الصين تدشن عملياتها بإطلاق صواريخ على تايوان واليابان
سفن بكين وطائراتها تخترق الخط الفاصل... و»آسيان» تحذّر من نزاعات مفتوحة
وسط تنامي الغضب من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايوان، بدأ الجيش الصيني أهم مناورات عسكرية في تاريخه حول الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، ووجّه ضربات دقيقة بصواريخ بالستية وصلت إلى اليابان.
في أقوى استعراض للقوة، بدأ الجيش الصيني، اليوم، أهم مناورات عسكرية في تاريخه حول تايوان، أطلق خلالها صواريخ بالستية طالت شظاياها اليابان، رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة، التي أعلنت استعدادها للحرب.وأفادت وزارة الدفاع الصينية، بأن «الحزب الشيوعي الصيني أطلق دفعات عدة من صواريخ دونغفينغ البالستية في المياه المحيطة بشمال شرقي تايوان وشمال غربها».وقال الناطق باسم قيادة المسرح الشرقي للعمليات الكولونيل شي يي، إن القوات الصينية شنّت «هجوماً بقوة الصواريخ التقليدية متعددة النماذج على مناطق بحرية محددة سلفاً قبالة الجزء الشرقي من جزيرة تايوان». أضاف أن «جميع الصواريخ أصابت الهدف بدقة وجرى اختبار دقة الضربة وموانع دخول المنطقة».
وأكد أن المناورات بالذخيرة الحية في 6 مناطق حول تايوان ستستمر 3 أيام حتى الأحد، محذراً السفن والطائرات كافة من دخول هذه المناطق.ويبدو أن بعض المناطق التي ذكرتها بكين تقع داخل المياه الإقليمية التايوانية، وأقرب نقطة فيها تبعد أقل من 16.2 كيلومتراً عن الجزيرة.وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، إن «الولايات المتحدة هي المحرّض والصين هي الضحية، وهي في وضع الدفاع المشروع عن النفس».وذكرت وكالة شينخوا الرسمية، أن «التدريبات تهدف إلى محاكاة حصار للجزيرة وتشمل مهاجمة أهداف في البحر وضرب أهداف على الأرض والسيطرة على المجال الجوي».
عمل غير عقلاني
وفور بدء المناورات، قال الناطق باسم وزارة الدفاع سون لي فانغ، إن»بعض مناطق المناورة الصينية تتداخل مع مياه تايوان الإقليمية»، مديناً «العمل غير العقلاني الذي يهدف إلى تحدي النظام الدولي الذي يهدف إلى تغيير الوضع القائم وتعطيل السلام والاستقرار الإقليميين».وأوضح أن «الجيش الوطني يستعد للحرب من دون السعي إلى الحرب». وقال مصدر مطلع، إن الجيش الصيني توغل عدة مرات بشكل سريع داخل الخط الفاصل، الذي يقسم مضيق تايوان، مشيراً إلى أن نحو 10 سفن من البحرية الصينية عبرت لفترة وجيزة الخط الفاصل قبل أن «تبعدها» زوارق البحرية التايوانية.وبقيت سفن عسكرية من الجانبين في المنطقة وقرب بعضها البعض.وذكر المصدر أن العديد من الطائرات التابعة للقوات الجوية الصينية عبرت الخط الفاصل مرات عدة صباحاً ما دفع تايوان إلى نشر طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لتتبع حركة الطائرات الصينية.صواريخ على اليابان
وفي طوكيو، رجّح وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي «سقوط 5 صواريخ صينية في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة». وأضاف: «هذا هو أول حادث من نوعه، وقد قدمت اليابان احتجاجاً عبر الطرق الدبلوماسية».وفي واشنطن، وصف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان المناورات العسكرية الصينية بأنها «غير مسؤولة»، محذراً من خطر خروج الوضع عن السيطرة.وأضاف: «عندما ينخرط جيش في سلسلة أنشطة تشمل إمكان إجراء تجارب صاروخية وتدريبات بالذخيرة الحية وتحليق طائرات مقاتلة في السماء وتحرك سفن في البحار، فإن احتمال حدوث نوع من الحوادث هو أمر حقيقي».كما حض وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم، على ضبط النفس، محذرين من أن الوضع قد يؤدي إلى «زعزعة استقرار المنطقة بالتالي وفي نهاية المطاف إلى حسابات خاطئة ومواجهات خطيرة ونزاعات مفتوحة وعواقب لا يمكن التنبؤ بعواقبها بين القوى الكبرى». واليوم، أُلغي اجتماع بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الياباني على هامش اجتماع «آسيان» في كمبوديا.بيلوسي قلقة
