رياح وأوتاد: القوي الأمين ولوم اللائمين
ليس من قوة النائب أخذ الرأي من غير المتخصصين ولو كثروا، وليس من القوة الشرعية أخذ الرأي ممن لهم مصلحة أو خصومة في الموضوع، وليس من القوة التأثر بما يشيعه «المجاهيل» أصحاب الحسابات الوهمية، لأن كثيراً من الآراء الشائعة والمتداولة قد يثبت العلم خطأه الفادح.
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
وقد يميل الرأي السليم فنياً، حسب إفادة المتخصصين، مع رأي الأقلية أو الحكومة، فهنا لا يصح أن يخجل أو يخاف القوي من الاصطفاف مع الرأي الصحيح، حتى وإن كان رأي الحكومة أو رأي الأقلية أو كان غير شعبي، ومثال على ذلك انحياز جمع من خيرة أعضاء المجلس إلى شطب استجواب الأخ حسين القلاف في مجلس 99 لمخالفته الدستور واستقلال القضاء، وكذلك ثناء وتأييد جميع الأعضاء للقانون 2004/31 الذي قدمته كوزير للعدل في الحكومة، والذي يقضي بتنفيذ الأحكام الابتدائية على المتهمين الهاربين في قضايا الأموال العامة، ومصادرة أموالهم، والذي يطبق حالياً على الرجعان، ومثل ذلك أيضاً تصويت جمع من النواب المتميزين الثقات مع قانون صندوق المتعثرين بدلاً من سداد القروض من المال العام. وكذلك الأمر بالنسبة إلى موضوع الفساد، فالقوة تقتضي طرح الموضوع في المجلس ولكن ليس بالسباب والصراع وإنما بالتحقيق الفني وجمع الأدلة واكتشاف محاولات إخفائها، وذلك بإجراءات دقيقة في الأسئلة ولجان التحقيق بكل شجاعة مهما بلغت قوة ومكانة المفسد، ثم تقديمها للقضاء كما كان يتم بحرفنة في بعض المجالس السابقة. ومن القوة أيضاً أن يتم التعاون مع الكتل النيابية الأخرى لتحقيق مصلحة عامة دون الالتفات إلى من يعيب ذلك، ففي استجواب وزير العدل عام 1985 شارك الأخ مبارك الدويلة والأخ أحمد الربعي في استجواب أعده حمد الجوعان، رحمه الله، وشارك الأخوان محمد المرشد وفيصل الصانع، رحمه الله، في استجوابي لوزير المواصلات عام 1986، وأيضاً أيد الأخ سامي المنيس، رحمه الله، اقتراحي الخاص بالتأمين الصحي للوافدين، وتصدى بالرد على المعارضين، مما أدى إلى إيراد للدولة بحوالي 150 مليون دينار سنوياً، وكذلك ثنائي على اقتراح غرفة التجارة بزيادة القيم الإيجارية على أملاك الدولة، ومطالبتي بالزكاة الشرعية بدلاً من مطالبة الغرفة بالضرائب، فالنائب القوي الأمين لا يهمه من أين أتى الاقتراح، ومن قدمه مادام مشروعاً ويحقق مصلحة البلد. وهكذا فإن شعار القوي الأمين يجب أن يستند إلى عمل تشريعي ورقابي أمين وفني ودقيق يجلب المصلحة حالياً ومستقبلاً ويدرأ أي ضرر متوقع، ثم الإعلان عنه بشجاعة والجهر به دون خوف، كما جاء في الحديث الصحيح «بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نخاف في الله لومة لائم».
أحمد يعقوب باقر
شعار القوي الأمين يجب أن يستند إلى عمل تشريعي ورقابي أمين وفني ودقيق يجلب المصلحة حالياً ومستقبلاً ويدرأ أي ضرر متوقع