«لي بيني»... مذاق حلو بأيدٍ صغيرة
لم يعجز عماد ذو الـ16 عاماً عن التردد على شاطئ «حجرة النص» بولاية تيبازة غرب العاصمة الجزائرية، فرغم حرارة الصيف اللافحة، فإنه ليس كأقرانه وأصدقائه الذين يذهبون إلى البحر للاستجمام، بل فضّل أن يشتغل ويُسهم في تحسين مدخول لأسرته، إذ يبيع القليل من الفطائر الساخنة والخبز التقليدي الذي تُعده والدته في فجر أيام شهرَي يوليو وأغسطس، منتهزاً الفرصة لتوافد آلاف المصطافين والسياح على المكان، وبيع ما تيسّر له من المواد الغذائية التي يكثر الطلب عليها. يقول عماد، في تصريح نقلته «العربية نت»، أمس، إنه تعوّد على هذا المكان وغيره من الشواطئ المحاذية لبلدته سيدي راشد، التابعة إدارياً للولاية الساحرة، لافتاً إلى أنه منذ نعومة أظافره وهو يشتغل خلال فصل الصيف وفي المواسم، بعد أن توفي والده وهو ذو 7 سنوات، ليجد نفسه اليوم رب الأسرة ومعيلها الوحيد بين 3 إخوة آخرين، هو كبيرهم.
ويقبل الجزائريون على شراء الفطائر الساخنة، أو ما تعوّد على تسميتها بـ «لي بيني»، إذ تزدهر في هذا الفصل المهن الموسمية التي يحترفها أطفال صغار لكسب قوتهم اليومي.ويحمل هؤلاء الأطفال أواني من النحاس الأبيض ويرتدون ملابس خفيفة وأحذية بلاستيكية مع قبعة تقيهم حرارة الشمس، ويجوبون الشواطئ ذهاباً وإياباً، طلباً للفت انتباه الزبائن من بين المصطافين من الشباب والعائلات، وهم يرددون «ليبني سخون شِكولا معجون».