إلى ذلك، تعهدت رئيسة مجلس النواب الأميركي ونظيرها الكوري الجنوبي اليوم، بدعم الجهود المبذولة للحفاظ على قوة ردع قوية ضد كوريا الشمالية وتحقيق نزع سلاحها النووي.وصدر بيان مشترك بعد اجتماع بيلوسي ورئيس الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية كيم جين بيو في سيول، أعربا فيه عن مخاوفهما من تطور التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.وأضاف: «اتفقنا على دعم جهود الحكومتين لتحقيق نزع السلاح النووي الفعلي والسلام من خلال التعاون الدولي والحوار الدبلوماسي على أساس الردع القوي والموسع ضد الشمال».ووصلت بيلوسي إلى كوريا الجنوبية، في وقت متأخر أمس، بعد توقف قصير في تايوان، والتقت بمسؤولي السفارة الأميركية في سيول في وقت سابق قبل محادثات مع كيم ومشرعين آخرين.وقال مسؤول كوري جنوبي، إن بيلوسي تخطط لزيارة المنطقة الأمنية المشتركة قرب الحدود شديدة التحصين بين الكوريتين، التي تنفذ دوريات مشتركة بها قوة تابعة للأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والجنوبية.وستكون بيلوسي أعلى مسؤول أميركي يزور المنطقة بعد الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي التقى بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هناك في عام 2019.وقال نائب مستشار الأمن القومي كيم تاي هيو، إن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول لم يلتق بيلوسي لأنه في إجازة مقررة هذا الأسبوع، لكنه أجرى اتصالاً هاتفياً معها لمدة 40 دقيقة تعهد خلاله بالتعاون الوثيق مع الكونغرس الأميركي في تطوير تحالفهما الاستراتيجي العالمي.وقال يون أيضاً إن زيارة بيلوسي المقررة للمنطقة الحدودية شديدة التحصين بين الكوريتين ستكون «إشارة إلى (عملية) ردع قوية ضد كوريا الشمالية».قدرات الجيشين الأميركي والصيني وفارق النووي
نشر موقع غلوبال فاير باور، المختص بالشأن العسكري للدول، مقارنة بين قدرات الجيشين الأميركي، الأول عالميا بمعدل انفاق 770 مليار دولار، والصيني الثالث بميزانية 230 مليارا، وفقا لإحصائيات 2022.ويصل عدد أفراد الجيش الأميركي إلى 1.832 مليون جندي، بينهم 442 ألفا في قوات الاحتياط، ويمتلك 13247 طائرة حربية، بينها 1957 مقاتلة، و783 طائرة هجومية، و982 طائرة شحن عسكري، إضافة إلى 2661 طائرة تدريب، و5463 مروحية عسكرية، منها 910 مروحيات هجومية.ولديه أيضا أكثر من 6600 دبابة، وأكثر من 45 ألف مدرعة، و1498 مدفعا ذاتي الحركة، و1339 مدفعا ميدانيا، إضافة إلى 1366 راجمة صواريخ، ويضم أسطوله البحري 484 قطعة بحرية، منها 11 حاملة طائرات، و92 مدمرة، و68 غواصة، إضافة إلى 8 كاسحات ألغام.ويبلغ تعداد جنود الجيش الصيني 3.134 ملايين جندي، إضافة إلى 510 آلاف في قوات الاحتياط، ويمتلك 3285 طائرة حربية، بينها 1200 مقاتلة، و371 طائرة هجومية، و912 مروحية منها 281 هجومية، و5250 دبابة، و35 ألف مدرعة، وأكثر من 4120 مدفعا ذاتي الحركة، وقرابة 1730 ميدانيا، و3160 راجمة صواريخ.وتتكون القوة البحرية للأسطول الصيني من 777 قطعة، منها حاملتا طائرات، و79 غواصة، و41 مدمرة، و49 فرقاطة، و36 كاسحة ألغام، وتبلغ ميزانية الدفاع ومعدل الإنفاق السنوي للجيش الصيني 230 مليار دولار.وعلى صعيد الأسلحة النووية، التي تعد عاملا فاصلا في ميزان القوى، يمتلك الجيش الأميركي 3708 أسلحة، في تقدم واضح وكبير على نظيره الصيني الذي يمتلك 350 سلاحا، وفقا لمعهد استوكهولم.