استعداداً للأمطار المتوقعة اليوم وغداً، لاسيما بعد العاصفة المطرية النادرة التي ضربت بعض الدول الخليجية، أعلن مركز التواصل الحكومي حالة تأهب حكومية، مشيراً إلى أن جميع الأجهزة المختصة تعمل على متابعة كل التدابير الاحترازية للتعامل مع الحالة المناخية الطارئة.

ووجّه وزير الأشغال العامة وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة م. علي الموسى، اللجنة التنفيذية لتداعيات الأمطار والسيول وقياديي «الأشغال» إلى الاستعداد التام لمواجهة توقعات هطول أمطار رعدية، فضلاً عن توجيهه بإرسال فرق الصيانة للكشف على المناطق التي يتكرر فيها تجمع مياه الأمطار والغرق لإيجاد الحلول اللازمة لها.

Ad

ومن جهتها، توقعت إدارة الأرصاد الجوية أن تكون الأمطار خفيفة على البلاد، ولا تؤدي إلى سيول كما حدث في منطقة الخليج.

وقال مراقب التنبؤات الجوية في الإدارة عبدالعزيز القراوي لـ «الجريدة»، إن المتساقطات المتوقعة قد لا تتجاوز 7 ملم، لافتاً إلى أن أعلى نسبة للمتساقطات ستكون في المناطق الجنوبية والساحلية للبلاد.

أما وزارة الداخلية فدعت مستخدمي الطرق ومرتادي البحر إلى توخي الحيطة والحذر حيال التقلبات الجوية، في حين أعلنت وزارة الصحة أن قطاع الشؤون الهندسية فيها رفع حالة التأهب بالمناطق المعرضة للأمطار.

خليجياً، وعلى وقع تقلبات جوية عالمية مرتبطة بالتغيّر المناخي أدت إلى موجات حر وحرائق غير مسبوقة في أوروبا وشمال إفريقيا، تشهد منطقة الخليج عاصفة مطرية نادرة في غزارتها مصحوبة بسيول جارفة وارتفاع في مستوى المياه، وتسببت في إغلاق الطرق ومحاصرة السكان في الإمارات وعمان وقطر، كما أسفرت عن مقتل 6 الأقل، وإصابة 9 في إيران، وفقد عدد آخر معروف.

ووسط استنفار إماراتي لإيواء المتضررين وتوفير الخدمات والمساعدة للمحتاجين، أفاد المركز الوطني للأرصاد بأن السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها أمس الأول إمارات الفجيرة، ورأس الخيمة، والشارقة بشكل رئيس، جاءت بسبب تكوّن السحب الركامية الممطرة على بعض المناطق الشرقية، وامتدت على بعض المناطق الداخلية تصاحبها رياح نشيطة السرعة وقوية أحياناً، وتصل سرعتها إلى 45 كم/س.

وغمرت المياه الإمارات الثلاث وجرفت السيارات والمحال التجارية وعدداً من المنازل، وأظهرت مقاطع فيديو وصور التُقِطت في أماكن متفرقة من الإمارات مياه الأمطار متجمعة في أماكن عديدة، والسير بصعوبة في برك عميقة.

وحذّر المركز الإماراتي من أن البحر لايزال مضطرباً والموج يصل ارتفاعه إلى 7 أقدام في عمق الخليج منذ الثلاثاء الماضي، وسيستمر كذلك حتى نهاية الأسبوع، مبيناً أن الرياح الجنوبية الشرقية لا تزال نشيطة، وسرعتها قوية أحياناً، وتصل إلى 60 كم/س.

وفي إطار عملية «الأيدي الوفية»، وجّه نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد وزارة تنمية المجتمع بنقل كل الأسر المتضررة من الأمطار والسيول في المناطق الشرقية في الدولة إلى مواقع إيواء مؤقتة، وذلك بالتعاون مع الجهات المحلية وحجز الفنادق القريبة لإيواء الأسر المتضررة، وللأخرى التي تعيش في مناطق قد تشكل خطورة على ساكنيها خلال فترة الأمطار الشديدة.

ووجه مجلس الوزراء جميع الجهات الاتحادية العاملة في المناطق المتضررة من الأمطار والسيول القوية، خاصة في إمارات الشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، بأن يكون دوام موظفيها غير الضروريين عن بُعد يومي الخميس والجمعة.

واستثنى القرار الجهات الاتحادية المعنية بالدفاع المدني، والجهات الشرطية والأمنية التي تتعامل مع الكوارث والأزمات والحالات الطارئة، إضافة إلى الجهات المعنية بالدعم المجتمعي التي تتعامل مع البلاغات الخاصة بأضرار المزارع والممتلكات الخاصة بالمواطنين.

وفي سلطنة عمان، شهدت عدة محافظات هطول أمطار غزيرة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى سيول جارفة قطعت بعض الطرق في السلطنة، وتداول مغردون صوراً ومقاطع فيديو عبر وسم «#منخفض_السيل_الخصب» تظهر جريان بعض الأودية، وقطع بعض الطرقات، نتيجة الأمطار الغزيرة التي تسببت في ارتفاع منسوب المياه وغرق بعض الأحياء السكنية.

وفي قطر، هطلت أمطار غزيرة على العاصمة الدوحة ومناطق متفرقة، في حين حذرت إدارة الأرصاد الجوية في وقت سابق من أمطار رعدية متوقعة مصحوبة برياح قوية وأمواج عالية على بعض المناطق في عرض البحر، وأظهرت مقاطع فيديو إغلاق جزئي لكورنيش الدوحة بعد امتلاء الطريق بمياه الأمطار، كما أظهرت الأمطار الغزيرة والبرق في مناطق مختلفة.

وبعد إعلان إيران السبت الماضي عن مقتل 22 على الأقل في محافظة فارس، نشرت جمعية الهلال الأحمر أمس صوراً لعمل فرق الإنقاذ في منطقة إمام زاده داود بالعاصمة طهران، على إجلاء 6 قتلى وإنقاذ 9 مصابين، والبحث عن عدد من المفقودين بسبب انزلاقات أرضية إثر هطول أمطار شديدة على المنطقة، كما بث ناشطون مقاطع تُظهر فيضانات ضربت محافظة سيستان وبلوشستان.

سيد القصاص ومحمد جاسم