أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون المنظمات الدولية ميشيل جي. سيسون أن «الكويت والولايات المتحدة لديهما مصلحة مشتركة في إحراز تقدم في مكافحة انعدام الأمن الغذائي»، مشيرة إلى أن «الحكومة الكويتية لجأت إلى التقنيات المبتكرة والزراعة المستدامة، وكل هذا يمكن تطبيقه على المستوى الدولي».وفي لقاء حصري مع «الجريدة» في ختام زيارتها للكويت التي استمرّت يومين، اجتمعت خلالها مع عدد من المسؤولين، على رأسهم وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر، قالت سيسون إن «كرم الكويت وشعبها امتد منذ عام 1961 إلى أكثر من 100 دولة حول العالم»، كما أن «الكويت كانت وما زالت سخية جداً فيما يتعلق بالمساعدات الغذائية، وهي من أوائل الدول التي وقعت خريطة طريق للأمن الغذائي العالمي».
وإذ شدّدت على أن «الكويت تروّج التكنولوجيا وتشجع إنتاج الأسمدة والاستثمار في منظومات الغذاء المرنة، وتعتبر أيضاً دولة رائدة في مجال التنمية المستدامة وتدعم بشدة جميع صناديق الأمم المتحدة وبرامجها ووكالاتها الموجودة فيها»، أكدت أن «الولايات المتحدة والكويت ملتزمتان علناً بتنفيذ أجندة عام 2030 المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة» كما أن الكويت تدعم بقوة الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، مشيرة إلى أن الصحافة الكويتية «أدهشتني فهي تغطي القضايا نفسها التي تحتل صدارة مناقشات الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف وعواصم أخرى». وفيما يلي نص الحوار:• عقب لقائك وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر ومسؤولين آخرين، ما أهم الموضوعات التي ناقشتموها؟- بداية، أشكرك كثيراً على الوقت الذي اقتطعته لمناقشتي هذا المساء. بالطبع كانت لي مقابلة ممتازة مع وزير الخارجية ومسؤولي الصندوق الكويتي (للتنمية الاقتصادية العربية) ومع مساعدي وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية والأميركتين، وفي الحقيقة مع فريق الأمم المتحدة أيضاً، للحديث عن كيفية تعاون الولايات المتحدة والكويت معاً، ليس فقط على المستوى الثنائي، بل أيضاً كيف نتعاون بشكل متعدد الطرف في إطار منظومة الأمم المتحدة.وكانت النقطة الأولى التي أشرت إليها في كل اجتماع، هي التعبير عن الشكر الجزيل على الشراكة الثنائية بين الكويت والولايات المتحدة، ثم الشراكة التي تجمعهما في المنظمات متعددة الأطراف، لا سيما أن الكويت رائدة وشريكة في مجالات التنمية، إلى جانب ريادتها في المجالات متعددة الأطراف.
تغيير في الكويت بعد 10 سنوات
• قالت سيسون: أنا مسرورة جداً بأنني عدت إلى الكويت لأنني في الواقع لم أزرها منذ نحو 10 سنوات. وقد لاحظت الكثير من البنايات والكثير من التطورات هنا في مدينة الكويت، وهذا تغيير كبير مقارنة بالمرة السابقة.• فور انتهاء سيسون من الحديث مع«الجريدة»، توجّهت إلى المطار للعودة إلى واشنطن في ختام جولتها، التي بدأتها في الثاني من أغسطس الجاري وقادتها إلى الهند وبنغلادش وختامها في الكويت.
