على وقع تطورات سياسية غير مسبوقة شملت التواصل المباشر لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ودفع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان المعارضة للمصالحة، تسارَع الصراع على الأرض، خصوصاً بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، والوحدات الكردية ضد الجيش التركي وفصائل المعارضة.وتزامناً مع استهداف سلاح الجو الإسرائيلي بسلسلة غارات أهدافاً قرب مركز ثقل القوات الروسية في طرطوس وميليشيات إيران بريف دمشق، تعرّضت القاعدة الأميركية على المثلث الحدودي مع العراق والأردن لهجوم بالطائرات المسيّرة.
وفي خضم المحاولات المباشرة لإدارة بايدن لإقناع حكومة الأسد بالإفراج عن الصحافي وجندي المارينز السابق أوستن تايس، المحتجز منذ 10 سنوات، أعلنت القوات الأميركية تصديها، مع شركائها في جيش مغاوير الثورة، لهجوم بطائرات من دون طيار استهدف قاعدة التنف.ورغم تجنّبها مراكز الثقل الروسي في سورية، هاجمت إسرائيل ليل الأحد- الاثنين مواقع بمحافظة طرطوس الساحلية، وأخرى في ريف دمشق، ما أسفر عن مقتل 3 جنود وجرح 3، ووقوع بعض الخسائر المادية.وتركزت الضربات الإسرائيلية على قاعدة للدفاع الجوي والرادار توجد فيها ميليشيات إيران بقرية أبوعفصة على بعد 5 كيلومترات جنوب مدينة طرطوس، و8 كيلومترات عن القاعدة الروسية.
وفي ريف دمشق، استهداف صاروخان موقعاً عسكرياً في منطقة القطيفة، مع سقوط صواريخ يرجّح أنها من المضادات الأرضية التابعة للجيش في منطقة القطيفة والقلمون.وفي حين ذكر المرصد أن «هذا الاستهداف الإسرائيلي هو الـ 19 على الأراضي السورية منذ مطلع 2022»، نقلت «رويترز» عن مخابرات إقليمية ومصادر عسكرية سورية، أن إسرائيل قصفت أهدافاً إيرانية في سلسلة ضربات قرب منطقة مسقط رأس أسلاف الرئيس السوري، وعلى مقربة من القواعد العسكرية الرئيسية لروسيا على ساحل البحر المتوسط. ومع تحويل الحرس الثوري المنطقة الشرقية وتحديداً الميادين والبوكمال بريف دير الزور والطبقة بريف الرقة إلى مركز إطلاق الصواريخ الإيرانية، أحيا دخول أرتال الجيش التركي الجديدة تهديدات شنه عملية عسكرية جديدة تستهدف الوحدات الكردية، التي استهدفت قاعدتَي الجيش التركي في محيط بلدة دابق بريف حلب الشمالي وقرية العيون القريبة من مدينة مارع.وجاءت التحركات التركية الجديدة رغم مخاطرة الرئيس إردوغان بخسارة فصائل المعارضة، التي يعتمد عليها بشكل تام، سواء في سورية أو خارجها، وعرضه غير المسبوق للمصالحة مع الأسد، والتنازل عن خطه المتشدد في تطبيع العلاقات معه تحت ضغط روسي مقابل المساعدة في التخلص من خصومه الأكراد وطردهم من على حدوده.