الصين تُهدّد بسحق أي تدخل أجنبي
تايوان قد تُشعل حرباً بين الصين وأميركا
بكين تناور وتخترق الخط الفاصل بوجود وفد الكونغرس على الجزيرة
بعد ساعات من وصول ثاني مجموعة أميركية رفيعة المستوى إلى تايوان في زيارة استمرت يومين، اجتمع خلالها مع الرئيسة تساي إينع وين، اعتبر محللون وخبراء هذه الخطوة إنذارا لاحتمال اندلاع حرب مدمرة بين الولايات المتحدة والصين، التي أعلنت قيادة المسرح الشرقي لجيشها في بيان، اليوم، أنه تجري تدريبات عسكرية بالقرب من تايوان «للتأهب لمعارك مسلحة متعددة القوات ومناورات قتالية في البحر والمجال الجوي حول تايوان».وأضاف البيان أن التدريبات «رادع حازم وجدي للولايات المتحدة وتايوان اللتين تواصلان لعب الحيل السياسية وتقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».وفي بيان منفصل، أكدت وزارة الدفاع الصينية أن «زيارة النواب الأميركيين تمثل انتهاكا لسيادة ووحدة أراضي الصين، وتكشف بشكل كامل الوجه الحقيقي للولايات المتحدة كمفسد للسلام والاستقرار في مضيق تايوان»، مضيفة أن «جيش التحرير الشعبي الصيني يواصل التدريب والاستعداد للحرب، ويدافع بحزم عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي، وسيسحق بحزم أي شكل من أشكال نزعة استقلال تايوان الانفصالية والتدخل الأجنبي».
أما المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين فقال إن زيارة الوفد الأميركي لتايوان تنتهك السيادة، وتتجاهل مبدأ الصين الواحدة، وإن بكين ستتخذ كل ما يلزم من أجل الدفاع عن وحدة أراضيها.في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية اليوم أنها رصدت 30 طائرة عسكرية صينية في المنطقة المحيطة بالجزيرة. والتقى النواب الأميركيون الـ5 بالرئيسة تساي ونواب محليين، لإظهار الدعم، وقالت تساي للوفد: «نؤكد التزامنا بالمحافظة على الوضع المستقر القائم في مضيق تايوان»، مؤكدة أن «المناورات العسكرية الصينية حول تايوان تقوض بشكل خطير الاستقرار والسلام الإقليميين»، وأضافت ان «الغزو الروسي لأوكرانيا أظهر أن الدول السلطوية تهدد النظام العالمي». من ناحيته، أكد رئيس وزراء تايوان سو تسينغ تشانغ أنه «لا يمكننا ألا نفعل أي شيء لأن هناك جارا شريرا بالجوار، وألا نجرؤ على السماح للزوار أو الأصدقاء بالحضور».ووصل الوفد الأميركي أمس تايوان في زيارة مفاجئة، تعقب زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي مطلع هذا الشهر وأثارت حفيظة بكين، ما دفع الأخيرة إلى إجراء مناورات جوية وبحرية غير مسبوقة زادت المخاوف من احتمال اندلاع نزاع.وبعد وصول الوفد الأميركي، رأت دراسة جديدة نشرها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره واشنطن، بعد أن قام بإجراء تجارب حربية لتخيل كيفية حدوث مثل هذا الصراع، احتمال اندلاع حرب بين القوتين، ورأى أيضا أن الولايات المتحدة وتايوان قادرتان على صد غزو صيني محتمل، كما اعتبر أن تلك الخطة ستحمل خسائر فادحة على كلا الجانبين.وقال مارك كانسيان، كبير المستشارين في المركز، إن النبأ السار هو أنه في نهاية جميع السيناريوهات حتى الآن، ستستمر تايوان في التمتع بالحكم الذاتي، مضيفا أن «الولايات المتحدة وتايوان ستكونان ناجحتين بشكل عام في إبعاد الجزيرة عن الاحتلال الصيني»، لكنه لفت إلى أن «لهذه الخطو ثمنا باهظا، وهي خسائر في مئات الطائرات وحاملات الطائرات، ودمار رهيب للاقتصاد التايواني وكذلك للبحرية الصينية والقوات الجوية».وفي واحد من أكثر السيناريوهات تشاؤما، لفت إلى احتمال أن تفقد أميركا 900 مقاتلة وطائرة هجومية في غضون 4 أسابيع، أي ما يعادل نصف الطائرات القتالية للقوات الجوية والبحرية الأميركية، مضيفا أنه رغم ذلك قد تعاني الصين أكثر من هذه الحرب، لأن أسطولها مكشوف جدا، حيث من المحتمل أن يفقدوا أكثر من 100 سفينة خلال غزو برمائي.