مدارسنا وجامعاتنا تُخرّج وتنتج ببغاوات لا بشراً مبدعين يمكن لنا أن نحلم بأنهم (أجيال الطلبة والطالبات) الاستثمار الحقيقي لمستقبل لا نعرف ماذا يخبئ لنا بعد نهاية صُدفة عصر الثروة.كان تقرير حديث لـ «الشال» قد نبّه الحكومة إلى أن «إصلاح التعليم أولوية أولى، فقد شمل التخريب التعليم العام، كما هبط بمستواه بنحو ٤.٦ سنوات، وفقاً للبنك الدولي».
المسألة ليست فقط قضية تعليم ومُخرجات سيئة لمناهج «مع حمد قلم»، بل هي ثقافة جهل وغياب وعي عام بتطورات العلم والفلسفة مقابل هيمنة فكر أسطوري وليد عوالم القرون الوسطى وقبل التنوير وعصر الصناعة.المفكر الفيلسوف وعالم اللغويات تشومسكي كتب أن الغرض من التعليم هو التدريس الذي يخلق ويبدع، وليست تلك المعلومات التي تُسكب في وعاء العقل بطريقة ميكانيكية، ثم يتابع تشومسكي ناقلاً عن الفيلسوف ديوي أن «الغرض الأسمى من الإنتاج ليس إنتاج البضائع، ولكن إنتاج الإنسان المرتبط بالآخرين والمؤمن بحريّة الفكر والنقد. وينقل تشومسكي من راسل ونقد هذا الأخير للتعليم القسري بأنه لا يجب ملء العقل بالمعرفة من خارجه كالوعاء، بل يجب إيقاظ هذا العقل وإشعال فتيله، فالمعرفة تحاكي الفاكهة بنموها، فمهما كانت مساهمة العوامل الخارجية حيوية، يبقى فعل الشجرة هو المسبب في نضوج هذه الفاكهة.ماذا نعمل هنا بأرضنا الجدباء، فلا نملك أشجاراً تنضج بها فاكهة المعرفة، وإنّما لدينا أرض مزروعة بـ «بشوت» الرسميين للرزات الاجتماعية وللدعاية السياسية تنقل عبر صحافة البؤس، ولا عزاء للتعليم ولا للثقافة، الله يهنئكم بالمولات والمطاعم... فمع حمد قلم وآي فون.
أخر كلام
مع حمد آي فون
16-08-2022