لذلك، فإنني كنت محظوظة بالمشاركة في المحادثات متعددة الأطراف خلال الحوار الاستراتيجي الذي جرى بين الولايات المتحدة والكويت في وقت سابق من هذا العام، وأنا سعيدة جداً بوجودي هنا شخصياً، وأنه أتيحت لي الفرصة للجلوس مع وزير الخارجية ومساعديه.وأثمِّن بشدة الدور الذي تؤديه دولة الكويت في إطار منظومة الأمم المتحدة. وقد منحتني زيارتي هذه فرصة للجلوس والاستماع إلى القيادة الكويتية حول نهجها إزاء الأمم المتحدة، وتحديداً حول قضايا مثل: الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، ودعم نزاهة الأمم المتحدة، والحديث عن الأرضية المشتركة التي نتشاركها ضمن المنظومة الدولية القائمة على القواعد. وقد أجرينا محادثات جيدة جداً حول السبل التي يمكننا من خلالها مكافحة انعدام الأمن الغذائي العالمي الذي يؤثر على العديد من الدول حول العالم في الوقت الراهن، والتعاون في مجال الأمن الصحي العالمي ليس فقط في ما يتعلق بجائحة «كورونا» بل أيضاً العديد من الأمراض المعدية الأخرى، وربما التغذية أيضاً، وبالطبع تعزيز التنمية المستدامة والاستجابة لأزمة المناخ العالمية.وكانت هذه إجابة طويلة عن سؤالك حول الموضوعات المهمة التي تمت مناقشتها. لكن في الحقيقة، كان الأمر يتعلق أيضاً بالتأكد من أن نسمع مباشرة من القيادة الكويتية حول الأولويات، وحول الكيفية التي يمكننا أن نعمل بها معاً من أجل دعم الفئات الأكثر ضعفاً في العالم، هؤلاء الذين يتأثرون هذه الأيام بانعدام الأمن الغذائي وبالتهديدات الصحية العالمية وأزمة المناخ. أزمات متنوعة
• تمحورت جولتك في الهند وبنغلادش حول مناقشة قضايا تشمل: حفظ السلام والأمن الغذائي وأزمة المناخ ودعم اللاجئين وحقوق الإنسان والصحة العالمية. كيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد الكويت في موضوع الأمن الغذائي؟- نعم، وهذه قضية كبيرة هذه الأيام. فكما تعلم، الولايات المتحدة والكويت لديهما مصلحة مشتركة في إحراز تقدم في هذا المجال، وفي مكافحة انعدام الأمن الغذائي، إذ شهدنا أزمة غذائية متسارعة خلال السنوات القليلة الماضية.وجاءت أزمة الغذاء العالمية مدفوعة بتأثيرات المناخ، إذ تأثرت بعض مناطق العالم بالجفاف وتأثرت مناطق أخرى بالفيضانات. وبهذا لدينا تأثيرات المناخ، وبالطبع تأثيرات جائحة كورونا وتعطل سلاسل الإمدادات والتوريد، وهي أمور تسببت في تعطيل الكثير من الإنتاج في مجالات الصناعة. والآن أصبحت لدينا الصراعات، بما في ذلك حرب روسيا على أوكرانيا. وهكذا، فلدينا جائحة كورونا والصراع الذي أدى إلى تسريع أزمة الغذاء في جنوب الصحراء الإفريقية، وفي جنوب آسيا، وفي الشرق الأوسط، بل في جميع أنحاء العالم.