تايوان تنظم مناورات مضادة وتتهم الصين بالإعداد لغزوها
رداً على إطلاق الصين أكبر مناوراتها العسكرية الجوية والبحرية حول تايوان الأسبوع الماضي، في رد غاضب على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي للجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، أجرى الجيش التايواني، أمس، مناورات عسكرية بالذخيرة الحية في مقاطعة بينغتونغ، جنوب البلاد، شملت محاكاة للدفاع عن الجزيرة ضد غزو صيني اتهمت تايوان بكين بالإعداد له.وتخلل هذه المناورات إطلاق صواريخ مضيئة وقصف مدفعي، واستقطبت العديد من المتفرجين، وقال وزير خارجية تايوان جوزيف وو، أمس، خلال مؤتمر صحافي في تايبيه، «استخدمت الصين المناورات وخططها العسكرية للإعداد لغزو تايوان»، مؤكدا أن «نية الصين الحقيقية هي تغيير الوضع القائم في مضيق تايوان والمنطقة كلها».وجدد وو إدانته للمناورات الصينية التي استمرت حتى أمس الأول، رغم إعلان بكين في البداية أنها ستنتهي في اليوم السابق، مشيرا إلى أنها أعاقت أحد أكثر طرق الشحن البحري ازدحاما في العالم.
وشكر الحلفاء الغربيين، ومن بينهم بيلوسي، لأنها صمدت في وجه الصين، متابعا: «هذا يبعث أيضا برسالة واضحة إلى العالم بأن الديموقراطية لن تخضع لترهيب الاستبداد».في المقابل، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين، خلال مؤتمر صحافي، أمس، بأن «أي محاولة بالقوة المسلحة لمعارضة مسار التاريخ وإعادة التوحيد ستواجه حتما معارضة حازمة من الشعب الصيني بأسره، وسيكون ذلك مبالغة في تقدير قدراتكم، وتعبيرا عن التهور والفشل». وأكد الجيش الصيني أن التدريبات ستتواصل بمشاركة القوات الجوية والبحرية. وترى واشنطن أن خطر حصول مزيد من التصعيد من جانب بكين ضئيل.وقال الرئيس الأميركي جو بايدن: «أنا غير قلق لكني غير مرتاح بسبب تحركاتهم الكثيفة. لكني لا أظن أنهم سيقومون بالمزيد».من ناحيتها، دافعت بيلوسي، أمس، عن زيارتها لتايوان ووصفتها بأنها تستحق القيام بها «قطعا»، وقالت: «لا يمكن أن نسمح للحكومة الصينية بعزل تايوان. لن يحددوا من الذي يمكنه الذهاب إلى تايوان».في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الولايات المتحدة لا تزال متمسكة بتقييمها بأنه من غير المحتمل أن تسعى الصين للسيطرة عسكريا على تايوان خلال العامين المقبلين.وقال وكيل الوزارة كولن كال، في مؤتمر صحافي في مقر «البنتاغون» بواشنطن، إن التوتر الحالي «أزمة مصطنعة، وكل ما سأقوله هو أننا لن نأخذ الطعم ولن ينجح هذا الأمر»، متهما الصين بأنها «تحاول ممارسة الإكراه على تايوان والمجتمع الدولي».وأضاف كال: «سنواصل الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح لنا القانون الدولي بذلك، وهذا يشمل مضيق تايوان، وسنواصل الوقوف إلى جانب حلفائنا وشركائنا في المنطقة».