عن الاغتراب البيئي... الهيدروجين التركوازي
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
تخسر المصافي النفطية ومراكز تجميع البترول دولارات كثيرة بشكل يومي بسبب حرق الغازات الهيدروكربونية دون الاستفادة الحقيقية منها، وهنا تكمن أهمية مثل هذه التقنيات في إنتاج الهيدروجين التركوازي فيمكن إنتاج وقود الهيدروجين الضروري للمنشآت النفطية من جهة والاستفادة من هذه الغازات من الجانب الآخر كذلك، فضلاً عن أن مثل هذه الطرق يمكنها أيضا أن تنتج «أسود الكربون» الذي يمكن أن يسوق كمنتج بشكل فردي كذلك. وإذا ما استعرضنا منافع تلك التقنية بشكل أكثر إسهابا، فسنجد أن الهيدروجين وبنحو 95 في المئة في العالم ينتج من خلال التكسر البخاري (الهيدروجين الرمادي) والذي يعد من أكثر الطرق استهلاكا للطاقة، إذ إن التفاعل الخاص بها ينتج ما يفوق 12 كغم من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلو هيدروجين أيضا، أي يجب أن يتم التقاط وحجز هذا الكربون لتصبح العملية أكثر صداقة للبيئة (الهيدروجين الأزرق). أما في حال الهيدروجين التركوازي فلن يتم إنتاج وانبعاث الكربونات نهائيا بل تترسب على شكل أسود الكربون الذي يعد منتجاً حيوياً مهماً في الأسواق بل وننتج معه الهيدروجين كذلك من النفاية الغازية أو غاز الميثان. متى نفكر باللون التركوازي في المنطقة لإنتاج الهيدروجين قبل أن نفكر به كلون لديكورات غرف النوم؟! أعتقد أن الأول أكثر أهمية بكثير من الثاني في ظل تسارع العالم في هذا المجال. على الهامش: المملكة العربية السعودية تعلن تدشين مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مدينة (نيوم) بسعة تشغيل تتجاوز الطن سنوياً بدءاً من عام 2026 مستعينين بالطاقة البديلة المتجددة لتشغيل المحطة. نبارك للمملكة هذا الإعلان وأتمنى أن تحذو كل دول الخليج العربي هذا الحذو وتحضر الافتتاح من خلال مسؤوليها لعلهم يدركون أهمية ما تقوم به المملكة الآن.هامش أخير: ألقاكم أعزائي القراء في أكتوبر بإذن الله لأطل عليكم عندئذ من خلال هذا العمود... سأكون في إجازة لممارسة أعمال لا تحتمل التأجيل فدمتم جميعاً بود.