نانسي بيلوسي تتحدى الصين من تايوان... وحشد عسكري بحراً وبراً وجواً
مقاتلات صينية وسفن حربية تعبر خط الوسط... وأوروبا تتحسب لنزاع خارج السيطرة
في رسالة تحدٍّ غير مسبوقة منذ 25 عاماً، بدأت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، أمس، زيارة رسمية لتايوان، ضاربةً عرض الحائط بالتهديدات والتحذيرات الصينية المتتالية منذ إعلان برنامج جولتها الآسيوية، التي بدأتها أمس الأول بسنغافورة ثم ماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان.ووسط إجراءات واستعدادات غير مسبوقة، هبطت طائرة بيلوسي في مطار سونغشان بتايبيه، وكان في استقبالها وزير الخارجية التايواني جوزيف، قبل أن تنتقل للقاء قيادات الجزيرة لمناقشة الشراكة، وتعزيز المصالح المشتركة، بما في ذلك تطوير منطقة المحيطين الهندي والهادئ المفتوحة والحرة.وفور وصولها، اعتبرت بيلوسي أن «زيارتها لتايوان تكرس التزام أميركا الثابت بدعم الديموقراطية النابضة بالحياة فيها، ولا تتعارض مع سياسة الصين الواحدة والبيانات المشتركة»، مؤكدة أن تعزيز بكين إجراءاتها العسكرية دفع «البنتاغون» للاستنتاج أنها تستعد لحالة طوارئ لتوحيد تايوان بالقوة.
وفي حين شددت بيلوسي على أن واشنطن لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي بينما يواصل الحزب الشيوعي الصيني تهديد تايوان، أكدت الخارجية الصينية أن زيارة بيلوسي لتايوان انتهاك خطير لسيادة الصين وسلامة أراضيها، واستفزاز سياسي أي رد فعل عليه سيكون مبرراً.وعلى الفور، أعلنت وزارة الدفاع الصينية بدء عمليات عسكرية محددة لمواجهة زيارة بيلوسي، مشيرة إلى مناورات عسكرية بالذخيرة الحية تبدأ غداً وتستمر إلى الأحد المقبل، حول تايوان من جميع الاتجاهات، لاختبار حالة التأهب القتالي على اتخاذ إجراءات فعالة وحازمة. وتمركزت 4 سفن حربية أميركية، بينها حاملة الطائرات رونالد ريغن، في المياه شرق تايوان، في عمليات انتشار «اعتيادية»، سبقها نقل حاملات الطائرات والمجموعة القتالية التابعة لها إلى البحر الجنوبي، إضافة إلى جنود ومعدات عسكرية ثقيلة لتأمين المسؤولة الثالثة في هرم القيادة الأميركي. وبعد نقل البحرية الأميركية مجموعاتها القتالية إلى أماكن قريبة، خوفا من رد فعل على زيارة بيلوسي لتايوان، أكدت وسائل إعلام صينية استمرار التحركات قرب الحدود منذ تأكيد زيارة بيلوسي للجزيرة، مشيرة إلى أن الجيش نشر أعدادا كبيرة من الآليات العسكرية قبالة السواحل، وحرك قوات إلى مقاطعة فوجيان، بالقرب من الجزيرة. وعبرت مقاتلات صينية من طراز Su-35 مضيق تايوان، بينما اقتربت مع السفن الحربية من خط الوسط صباح أمس، في خطوة غير معتادة وصفها المصدر بأنها «استفزازية جدا»، مضيفا أن المقاتلات الصينية أجرت مرارا مناورات تكتيكية «لامست» خلالها لفترة وجيزة خط الوسط، وحلقت عائدة إلى الجانب الآخر من المضيق، أمس، في حين كانت الطائرات التايوانية في حالة تأهب على مقربة.وقبلها، أكدت وزارة الدفاع التايوانية التحركات العسكرية قرب تايوان، مشددة على أنه «سننشر قوات عسكرية مناسبة ردا على التهديدات. لدينا العزم والقدرة على ضمان أمننا الوطني».وأعلنت بكين أن زيارة بيلوسي «تشكل تدخلا صارخا في شؤون الصين»، وكانت الناطقة باسم الخارجية هوا تشونيينغ قالت إن «الجانب الأميركي سيتحمل المسؤولية، وسيدفع الثمن في حال المساس بمصالح الصين الأمنية السيادية»، مضيفة أن زيارة بيلوسي ستؤدي إلى وضع خطير جدا وعواقب وخيمة، وستهدد بشكل كبير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي من جهته أن «خيانة الولايات المتحدة بشأن مسألة تايوان مهينة». وترى الصين أن زيارة مسؤول أميركي رفيع المستوى، والتي قد تكون الأولى في نحو 25 عاما، تحمل اعترافا ضمنيا من أميركا باستقلالية تايوان، والتي تعتبرها الصين جزءا أساسيا من أرضها.من جانبها، نقلت مجلة بوليتيكو الأميركية، عن مصادر دبلوماسية غربية، أن الدول الأوروبية تستعد لتداعيات التصعيد الخطير بين واشنطن وبكين. وأفاد مصدر مطلع للمجلة بأن الحرب الكلامية المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين بخصوص تايوان تثير قلق الدول الأوروبية بسبب مخاطر تصعيد عسكري محتمل.وأكدت المصادر أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أي مواجهة عسكرية بين الصين وواشنطن نزاعا خارجا عن السيطرة. وكان مطار تايبيه، شهد حركة غير اعتيادية مترافقة مع إجراءات أمنية استعدادا لاستقبال المسؤولة الأميركية.