زخم عشائري لثورة الصدر... و«الإطار» يرهن استبعاد السوداني بالحوار
العامري يبحث مع الكاظمي عن مَخرج... والأمم المتحدة تعرض المساعدة في خامس أيام اعتصام البرلمان
في اليوم الخامس لاعتصام أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الهادف في المقام الأول إلى تغيير النظام السياسي الطائفي في العراق وتغيير الدستور، واصل أبناء القبائل في التدفق إلى البرلمان، وتزاحمت في باحاته وعلى جدرانه بيارق ولافتات مختلف العشائر المؤيدة للتخلص من الفساد والفاسدين، في حين تمسك قادة الإطار التنسيقي الموالي معظمهم لإيران بترشيح القيادي بحزب الدعوة محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة الاتحادية المقبلة.ومع تزايد الدعم العشائري، شهد اليوم الخامس للاعتصام، انضمام وفود من إمارة زبيد، التي تعد من إحدى أكبر القبائل في الوطن العربي وعشيرة المسعود القديمة والعريقة وقبلهما تلبية 6 آخرين لدعم الصدر منها محسوبة على خصمه الأول رئيس ائتلاف دولة القانون الأسبق نوري المالكي.وتحولت جدران مجلس النواب، اليوم، إلى أشبه بمعرض لافتات عشائرية لدعم المعتصمين، فضلاً عن أخرى تحمل مطالبهم ومساندة الصدر في معركته ضد النخبة السياسية الحاكمة ودعمه في اجتثاث الفساد وتغيير نظام المحاصصة المعمول به منذ سقوط نظام صدام في عام 2003.
وفيما غصت جدران البرلمان بتسابق أبناء العشائر المساندة للصدر على الحصول على «مساحة» هنا وهناك لجعل لافتاتهم واضحة للعيان، دعا التيار الصدري أنصاره في النجف وكربلاء وبابل وواسط للمشاركة في الصلاة الموحدة الجمعة بالمنطقة الخضراء.في المقابل، أكد اليوم، القيادي في ائتلاف دولة القانون فاضل موات، أن الاطار التنسيقي، الذي يجمع القوى السياسية الشيعية، تمسكه بترشيح السوداني لمنصب رئيس مجلس الوزراء، ولا توجد أي نية في تغييره، وهذا الأمر لم يناقش بشكل مطلق بين القادة حتى الساعة. ورأى أن»مشكلة التيار الصدري، ليست مع الشخصية المرشحة لرئاسة الوزراء، بل المشكلة مع الإطار التنسيقي ككل، فحتى لو قدمت شخصية أخرى لرفضها التيار»، مردفاً بالقول لهذا السبب فإن الإطار الشيعي «لن يغير مرشحه لرئاسة الوزراء محمد شياع السوداني وهو مازال مصراً عليه رغم التظاهرات والاعتصامات لأنصار التيار الصدري».ووصف ائتلاف دولة القانون قرار سحب التيار الصدري المتظاهرين من البرلمان بالمناورة لتوسيع رقعة الاحتجاجات، مبيناً أن الحديث عن استبدال السوداني مرهون بقبول التيار بالمفاوضات والجلوس على الطاولة. وقال النائب عن دولة القانون جاسم العلوي:»هناك مبادرات طرحت من (الديموقراطي) لكنها قبل تفاقم الأزمة ودخول الصدريين إلى داخل البرلمان وبالتالي لايوجد أي جلوس حتى الآن على طاولة الحوار». وأضاف العلوي أن «الحديث عن بدء ترشيح شخصيات أخرى بدلاً عن السوداني غير صحيح كوننا لم نجلس حتى الآن مع التيار للتفاوض».إلى ذلك، بحث رئيس تحالف الفتح هادي العامري ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سبل الخروج من الأزمة السياسية وآخر مستجدات الوضع والتوصل لحلول ترضي كل الأطراف.ورحبت بعثة الأمم المتحدة بالدعوات لإجراء حوار وطني وعرضت المساعدة فيه، وشددت على ضرورة إعطاء الأولوية للمصالح الوطنية والحلول العاجلة للأزمة.