وعلى الرغم من أننا والكويت نتعاون بشكل وثيق لدعم وكالات الأمم المتحدة التي تتصدى لمثل هذه القضايا - مثل برنامج الأغذية العالمي (WFP)، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD)، فإننا ما زلنا نرى أن مؤشر الأسعار الذي تصدره منظمة الأغذية والزراعة ما زال يُظهر أن أسعار المواد الغذائية أعلى حالياً بنسبة 17% في جميع أنحاء العالم مما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي، على الرغم من بدء تراجعها إلى حد ما. وهذا يؤثر على الكثير من الناس والمجتمعات في أرجاء العالم، إذ تضاعفت أسعار الأسمدة منذ العام الماضي. ثم أننا بالطبع نحتاج إلى وقود لنقل الغذاء من مكان إلى آخر. وهكذا، فإن كل هذه القضايا مجتمعة أسهمت في تفاقم المشكلة.لذلك، ينبغي أن أقول إننا ممتنون جداً لدولة الكويت. فكما تعلمون، أطلقت الولايات المتحدة خريطة طريق للأمن الغذائي العالمي خلال رئاستنا في مايو لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومن بين أكثر من 100 دولة كانت الكويت من بين أوائل الدول التي وقعت على تلك الخريطة، ونحن نقدر ذلك حقاً.وتتمحور خريطة الطريق تلك حول دعوة المجتمع العالمي إلى العمل وزيادة المساعدات الغذائية الإنسانية. وهذا جزء كبير من الخريطة بالطبع، لكن الأمر يتعلق أيضاً بإبقاء الأسواق مفتوحة، كما يتعلق أيضاً بزيادة إنتاج الأسمدة، وبالاستثمار في مرونة النظم الغذائية، فكل هذه الجوانب هي سبل نريد العمل من خلالها مع دولة الكويت من أجل معالجة هذه القضية المهمة.وأنا أعلم أن قيادة وحكومة الكويت لجأت إلى الابتكار والتقنيات المبتكرة والزراعة المستدامة لمعالجة القضايا المحلية في الكويت وقضايا الغذاء، وكل هذا يمكن تطبيقه على ما أعتقد على المستوى الدولي أيضاً، خاصة عندما ننظر إلى الابتكار.وبالطبع، كانت الكويت وما زالت سخية جداً في هذا الصدد، لا سيما فيما يتعلق بالمساعدات الغذائية من خلال برنامج الغذاء العالمي، لكنها تروج أيضاً للتكنولوجيا، وتشجع إنتاج الأسمدة، والاستثمار في منظومات الغذاء المرنة. لذلك، فإنه كل اجتماعاتي في الكويت شهدت طرح ومناقشة جوانب الأمن الغذائي.• الآن، لنأخذ موضوعاً آخر يتعلق بتقرير الاتجار بالبشر الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية، الذي اعتبر أن حكومة الكويت لم تفِ بالمعايير الدنيا لمكافحة الاتجار بالبشر. ما رأيك في الجهود التي تبذلها الكويت لحماية حقوق الإنسان بشكل عام؟- اسمح لي بأن أبدأ بموضوع حقوق الإنسان بشكل عام. فلقد لاحظت في يونيو من العام الحالي أن مواطنة كويتية ستصبح للمرة الأولى في لجنة الأمم المتحدة لحقوق ذوي الإعاقة. إنها السيدة رحاب بورسلي، وهي أول امرأة كويتية ستشغل هذا المنصب وستنضم إلى عضوية لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للفترة من 2023 إلى 2026. وهكذا، فإن هناك اهتماماً توليه دولة الكويت لهذا الجانب من حقوق الإنسان المتعلق بذوي الإعاقة، لكن هناك أيضاً العديد من الجوانب الأخرى لحقوق الإنسان التي نغطيها في منظومة الأمم المتحدة، وهي الجوانب التي نناقشها في المجال متعدد الأطراف، وارتأيت أن هذا الأمر يستحق الإشادة والتنويه حقاً.