من انبعاثه فهو في الواقع يلتقط ويخزن فيخفف من البصمة البيئية للمنشأة ويعطي إمكانية الاستخدام في المستقبل. وقد تنبأت الوكالة الدولية للطاقة مؤخراً بازدياد سعة مثل هذه التقنية عشرات المرات حتى ما قبل سنة 2030 والتي دشنت منذ سنوات عدة، ولها أكثر من خمسين منشأة حول العالم يتم تدشينها هذه الأيام. وقد تصدرت كندا تحديدا هذا النوع من التقنيات المصاحبة لإنتاج الهيدروجين ومن ثم التقاط الكربون، وتحديدا من خلال منشأتين عريقتين في هذا المجال أولاهما في البريتا لشركة شيل كويست بكفاءة 43 في المئة، والثانية في نيوترن بكفاءة 29 في المئة. ومن جانب آخر، أصدر الاتحاد الأوروبي مؤخراً حدود انبعاثات الكربون بحيث لا تتجاوز الثلاثة أطنان من عمليات الهيدروجين ليصبح التزام الدول في الأمم المتحدة متصلاً بالواقع وأكثر ملامسة لهدف تخفيف الانبعاثات من الاحتراق وما شابهها من العمليات التي أصبحت تدخل حيز الضرائب الخضراء. ولكن مع دخول دول خليجية عدة في استثمارات ومنشآت لالتقاط وحجز الكربون، أصبح لزاماً علينا أن نفكر في هذا الأمر وبشكل جدي في الكويت، من حيث المبدأ على الأقل، بوصفنا من أعلى دول الانبعاثات الكربونية، ومثل هذه المنشآت التي تنتج الهيدروجين وتلتقط الكربون تعد استثماراً مربحاً للمستقبل القريب. على الهامش: ما نشاهده اليوم من جرائم متعددة في الشارع هو في الواقع ليس إلا شهادة على فشل الحكومات المتعاقبة بدولة الكويت في أداء مهامها بدءاً من العمل على سداد الثغرات القانونية مروراً بالتوعية وعمل اللازم للتصدي لآفة المخدرات وتطبيق القانون دون وساطات من أحد ليشعر المواطن بالأمن والأمان حين يخرج من منزله.