غادر الحبر الكاثوليكي الأعظم البابا فرنسيس كندا في ختام رحلة استمرت 6 أيام، بدأها باعتذارات غير مسبوقة حول الضرر اللاحق بالسكان الأصليين، واختتمها بالحديث عن «إبادة جماعية» في المدارس الداخلية لهؤلاء السكان، معربا مجددا أمام شعب الاينويت في القطب الشمالي عن «استنكاره وشعوره بالخزي»، وأشار من ناحية أخرى إلى أنه لا يستبعد الاستقالة، من منصب رئيس الكنيسة الكاثوليكية.

وقال البابا (85 عاما)، خلال مؤتمر صحافي في الطائرة التي أعادته، اليوم ، إلى الفاتيكان، «لم أتلفظ بهذه الكلمة خلال الزيارة، لأنها لم ترد على ذهني، لكني وصفت الإبادة الجماعية. قدمت اعتذاراتي وطلبت الصفح عن هذه العملية التي هي إبادة جماعية».

Ad

وأضاف: «خطف أطفال وتغيير الثقافة وتغيير العقلية وتغيير التقاليد وتغيير العرق وتغيير ثقافة برمتها»، في إشارة إلى المدارس الداخلية لأطفال السكان الأصليين التي أقيمت في كندا بين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينيات القرن الماضي، وطلب «الصفح» مرات عدة من سكان كندا الأصليين خلال الزيارة.

وأدخل 150 ألف طفل إلى هذه المدارس بالقوة، وتعرض الكثير منهم لانتهاكات جسدية وجنسية، وقضى الكثير منهم، بعدما وقعوا ضحايا أمراض وسوء تغذية وإهمال.

من ناحية أخرى، أقر الزعيم الروحي لنحو 1.3 مليار شخص، والذي ترغمه آلام شديدة في الركبة على التنقل على كرسي متحرك، أنه «لم يعد بإمكانه السفر» بالوتيرة السابقة، مشيرا إلى إمكانية تنحيه، متابعا: «لا أعتقد أنه يمكنني الإبقاء على وتيرة السفر نفسها، أعتقد أنه في عمري، ومع هذه الحدود يجب أن أدخر قوتي قليلا لأتمكن من خدمة الكنيسة، أو على العكس من ذلك أفكر في إمكانية التنحي جانبا».

واستطرد البابا، العائد من رحلته الدولية السابعة والثلاثين منذ توليه منصبه، أمام الصحافيين، «بكل صدق هذه ليست كارثة. يمكن تغيير البابا. إنها ليست مشكلة. لكنني أعتقد أنه يجب أن أحد من جهودي».