أما فيما يتعلق بمسألة الاتجار بالبشر التي ذكرتها، فبالطبع نحن في جميع أنحاء العالم نتعامل مع الحكومات ومع أصحاب المصلحة في المجتمع المدني ومع أصحاب المصلحة الآخرين بشأن أهمية مكافحة الاتجار بالبشر. وجوانب الحماية والوقاية والملاحقة القضائية هي من القضايا التي نناقشها مع دول عدة حول العالم. وأنا أعلم أن سفارتنا تناقش أيضاً هذه القضايا هنا مع أصحاب المصلحة المعنيين وتتفاعل إلى حد كبير بهذا الخصوص مع جميع أصحاب المصلحة هنا في الكويت.الصحافة الكويتية
• وما رأيك في حرية التعبير وحرية الصحافة في الكويت؟- كنت مندهشة جداً هذا الصباح، فبينما كنا ننتقل من اجتماع إلى آخر، كان هناك عدد من الصحف الكويتية، وكنا نطالع الصفحات الأولى. وقد لاحظت أن مسألة تأثير المناخ على الأمراض المعدية - أي تأثير المناخ على الصحة - كان موضوع إحدى المقالات على إحدى تلك الصفحات الأولى. وبعد ذلك، كانت هناك صفحة أولى أخرى تشير إلى إحدى القضايا التي ناقشها مجلس الوزراء الكويتي وتعنى بالأمن الغذائي. وعند ذلك قلت لنفسي: إننا هنا نرى القضايا نفسها التي تحتل صدارة ومحور المناقشات في الأمم المتحدة، في نيويورك، وفي جنيف، وفي عواصم أخرى للأمم المتحدة، وتغطيها الصحافة الكويتية في الواقع من خلال وسائل الإعلام هنا كل يوم. وهذا الأمر ارتأيت أنه مثير للاهتمام بشكل خاص.جهود إنسانية
• ما تقييمك لدعم الكويت للاحتياجات الإنسانية ولمنظمة الصحة العالمية وجهود حفظ السلام حول العالم؟-اسمح لي أن أبدأ بالحديث عن الجانب الإنساني من خلال التنويه بالنقاش القوي جداً الذي أجريناه في صبيحة هذا اليوم مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي هو شريك تنموي منذ أمد طويل. وأنا أدرك تماماً أنه منذ عام 1961، أي منذ زمن طويل، امتد كرم الكويت وكرم الشعب الكويتي وما زال يمتد إلى أكثر من 100 دولة. وحالياً، هناك مشاريع يموّلها الصندوق في مجال الطاقة والتعليم والصحة، وهي المشاريع التي تعمل على النهوض بالمجتمعات والفئات السكانية الأكثر ضعفاً.وقد تحدثنا أيضاً عن بعض المشاريع الأخيرة في أماكن مثل اليمن ولبنان ومساعدة السوريين، خاصة بالمساعدات الإنسانية، ومساعدة لاجئي الروهينغا. وقد أدهشتني جداً تلك الشراكة الطويلة الأمد وتلك الروح الريادية التي يتحلى بها الصندوق الكويتي للتنمية في مجال التنمية.لكن هناك أيضاً حقيقة أننا الآن - ومنذ نوفمبر 2020 - أبرمنا مذكرة تفاهم بين الصندوق الكويتي للتنمية وبين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID). وهكذا، فإننا شركاء بكل معنى الكلمة في منظمة الصحة العالمية، وأشكرك على إثارة هذا الموضوع. وتناقشنا عن الدور المهم لمنظمة الصحة العالمية الآن في الاستعداد لأي جائحة مستقبلية والوقاية منها. ونحن تعلمنا الكثير خلال جائحة كورونا، ونريد أن نتأكد من معالجة الثغرات التي لاحظناها في العديد من الدول التي نساعدها داخل المنظومة العالمية المتعدد الطرف، وهي المنظومة التي تجعل منظمة الصحة العالمية مناسبة للغرض.