بوتين يدرس «الخطة د»... وكييف تتهم طباخه بتنفيذ «مجزرة أولينيفكا»
• تحذيرات أميركية من مسح أوكرانيا عن الخريطة
• وقف الغاز عن لاتفيا... وبولندا تطلب دبابات ألمانية
بعد فشله في تنفيذ استراتيجياته الكثيرة التي رسمها منذ بداية حربه على جارته، أعلنت بريطانيا، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرس اللجوء إلى «الخطة د»، في حين تبادلت موسكو وكييف الاتهامات حول المسؤولية عن قصف سجن يؤوي أسرى حرب أوكرانيين في مناطق خاضعة للانفصاليين الموالين لروسيا.
مع استمرار تصاعد وتيرة القصف الروسي ـ الأوكراني المتبادل، مما تسبب في سقوط قتلى وجرحي، أشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى «فشل عسكري للقوات الروسية في جوانب عدة»، مما قد يدفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى اعتماد «الخطة د».وفي تصريحات لتلفزيون «سكاي نيوز»، قال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن «روسيا تخفق حاليا على الأرض في جوانب عدة بحربها في أوكرانيا»، مضيفا أن بوتين «قد يسعى لتغيير الاستراتيجية المتبعة مرة أخرى، وقد يتحول إلى الخطة د، بعدما فشلت خططه أ، وب، وج».وفي سياق متصل، أعلنت استخبارات وزارة الدفاع البريطانية، أنه من المحتمل أن تكون مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة القريبة من «الكرملين»، قد تم تكليفها بالمسؤولية عن قطاعات محددة من جبهة القتال في شرق أوكرانيا، «بسبب النقص الكبير الذي تواجهه روسيا في المنشآة القتالية».
ومع استمرار تبادل القصف العنيف بين الطرفين، اتهمت الاستخبارات الأوكرانية، مجموعة «فاغنر» ورئيسها يفغيني بريغوجين، الملقّب بـ «طباخ بوتين»، بالوقوف وراء قصف سجن يُحتجز فيه أسرى حرب أوكرانيون بمقاطعة دونيتسك الشرقية التي تُسيطر عليها روسيا.وقالت الاستخبارات، إن «القصف تم من قبل مجموعة فاغنر بناء على تعليمات شخصية من بريغوجين، من دون تنسيق مع قيادة وزارة الدفاع الروسية».واعتبرت أن القصف حدث «للتغطية على سرقة الأموال المخصصة لصيانة المركز، قبل أن تصل في الأول من أغسطس، لجنة من روسيا للتحقق من إنفاق الأموال المخصصة وظروف احتجاز السجناء». ويعتقد أن المجموعة الأمنية «فاغنر» تحصل على تمويل من رجل الأعمال يفغيني بريغوجين، الذي فرض عليه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على خلفية اتهامات له بزعزعة الاستقرار في ليبيا، والتدخل في الانتخابات الأميركية. ويطلق على بريغوجين لقب «طباخ بوتين»، لأن شركة المطاعم التي يديرها «كونكورد» عملت لحساب «الكرملين».وفرضت عليه واشنطن عقوبات، وسط اتهامات له بالتدخل في الانتخابات الرئاسية عام 2016. ومع تبادل الجانبين الاتهامات بشأن الهجوم، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن صواريخ أوكرانية قتلت 40 سجينا وأصابت 75 في سجن ببلدة أولينيفكا الواقعة على خط المواجهة، والتي يسيطر عليها انفصاليون تدعمهم موسكو. في المقابل، نفت القوات المسلحة الأوكرانية مسؤوليتها، قائلة إن المدفعية الروسية استهدفت السجن لإخفاء سوء معاملة المحتجزين هناك. وقال وزير الخارجية دميترو كوليبا إن روسيا ارتكبت جريمة حرب، داعيا إلى «إدانة دولية».
مسح أوكرانيا
على صعيد آخر، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، إنه ينبغي ألا يكون هناك أي شك في أن روسيا تنوي تفكيك أوكرانيا «ومسحها من خريطة العالم بالكامل».وأخبرت رينفيلد، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة تشهد دلائل متزايدة على أن روسيا تضع الأساس لمحاولة ضم جميع المناطق الشرقية الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك ومناطق خيرسون وزابورجيا، بما في ذلك عن طريق تعيين «مسؤولين غير شرعيين بالوكالة في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، بهدف إجراء استفتاءات زائفة أو مرسوم للانضمام إلى روسيا».وقالت إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف صرح بأن «هذا هو هدف الحرب لروسيا».وقف الغاز
وفي أوج التوتر بسبب العقوبات الأوروبية غير المسبوقة، أعلنت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة أمس، أنها أوقفت شحنات الغاز إلى لاتفيا «بسبب انتهاك شروط تسلّم الغاز».ويأتي هذا الإعلان بينما خفضت «غازبروم» بشكل كبير شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب «نورد ستريم» الأسبوع الماضي، مشيرة إلى الحاجة لصيانة التوربينات، بينما تسعى الدول الأوروبية إلى تأمين احتياطياتها لفصل الشتاء.وكانت روسيا قد خفضت حجم شحناتها مرتين في يونيو، مؤكدة أن خط الأنابيب لا يمكن أن يعمل بشكل طبيعي من دون توربين تم إصلاحه في كندا ولم يُعَد إلى موسكو، بسبب العقوبات التي فرضها الغربيون في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا.ومنذ ذلك الحين، وافقت ألمانيا وكندا على إعادة المعدات إلى روسيا، لكنّ التوربين لم يسلّم بعد.ويتهم الغربيون موسكو باستخدام سلاح الطاقة ردا على العقوبات التي أقرت بعد الهجوم على أوكرانيا. وشهدت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا، ولا سيما إلى ألمانيا وإيطاليا، انخفاضًا تدريجيا منذ بدء تطبيق هذه العقوبات. كذلك أوقفت «غازبروم» تسليم الغاز لعدد من العملاء الأوروبيين الذين رفضوا الدفع بالروبل.وفي وارسو، قال وزير الدفاع البولندي، ماريوش بلاشاك، في رسالة بعثها إلى نظيرته الألمانية، كريستين لامبرشت، إنه يأمل في الحصول على «عرض جاد من الدبابات من شأنه أن يسهم بشكل كبير في تعزيز القدرات الدفاعية البولندية والإقليمية».وأضاف أن بولندا سلمت أوكرانيا أسلحة تقدّر بنحو 1.7 مليار يورو، من بينها دبابات وناقلات جند مدرعة وأسلحة ثقيلة أخرى، مشيرا إلى أن «عمليات التسليم هذه أحدثت ثغرات في قدراتنا الدفاعية».