ذكرت مسؤولة منصة «استشير» بوزارة التربية الباحثة زينب البيرمي أن الوزارة ارتأت تصميم هذه المنصة الإلكترونية لتكون متنفسا للطلبة وأولياء الأمور الذين يواجهون مشكلات سلوكية أو حالات تنمر أو تحرش في المدارس ولا يستطيعون الابلاغ عنها، إما لدواع مجتمعية أو خوفا من نظرة الناس.

وقالت البيرمي، لـ «الجريدة»، إن المنصة تعمل على مدار الأسبوع دون توقف، وتتعامل مع جميع الحالات بسرية تامة، ومن خلال باحثين مختصين في الجوانب النفسية والاجتماعية، وبالتعاون مع وزارات الصحة والداخلية والشؤون الاجتماعية، والجهات ذات العلاقة التي يمكن أن تساهم في حل بعض المشكلات بحسب طبيعتها.

Ad

حساب «تيمز»

وأضافت البيرمي أن المنصة انطلقت في أغسطس 2021، حيث تم العمل على تصميمها من قبل مختصين في الادارة، وبالتعاون مع إدارة نظم المعلومات بالوزارة، لتكون بصورتها الحالية، حيث يمكن لأي طالب أو ولي أمر الدخول إليها عبر حساب «تيمز»، المتوفر لجميع طلبة الكويت، إضافة إلى وجود خاصية الاستشارات لغير حاملي الحسابات التربوية، والذين يمكنهم التواصل عبر المنصة دون تسجيل حساباتهم، ويمكن التواصل معهم من خلال «الإيميل» أو خدمة «اتصل بنا» دون الحاجة لوجود حساب، ويكون الرد عبر الإيميل الشخصي للمتقدم.

وأشارت إلى أن المنصة تستقبل طلبة الاستشارة أو الشكوى من خلال الموظف المسؤول الذي يقوم بدوره بتحويل الطلب إلى الباحث المختص، سواء كانت نفسية أو سلوكية، أو في حال تطلب الأمر تحويلها إلى مدير إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية، حيث يتم التعامل مع كل حالة بسرية ومن خلال الباحث فقط دون أن يعلم بقية الباحثين بالحالة، مؤكدة أن الإدارة حريصة على اتباع السرية التامة في عمل هذه المنصة.

سرية تامة

وبينت البيرمي أن الإدارة تقوم كذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ممثلة في مركز منارة لتوفير الخدمات النفسية لبعض حالات الطلبة الذين تتطلب حالتهم تدخل الأطباء المختصين، حيث يتم التنسيق معهم للحضور بكل سرية تامة إلى مركز خاص بالإدارة للمعالجات السلوكية والنفسية من قبل الأطباء المختصين، مشددة على أن العملية تتم بكل سرية لكي يطمئن الطالب وولي الأمر وتكون معالجة المشكلة على أكمل وجه.

ولفتت إلى أن سلامة الطالب من الناحية النفسية والسلوكية أمر في غاية الأهمية لاستكمال مشواره التعليمي، مشددة على أن الأسرة مطالبة بمتابعة سلوكيات أبنائهم، ومعرفة ما يواجهونه من مشاكل في المدارس وخارجها لتتم معالجة هذه الأمور قبل استفحالها، وأضافت أن منصة «استشير» استقبلت 4118 زيارة خلال السنة الأولى لإطلاقها.

وأفادت بأن أغلب الحالات والمشكلات التي تم رصدها عبر المنصة كانت في مشكلة عدم رغبة الطلبة في الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى تشتت الانتباه وفرط الحركة وصعوبات التعلم وأعراض الاكتئات والتنمر والتحرش، مشيرة إلى أن جائحة كورونا والإجراءات التي تسببت فيها كان لها دور في ارتفاع هذه الحالات.

خدمات «عن بُعد»

أكدت البيرمي أن إدارة الخدمات الاجتماعية والنفسية ركزت في آليتها الجديدة على التعامل عن بعد مع المستفيدين من خدماتها، بهدف نشر الطمأنينة لدى الطلبة وأولياء أمورهم، من خلال استشارات نفسية واجتماعية، وكذلك نشر الوعي الوقائي ببرامج صحية وقائية تركز على الجانب السلوكي والمعرفي لإعادة التوازن النفسي للطلاب، مشيرة إلى أن منصة «استشير» تتضمن الكثير من أدوات العمل المهنية والفنية التي تخدم الباحثين النفسيين والاجتماعيين لتقديم أفضل الخدمات للاستشارات والتشخيص السريع والعلاج للحالات المستعجلة.

فهد الرمضان*