وبينما دعمت الولايات المتحدة إطلاق صندوق جديد تابع للبنك الدولي للوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة، وهو الصندوق المالي الوسيط، الذي سيتم إنشاؤه في هذا الصيف بتمويل أولي يزيد عن مليار دولار للتعامل مع مسألة الوقاية من الأوبئة والتأهب والاستجابة لها، وهكذا، فإن لدينا إجراءات جارية في البنك الدولي بالتعاون مع الدول الشريكة، وقد خصصنا 450 مليون دولار لهذا الصندوق الجديد، ونشجع الشركاء الآخرين على الانضمام إليه. وفي مايو الماضي، قمنا خلال اجتماع منظمة الصحة العالمية بتعزيز اللوائح الصحية الدولية، وهو أمر مهم جداً في إطار هذا الهيكل الصحي العالمي. وفي سبتمبر المقبل، سترون في نيويورك، خلال أسبوع جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التركيز على الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، لأن هذا عنصر أساسي. وبالطبع، لا يقتصر الأمر على جائحة كورونا فحسب، بل لدينا العديد من الأمراض الأخرى التي نحتاج إلى العمل معاً لنمضي قدماً في المسار الصحيح نحو بناء منظومات مرنة للسلامة والأمن الصحي الآمن للمجتمعات السكانية في شتى أنحاء العالم. ومن هذا المنطلق، نحن نتعاون مع الكويت في جميع هذه المجالات، بما في ذلك الأمن الغذائي والأمن الصحي العالمي والإنساني، وغير ذلك الكثير.«أطعموا المستقبل»
• كيف تتعامل الإدارة الأميركية مع قضية انعدام الأمن الغذائي المزمن ومكافحته في الدول الأخرى حول العالم؟- نعم، أشكرك على هذا السؤال. ومرة أخرى فإنه صحيح أن لدينا هذا التركيز على الغذاء والمساعدات الغذائية الإنسانية، وإبقاء الأسواق مفتوحة، وزيادة إنتاج الأسمدة والاستثمار في النظم الغذائية، كما أن القدرة على الصمود أمر بالغ الأهمية. لكننا نحتاج أيضاً إلى النظر في حلول طويلة المدى. ولذلك فلدينا المبادرة التي تحمل اسم «أطعموا المستقبل»، واستثمرنا فيها حوالي 5 مليارات دولار على مدار خمس سنوات، ونعمل في أكثر من 35 دولة.بيئة نظيفة وصحية حول العالم
أكدت سيسون دعم بلادها لتطلعات الساعين بجهد من أجل بيئة نظيفة وصحية حول العالم، وقالت إنه «في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كان هناك قرار تم تمريره. وقدَّرنا حقاً الدعم من جانب الكويت في هذا الشأن، لأن الولايات المتحدة - تماماً مثل الكويت - تدعم بقوة الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة.ونحن منذ أمد طويل ندرك العلاقة بين حقوق الإنسان وحماية البيئة. وهكذا، فنحن لدينا تاريخ في تعزيز حماية البيئة، ونؤمن بأن كل شخص يجب أن يعيش في بيئة صحية، وأن البيئة الصحية تدعم رفاهية الناس في جميع أنحاء العالم وتعزز التمتع الكامل بحقوق الإنسان.لذلك، فإننا أيدنا ذلك القرار الأممي بشدة لأن تطلعاته وطموحاته مهمة. وكان التصويت بالموافقة عليه ساحقاً في نيويورك. وبالطبع، فإن الكويت والولايات المتحدة كانتا ضمن عدد كبير ضم أكثر من 100 دولة أيدت هذا القرار».
