في الصميم: «أنت عربي فكلمني عربياً»
لم تحظَ أي لغة على وجه البسيطة بشرف ومجد كما حظيت به اللغة العربية، فهي وقبل كي شيء لغة القرآن، إنها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم على خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فلا توجد لغة في العالم كُتِب كتابها السماوي بلغة أمة بعينها كالقرآن، وهي لغة كل بلد عربي، رغم كثرة الخلافات والصراعات والتناحر، وحتى الحروب بينها، وهي إحدى اللغات الرسمية القليلة المعتمدة في الأمم المتحدة.لم توجد لغة في العالم تعلم منها وكتب بها غزاة كاللغة العربية، كالتتار والعثمانيين، ليس هذا فقط، لكن كثيراً من البلاد الآسيوية التي تم فتحها على يد العرب المسلمين لا تزال تكتب بالأحرف العربية، ومنها إيران، وتركيا حتى عهد أتاتورك.للغة العربية تأثير كبير على باقي اللغات خصوصاً في المفردات اللغوية، والتأثير الرئيسي لها واضح في الدول التي كانت تحت الحكم الإسلامي، فهي مصدر رئيسي لمفردات وحروف لغات عدة مثل الكردية، والفارسية، والبشتونية، والأردو، والبنجابية، والسندية، والتركية، والإسبانية، والهندية، والبرتغالية، والكتالونية، والملاوية، والإندونيسية، إضافة إلى اللغة المالطية المشتقة من اللغة العربية وهذا أمر غريب، فكثير من الدول الآسيوية والأوروبية تحتوي لغاتها على مفردات عربية كثيرة، وبنسب متفاوتة تصل في بعضها إلى 30 في المئة، كالفارسية والتركية والإسبانية والبرتغالية.
فيجب على العرب أن يفخروا بلغتهم العربية لغة القرآن، ولا يجب عليهم أن يفرطوا فيها مهما كانت الظروف والضغوط، والتأثير الأجنبي المركز على الناطقين بها، فالملاحظ الآن كثرة المحادثة بين النشء فيما بينهم، وحتى مع بعض أولياء أمورهم، باللغة الإنكليزية تحديداً، رغم جزالة وجمال وسلاسة اللغة العربية. اللغة العربية لغة صعبة جداً على غير الناطقين بها، ولكننا نرى كثيراً من الدول والمعاهد الأجنبية تحرص على تعلمها، لأسباب كثيرة، منها السياسي ومنها الرغبة بها لجمالها، أفليس من باب أولى أن يتمسك ويتحدث بها أبناؤنا؟هناك حاجة ماسة يجب القيام بها من جانب الجهات المختصة في كل الدول العربية لحماية لغتنا الأم من التأثيرات الخارجية، يجب تشكيل لجنة مشتركة لدراسة هذه الظاهرة الدخيلة وأسبابها على أبنائنا تحديداً.