الصدر يزور السيستاني... واعتصام أنصاره يدخل أسبوعه الثاني
المبعوثة الأممية تقود وساطة تشمل حواراً عراقياً شاملاً
بعد يومٍ من توجيهه رسالة لا لبس فيها إلى إيران بأن العراق هو عاصمة التشيع وقادته ليسوا تبعاً لأحد، قام زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أمس بزيارة هي الأولى من نوعها منذ أشهر للمرجع الديني الأعلى علي الحسيني السيستاني، في منزله بمدينة النجف المقدسة، في حين دخل اعتصام أنصار الصدر المدعومين بالحراك الشعبي ووفود القبائل داخل المنطقة الخضراء أسبوعه الثاني.وغداة عرض جديد للقوة شمل مشاركة عشرات الآلاف في صلاة الجمعة الموحدة داخل المنطقة الخضراء المحصّنة وسط بغداد، توجه الصدر إلى النجف، وهو يستقل سيارة والده القديمة، تلبيةً لدعوة المرجع السيستاني لحضور مراسم العزاء الحسيني أول مجلس عزاء عاشوراء تزامناً مع شهر المحرم.ورغم أن حضور مجلس العزاء الحسيني، الذي يقيمه المرجع السيستاني في منزله سنوياً مفتوح أمام الجميع، فقد حظي لقاؤه مع الصدر باهتمام بالغ الأهمية، خصوصاً لتوافق إرادة الطرفين المسبق على قاعدة المجرب لا يُجرَّب، التي تتطلب خروج عرّاب الإطار التنسيقي الموالي لإيران رئيس الحكومة الأسبق زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من المشهد السياسي.
ووفق مقرب من وزير الصدر، فإن زعيم التيار حضر إلى دار المرجعية في النجف لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، رضي الله عنه، مع آله وصحبه في معركة كربلاء عام 61 للهجرة، إثر دعوة وُجِّهت إليه من السيستاني، والتي يحييها الشيعة كل عام في مجالس العزاء. وعلّق القيادي في التيار الصدري جابر الخفاجي، على الزيارة، بقوله: «السيد مقتدى الصدر المرجعية تحترمه وتستقبله، والشعب يحبه ويريده، وأما الفاسدون والمطرودون والمنبوذون فلا عزاء لهم». وفي خضم صراع مفتوح على كل الاحتمالات بين الصدر وقادة «الإطار»، خصوصاً المالكي، أعلن عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة، رحيم العبودي أمس، تقديم المبعوثة الأممية جينين بلاسخارت مبادرة لحل الأزمة السياسية، يتمثل إطارها العام في عقد مؤتمر للحوار تشرف عليه الأمم المتحدة، وتشارك فيه جميع الأطراف الشيعية والسنية والكردية.وأكد العبودي أن بلاسخارت تتوسط حالياً بين الأطراف الشيعية وزيارتها للصدر في منزله بمنطقة الحنانة بالنجف تأتي ضمن مبادرة لحل الأزمة السياسية، موضحاً أن الزيارة المرتقبة لزعيم تحالف الفتح هادي العامري للصدر مرتبطة بنتائج لقاء المبعوثة الأممية مع «الإطار». في المقابل، اعتبر عضو ائتلاف دولة القانون عباس المالكي، أمس، أن ممثلة الأمم المتحدة جزء من التدخلات الخارجية في الشأن العراقي. وقال المالكي، لشبكة «بغداد اليوم»: «لا نعرف ماذا جرى في لقاء الصدر وبلاسخارت، ولكن من الواضح أنها تميل لجهة سياسية على حساب أخرى، رغم أنها من المفترض أن تكون حيادية وبعيدة عن التدخل في الشأن العراقي الداخلي، لأننا غير قاصرين، والعراق غير خاضع للانتداب، كما أن مسألة الانتخابات والسيادة شأن داخلي، ويجب ألا يتدخل فيه أي طرف خارجي». وأضاف: «نلحظ وجود تدخل في الشأن العراقي من دول عظمى وإقليمية، وبلاسخارت جزء من هذا التدخل».