لكننا الآن نتحدث مع الكويت ومع شركاء آخرين لأننا نريد توسيع نطاق عملية الأمن الغذائي الطارئة هذه في الدول التي تعاني انعدام الأمن الغذائي بشكل خطير. وقد كنت في روما أخيراً في مقر برنامج الأغذية العالمي، ولديهم هناك شاشة حيث ترى اللون الأحمر الذي يعبر عن المستويين الرابع والخامس كتحذير، ثم هناك اللون الأصفر. وهكذا فإن المرء يقلق عندما يرى تحول اللون الأصفر إلى اللون الأحمر في أجزاء كثيرة جداً من العالم. وبالطبع أنا أعلم أن كرم دولة الكويت يمتد إلى دعم جميع وكالات الأغذية الثلاثة التابعة للأمم المتحدة، ألا وهي: برنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ليس فقط بالمساعدات الغذائية ولكن في مجالات مهمة مثل إدارة التربة ورسم خرائط التربة من أجل تقنيات الزراعة الذكية، وخصوصاً لصغار المزارعين الريفيين. وأعتقد أن كل هذا مجتمعاً هو مجال آخر يمكن للولايات المتحدة والكويت معاً أن يستطيعا من خلاله جلب الكثير للمنظومة العالمية متعددة الطرف في ما يتعلق بالأمن الغذائي. تنمية الدول الفيرة
• ما رأيك في دعم أهداف التنمية المستدامة للدول الفقيرة؟- الواقع أن أهداف التنمية المستدامة الواردة ضمن أجندة عام 2030 هي مجال آخر تتعاون فيه الولايات المتحدة والكويت. وأنا أعلم أن الدولتين ملتزمتين علناً بتنفيذ أجندة العام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.وخلقت جائحة كورونا، تحديات إضافية وبعض الانتكاسات في تحقيق تلك الأهداف، وذلك لأن ارتفاعات أسعار السلع وأسعار الغذاء والوقود تسببت في عرقلة قدرة بعض الدول على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.ولذلك، نحن الآن بحاجة إلى النظر في كيفية تعاوننا مع الدول حول العالم حتى نستفيد من مصادر الاستثمار، ونزيد من استخدام التمويل المختلط، ونعيد النظر في قضايا مثل سندات التنمية المستدامة. كما أننا ننظر في آليات أخرى للانطلاق.وكما هو معلوم، فإن الكويت هي دولة رائدة في مجال التنمية المستدامة. وأعتقد أن العامين المنصرمين كانا مليئين بالتحديات بسبب جائحة كورونا، لكنني أعتقد أننا إذا عملنا على رفع درجة هذه الأولويات داخل الأمم المتحدة وضمن محادثاتنا مع الدول في جميع أنحاء العالم، فسيكون باستطاعتنا أن نفعل الأمر نفسه مع أجندة 2030.رسالة سيسون للكويت
في ختام اللقاء وجهت سيسون رسالة للكويت مفادها بأنه «من المهم جداً أن نواصل العمل والتعاون في ما بيننا كشركاء، على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف من أجل مواجهة جميع التحديات، التي ركزنا على مناقشتها خلال زيارتي، ألا وهي: الأمن الغذائي، والصحي، وأزمة المناخ، ودعم النزاهة في منظومة الأمم المتحدة، والتمسك بميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على السيادة وسلامة الأراضي وحماية حقوق الإنسان. وكل هذه قيم تتشاركها الكويت والولايات المتحدة، لذلك، فمن دواعي سروري أن أكون قادرة على المجيء إلى هنا شخصياً وحضور اجتماعات والتناقش والتعاون بشأن السبل التي يمكننا من خلالها المساعدة في رفع درجة هذه الأولويات ضمن المنظومة العالمية متعددة الأطراف».
ولهذا ينبغي أن أقول إنني كنت اليوم في ممثلية الأمم المتحدة هنا في الكويت. وبالطبع، فإن حكومة الكويت تدعم بشدة جميع صناديق الأمم المتحدة وبرامجها ووكالاتها الموجودة في الكويت، حيث تعمل على المستوى الإقليمي وتعمل على تطوير السياسات وتعمل على تقديم الدعم الإنساني للمجتمعات المحتاجة في جميع أنحاء العالم. وبالمناسبة، أثناء الدخول بالسيارة إلى مبنى الممثلية يمكنك أن ترى أهداف التنمية المستدامة مكتوبة على المبنى، وهذا أمر رائع حقاً. أعتقد أن كل سائق في الكويت يرى هذا كل يوم يقود سيارته. يرى جميع أهداف التنمية المستدامة الـ 17. وهذا أمر جيد جداً.شكر وتقدير
شكر كبير لفريق السفارة الأميركية والمؤلف من: الملحقة الثقافية كاثرين غاري، وكريستين بوروسكي، وفارس الصلاحات، مسؤول الديجيتال ميديا، وعادل إبراهيم متخصص العلاقات العامة، الذين حرصوا على إتمام وإنجاح هذا اللقاء.