إيران: انطلاق مفاوضات فيينا وسط بلبلة شطب الحرس الثوري من قائمة الإرهاب
استُؤنفت مفاوضات فيينا النووية بين إيران والقوى الكبرى بمشاركة الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، أمس، وسط بلبلة بشأن استمرار مطالبة طهران بشطب «الحرس الثوري» من قائمة الجماعات الأجنبية الإرهابية الأميركية. وبعد 5 أشهر على توقّف مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بشأن برنامج إيران الذرّي، واستمرارها بصيغة مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن عبر الوسطاء، نفى مصدر إيراني مطّلع، في حديث مع وكالة إرنا الرسمية، صحة ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية بشأن تخلّي بلده عن مطلبها بإزالة «الحرس» من قائمة الإرهاب.ووصف المصدر المشارك بالوفد التفاوضي الإيراني التقرير الأميركي بأنه «مجرد مزاعم إعلامية». وأضاف أن بلاده «أظهرت حُسن نيتها في المفاوضات، ولديها إرادة جادة للتوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن «الكرة الآن في ملعب أميركا، وإذا أرادوا الوصول إلى اتفاق مع إيران، فعليهم استغلال الفرصة التي منحها لهم أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة والتصرف بمسؤولية».
وكانت «وول ستريت» قد نقلت، أمس الأول، عن مصادر أن إيران وافقت «في الوقت الحالي على التخلي» عن مطلبها بشأن «الحرس»، مشيرة إلى أنها «لا تزال تطالب بضمانات أقوى بأن واشنطن لن تتخلى عن الاتفاقية مرة أخرى، أو تعيد فرض عقوبات على طهران». وفي حين أكد برلماني إيراني أن «المبادرة الأوروبية الجديدة التي تناقش في فيينا حالياً تضمنت مقترحات أفضل بالنسبة إلى طهران»، هدد رئيس منظمة الطاقة الذرّية الإيرانية، محمد إسلامي، بمواصلة توسيع بلده أنشطتها وقدراتها النووية لحين إحياء «الاتفاق النووي» ورفع العقوبات الأميركية.في المقابل، قال مسؤول كبير في الحكومة الأميركية لصحيفة واشنطن بوست بشأن الجولة الحالية من مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، إنه «لیس من المقرر أن نفعل شيئاً مرة أخری في هذه المرحلة، ویجب أن نعرف سریعاً ما إذا كان الاتفاق ممكناً أم لا». وجاء ذلك بالتزامن مع أول لقاء منذ مارس الماضي بين الأطراف التي لا تزال منضوية في اتفاق 2015، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، بمشاركة غير مباشرة لواشنطن من أجل إحياء الاتفاق الذي من شأنه الحؤول دون امتلاك طهران السلاح الذرّي. وفي وقت سابق، كشف المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، أنه يستعد للسفر إلى فيينا، لكنّه أوضح أنه «لا يتوقع إحراز تقدّم كبير».وكتب مالي عبر «تويتر»: «توقعاتنا محدودة، لكنّ الولايات المتحدة ترحب بجهود الاتحاد الأوروبي، وعلى استعداد للمحاولة بحسن نية للتوصل إلى اتفاق. سيتبين قريباً ما إذا كانت إيران مستعدة لذلك».وقال إن المحادثات ستمضي على أساس نص اقترحه أخيراً منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، لإحياء اتفاق 2015 الذي قلّصت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات عنها.في السياق، أكدت السعودية دعمها لـ «جميع الجهود الدولية الرامية لمنع إيران من حيازة السلاح النووي، وتهديد المنطقة والعالم»، وجاء ذلك في كلمة ألقاها مندوب الرياض الدائم لدى الأمم المتحدة السفير د. عبدالعزيز الواصل، خلال الجلسة العامة لمؤتمر المراجعة الـ 10 لمعاهدة عدم الانتشار النووي (NPT) المنعقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس الأول.