مقتل 41 مصرياً بكنيسة إمبابة والسيسي يسرّع الإغاثة
الرئيس للوزراء الجدد: تحقيق استراتيجيات الدولة وحماية مصالحها وإدراك حجم المسؤولية
لقي 41 شخصا على الأقل مصرعهم، إثر حريق ضخم في كنيسة بحي إمبابة الشعبي بالجيزة اليوم، بينهم كاهنها، وهرعت أجهزة الدولة للسيطرة على الحريق والكشف عن أسباب الحادث، بينما حلف الوزراء الجدد اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية.
في واحد من أحياء العاصمة المصرية الأكثر ازدحاما واكتظاظا بالبشر، تعالت الصرخات في كنيسة صغيرة بشوارع حي إمبابة الشعبي، مع اشتعال النيران التي أتت على كنيسة مرقوريوس أبو سيفين صباح اليوم، مما أسفر عن وفاة ما لا يقل عن 41 شخصا، في مقدمتهم كاهن الكنيسة، وإصابة نحو 12، وساعد في ارتفاع حصيلة الضحايا توافد عشرات المسيحيين لأداء قداس الأحد، ووجود حضانة للأطفال تابعة للكنيسة الصغيرة المقامة داخل بناية سكنية.وقال شهود عيان، لـ «الجريدة»، إن الحريق اندلع في الأدوار العليا للكنيسة بحدود 8:45 صباحا، بسبب ماس كهربائي، وان من كانوا داخل الكنيسة لم يشعروا باندلاع النيران إلا من خلال الجيران، وهرع الأهالي من المسلمين والمسيحيين لإنقاذ مَن في الكنيسة، لكن ضيق المكان وضعف الإمكانات دفعا الأهالي إلى إبلاغ السلطات بوقوع الحريق، وعدم القدرة على السيطرة عليه.
ماس كهربائي
وأعلنت وزارة الداخلية انتقال قوات الحماية المدنية على الفور إلى موقع الحادث والسيطرة عليه، وإخلاء المصابين والمتوفين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، كما أسفرت عمليات إخماد الحريق عن إصابة ضابطين و3 أفراد من قوات الحماية المدنية.وتبين بعد فحص أجهزة الأدلة الجنائية أن الحريق نشب في تكييف بالدور الثاني بمبنى الكنيسة، الذي يضم عددا من قاعات الدروس، نتيجة خلل كهربائي، مما أدى إلى انبعاث كمية كثيفة من الدخان كانت السبب الرئيسي في حالات الإصابات والوفيات، بينما تواصلت أعمال التبريد داخل مبنى الكنيسة لضمان عدم اشتعال الحريق مرة أخرى، وأمر النائب العام بالتحقيق في الواقعة.وتوجه رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بصحبة وزير الصحة خالد عبدالغفار لمعاينة المكان، وأعلنت «الصحة» حصيلة أولية عن الحادث، بوفاة 41 مواطنا، و12 مصابا بالمستشفيات، لافتة إلى الدفع بـ 37 سيارة إسعاف، وإعلان حالة الاستنفار والاستعداد في مستشفيات الجيزة والقاهرة، تحسبا لأي طارئ.وفاة الكاهن
وأكدت الكنيسة الأرثوذكسية وفاة كاهن كنيسة «أبو سيفين» عبدالمسيح بخيت جراء الحريق، وقدّم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، التعازي لأهالي الضحايا، وقال في بيان رسمي: «نتابع بكل الأسى الحادث الأليم... ونحن على تواصل مستمر مع القيادات المحلية بالمحافظة ووزارة الصحة وجميع المسؤولين، وإذ نعزي أسر الضحايا، فإننا نصلي من أجل المصابين والمجروحين». وقاد الرئيس عبدالفتاح السيسي جهود الدولة المصرية لمتابعة الحادث، وهاتف بابا الإسكندرية، وقدّم له التعازي في ضحايا الحادث، كما كتب عبر صفحته على «فيسبوك»: «أتابع عن كثب تطورات الحادث الأليم بكنيسة المنيرة... وقد وجهت كل أجهزة ومؤسسات الدولة المعنية باتخاذ كل الإجراءات اللازمة، وبشكل فوري للتعامل مع هذا الحادث وآثاره... وأتقدم بخالص التعازي لأسر الضحايا الأبرياء الذين انتقلوا إلى جوار ربهم في بيت من بيوته التي يُعبد بها».حلف اليمين
في غضون ذلك، حلف 13 وزيرا جديدا اليمين الدستورية أمام السيسي، في مقر الرئاسة بمدينة العلمين الجديدة، اليوم، واجتمع معهم بحضور مدبولي، وطالبهم بالتحلي بالتجرد والموضوعية والتفاني، وبذل أقصى جهد لإعلاء مصلحة الوطن وترسيخ مبدأ الكفاءة. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة، بسام راضي، أن الرئيس رحب بالوزراء الجدد، متمنيا لهم التوفيق والنجاح في مهمتهم، بما يرقى لطموحات الشعب ويسهم في تحقيق استراتيجيات الدولة وغايتها الكبرى وحماية مصالحها ومقدراتها.وشدد الرئيس على ضرورة بذل الوزراء الجدد أقصى جهد كمنهج إدارة ثابت لحجم المسؤولية الكبيرة، في ظل المتغيرات الدولية التي انعكست داخليا على دول العالم، ومنها مصر، وفرضت تحديات تتطلب العمل الدؤوب المتواصل بإرادة قوية، وبلا كلل. كما وجّه الرئيس الوزراء الجدد بالوقوف بدقة على كل أدوات وإمكانات وزاراتهم، والمؤسسات والهيئات التابعة لها، وحسن إدارتها لتعظيم نتاج تلك الإمكانيات وتطوير أسلوب عملها، بهدف تحقيق أقصى استفادة وعائد ممكن، مع الانتباه جيدا لكفاءة آليات التنفيذ كعامل حاسم في نجاح التخطيط ليصبح واقعا ملموسا.أزمة طنطاوي
في غضون ذلك، نفى حزب الكرامة الناصري وجود أزمة مع رئيسه السابق المعارض أحمد طنطاوي، وشدد الحزب، في بيان اليوم، على أنه لا صحة لما تردد عن وجود ضغوط من داخل الحزب على طنطاوي لتقديم استقالته من رئاسة الحزب في يوليو الماضي، وأشار البيان إلى ترك حق الإعلان عن دواعي السفر لطنطاوي نفسه، الذي غادر مصر منذ عدة أسابيع.ويوجد طنطاوي في لبنان حاليا، وترددت أنباء عن أنه أبعد من مصر بأمر من السلطة التي لا ترغب في وجوده، لكن مصادر بحزب الكرامة وأخرى مقربة منه، قالت لـ «الجريدة» إن طنطاوي موجود في لبنان حاليا للحصول على درجة الدكتوراه، ولا شبهة إبعاد له من قبل السلطات في مصر.وتابعت المصادر: «سبب استقالته من حزب الكرامة هو عدم رغبته في المشاركة بالحوار الوطني، على الرغم من موافقة قيادات الحزب وقواعده على المشاركة، فشعر بأن وجوده على رأس الحزب سيؤدي إلى مواقف متباينة، فقرر الاستقالة».