حرب أوكرانيا تصل للفضاء وأكبر محطة طاقة بيد «فاغنر»
الفلبين تلغي صفقة روسية تخوفاً من عقوبات أميركية… وكييف تقطع خط إمداد في خيرسون
مع استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا منذ فبراير الماضي، ووصول تبعاتها أخيراً الى الفضاء، أعلنت كييف، استئناف عمليات تصدير الحبوب من موانئها، بعد توقفها جرّاء هذه الحرب.
يبدو أن توابع الغزو الروسي لأوكرانيا وصل إلى الفضاء، مع إعلان موسكو عزمها أنها ستنهي التراماتها تجاه محطة الفضاء الدولية في نهاية عام 2024، عوضاً عن 2030.وكان الرئيس الجديد لوكالة الفضاء الاتحادية الروسية «روسكوزموس» يوري بوريسوف، أعلن أمس الأول، في حديثه للرئيس فلاديمير بوتين وعبر تصريحات نشرها الكرملين، أن وكالته قررت أن تغادر محطة الفضاء الدولية بحلول ذلك التاريخ، قائلاً: «بالطبع، سنفي بكل التزاماتنا لشركائنا، لكن اتُّخذ قرار مغادرة هذه المحطة بعد عام 2024»، في حين رد بوتين بقوله إن هذا «أمر جيد».وكان جرى إطلاق محطة الفضاء الدولية عام 1998، وهي مأهولة باستمرار منذ نوفمبر 2000 بموجب شراكة تقودها الولايات المتحدة وروسيا وتضم أيضا كندا واليابان و11 دولة أوروبية.
وفي المقابل، قال مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية، بيل نيلسون، إن «ناسا لم تكن على علم بقرارات أي من الشركاء»، مؤكدا أن الوكالة الأميركية لا تزال مع ذلك «ملتزمة بالتشغيل الآمن لمحطة الفضاء الدولية حتى 2030».بدوره، أعلن البيت الأبيض، أنه يدرس خيارات لتخفيف أثر ذلك الانسحاب المحتمل.كما صرّحت وزارة الخارجية الأميركية بأنها أصيبت بالدهشة من إعلان روسيا، ووصفته بأنه «تطور مؤسف».
محطة فولهيرسكا
ميدانياً، ذكرت مواقع إخبارية للانفصاليين الموالين لموسكو شرقي أوكرانيا، أن مسلحين روساً ينتمون لمرتزقة شركة «فاغنز»، سيطروا على محطة فولهيرسكا، وهي ثاني أكبر محطة للطاقة في أوكرانيا تعمل بالفحم وتقع شرق البلاد.ونشرت المواقع الإخبارية في منطقة دونيتسك صوراً تظهر مرتزقة «فاغنر «أمام المبنى الإداري لمحطة فولهيرسكا، التي تبعد مسافة 50 كيلومتراً شمال شرقي مدينة دونيتسك.جسر أنتونوف
وفي جبهة خيرسون الجنوبية، أعلن الجيش الأوكراني، أمس، أن قواته جدّدت قصف جسر أنتونوف، أكبر الجسور الأوكرانية، ويعد خط إمداد للقوات الروسية في المنطقة التي تحتلها موسكو منذ الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت يوم 24 فبراير الماضي.واستهدفت القوات الأوكرانية الجسر 4 مرات في أسبوع، وتقول إن تدميره سيجعل القوات الروسية من دون أي إمدادات من القرم، مما سيمنح عملية تحرير خيرسون زخماً كبيراً. وغرّد مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، معلقاً على الهجوم: «يجب أن يتعلم المحتلون السباحة لعبور نهر دنيبر، أو مغادرة خيرسون طالما استطاعوا».الحبوب والغاز
من ناحية أخرى، أكدت أوكرانيا، أمس، استئناف عمليات تصدير الحبوب من موانئها، بعد توقفها جرّاء العملية العسكرية الروسية.من جانبه، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، افتتاح مركز تنسيق العمليات الخاصة بتصدير الحبوب الأوكرانية بإشراف الأمم المتحدة، وقال إن صفقة الغذاء يمكن أن تكون نموذجاً لحل أزمة الطاقة.وسيشرف مركز التنسيق المشترك في إسطنبول على عمليات المغادرة من 3 موانئ أوكرانية حيث يتعين على السفن الإبحار بعيداً عن الألغام.في المقابل، بدأت أوروبا تواجه ضغوطاً متزايدة، بعدما انخفضت تدفقات الغاز الطبيعي الروسي عبر خط أنابيب «نورد ستريم 1» صباح، أمس، وذلك عقب يومين من اعلان شركة «غازبروم» الروسية، إنها ستخفض التدفقات عبر خط أنابيب «نورد ستريم1» إلى ألمانيا من 40% إلى 20%.ومن المرجح أن يستمر التدفق في الانخفاض. وكانت دول الاتحاد الأوروبي الـ27، التي فرضت عقوبات اقتصادية على روسيا، اتفقت أمس الأول، على طريقة يمكن من خلالها خفض استهلاك الغاز ومشاركة عبء النقص.صفقة الفلبين
من ناحية أخرى، ألغت الحكومة الفلبينية صفقة لشراء 16 طائرة مروحية نقل عسكرية روسية من طراز Mi-17 بقيمة 227 مليون دولار، بسبب مخاوف من عقوبات أميركية محتملة.وقال وزير الدفاع السابق ديلفين لورينزانا، إنه الصفقة كان وافق عليها الرئيس آنذاك رودريغو دوتيرتي قبل انتهاء فترة ولايته في يونيو.وقال لورينزانا: «قد نواجه عقوبات»، واصفاً الطرق التي يمكن لواشنطن من خلالها التعبير عن استيائها إذا مضت الفلبين في الصفقة بسبب الصراع الأميركي المتفاقم مع روسيا. وقال إن مسؤولي الأمن الأميركيين كانوا على علم بقرار مانيلا ويمكنهم تقديم طائرات مروحية ثقيلة مماثلة للاستخدام العسكري الفلبيني.والفلبين حليف في معاهدة لواشنطن التي فرضت عقوبات شديدة تهدف للضغط على موسكو للانسحاب من أوكرانيا.وكانت صفقة شراء طائرات الهليكوبتر الروسية من بين عدة اتفاقيات شراء أسلحة تم توقيعها خلال الأشهر الأخيرة لدوتيرتي في منصبه.
أوروبا تواجه ضغوطاً بعد انخفاض تدفق الغاز الروسي