الحزم لا القسوة
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
أما لو كان أحدنا في مجال المسؤولية، وهناك خطة عمل المطلوب منه الالتزام بها، فيجب عليه أن يكون حازماً مع فريق العمل جميعه دون تحيز أو استثناء، ويحرص على أن يؤدي كل فرد مسؤولياته على أكمل وجه دون تأخير، ويتم ذلك عن طريق المتابعة والتوجيه والتشجيع واستخدام أسلوب (منهج) الثواب والعقاب، كما أنه من المهم أن يقوم بمهام مسؤولياته في إطار من المودة والاحترام دون أي تقليل من شأن الموظف، أو إشعاره بفشله، أو التقليل من قدراته أو أدائه، فالحزم هو المطلوب لإنجاز الأعمال لا الشدة والتعسف، فالقائد الناجح حازم بتهذيب دون تساهل أو محاباة لأحد دون الآخرين. وحين يقوم الأبوان أو أحدهما بمتابعة دراسة الطفل، والاهتمام بكيفية قيامه بواجباته المدرسية بدقة دون تساهل، وإصرارهما بحب وهدوء واحترام للطفل، بعيداً عن القسوة والتسلط، على أن يؤدي واجباته قبل أن يلعب على سبيل المثال، فهذا هو الحزم المطلوب في هذه المواقف، كما أنه من الحتمي ألا يكون هناك تغيير لما تعود عليه الطفل إلا في حالات الضرورة كمرضه، حيث يصبح من الطبيعي أن تتغير أوقات الدراسة وتقل ساعاتها، ومن المهم أن نترك للطفل مساحة من الحرية الشخصية بين فترة وأخرى حين يشعر أنه بحاجة لإحداث تغيير في جدوله اليومي، ولكن دون الإخلال به، فلو طلب مثلاً أن يخرج مع أصدقائه قبل إنهاء واجباته، وكان هناك متسع من الوقت، نسمح له بذلك، على أن يحرص حين يعود على القيام بما قام بتأجيل أدائه. فالحزم بأن نكون صارمين مع أنفسنا أو غيرنا، هو سلوك إيجابي محمود، يساعدنا على تنظيم تفاصيل حياتنا، ويسهم بدقة في إنجاز مهامنا، والوصول لتحقيق أهدافنا وطموحاتنا في الوقت المطلوب، وبالطريقة الصحيحة كما رسمناها وأفضل، أما التراخي والتساهل خصوصاً المتكرر منه فهو عدو الإنتاج والنجاح والإنجاز.