خبر من البصرة لا يمكن وصفه إلا بالصاعق والمحزن، بل هو خيانة عظمى للتاريخ العربي الإسلامي في العراق المحتل، الخبر يقول حرفياً: حصلت جريدة «بغداد اليوم» على كتاب تربوي يقضي بتغيير اسم مدرسة «سعد بن أبي وقاص الابتدائية للبنين» في البصرة، إلى «مدرسة الشهيد أبومهدي المهندس»، أما صيغة القرار فهي كالتالي: «بناء على مقتضيات المصلحة العامة، واستناداً إلى الصلاحيات المخولة إلينا تقرر تغيير اسم مدرسة سعد بن أبي وقاص الابتدائية للبنين إلى مدرسة أبومهدي المهندس الابتدائية للبنين»، الكتاب موقع من المدير العام د. عبدالحسن سلمان عبدالحسن.طبعا واضح أن القرار عنصري إيراني بحت، فكيف يستبدل باسم صحابي جليل من أصحاب رسول الله اسم مجرم مسؤول عن قتل عشرات آلاف العراقيين وتهجير الملايين؟ فمن هو أبومهدي المهندس هذا؟ إنه إرهابي موالٍ للنظام الإيراني الطائفي العنصري، متزوج من إيرانية، ويحمل الجنسية الإيرانية، ويتكلم اللغة الفارسية، أعلن في مقابلة تلفزيونية مبايعته وولاءه لزعيم إيران علي خامنئي، وهذا الإعلان وحده يعتبر خيانة عظمى في أي بلد في العالم.
أما اسمه الحقيقي فهو جمال جعفر محمد علي آل إبراهيم، ويلقب بـ «أبومهدي المهندس» أما أسياده الإيرانيون فيسمونه جمال إبراهيمي، وهو من مواليد البصرة، وأحد قادة الحشد الشعبي الموالي بكامله لإيران، أما تاريخه فهو حافل بالأعمال الإرهابية والإجرامية، فهو مطلوب من قبل الإنتربول بموجب حكم بالإعدام في الكويت لضلوعه في استهداف سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا بالسيارات المفخخة في الكويت بديسمبر 1983، وقتل في التفجيرين خمسة أشخاص، وجرح 86 شخصاً، وحاول اختطاف إحدى طائرات الخطوط الجوية الكويتية عام 1984، وحاول اغتيال أمير الكويت الراحل، الشيخ جابر الأحمد سنة 1985، وكان حزب الدعوة الموالي لإيران، المنتمي له وقتئذ، قد تبنى تلك التفجيرات، في محاولة لضرب الدعم الكويتي للعراق في حربه مع إيران، وارتكب مذابح عرقية ومذهبية ودينية ضد جميع الطوائف العراقية، وتسبب مع المجرم قاسم سليماني في تهجير ملايين العراقيين من مدنهم وقراهم.أما الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، المنزه عن كل مقارنة، فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وهو أول من رمى بسهمٍ في سبيل الله، ومن أخوال نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، ومن المهاجرين، وشهد غزوة بدر، وخيبر وفتح مكة، وكان حاملاً لإحدى رايات المهاجرين الثلاث، وشهد كل المعارك مع النبي، استعمله عمر بن الخطاب على الجيوش لقتال الفرس، فانتصر عليهم في معركة القادسية، وهو الذي فتح مدائن كسرى بالعراق، فأين الثرى من الثريا؟!ما فعله النظام الإيراني وخونة العرب في العراق وسورية لم يفعله الإسبان بعد طردهم للعرب من الأندلس، فهم لم يطمسوا حضارتهم، ولم يغيروا أسماء المدن التي أنشأوها، بل جعلوها معالم سياحية يفتخرون بها كجزء من تاريخهم، ولم يفعلها الصهاينة في فلسطين، حتى أن هناك شارعاً مقابل باب العمود في القدس لا يزال يحمل اسم «شارع سليمان القانوني».ما يحدث في العراق هو حقد عنصري تاريخي ضد كل ما هو عربي، وحقد على كل من كان له شرف نشر الإسلام في بلاد فارس، ومنهم عمر الفاروق، وسعد بن أبي وقاص، فيا أهل البصرة العرب، كيف تنصاعون لرغبات وعنصرية إيران فتستبدلوا بالطيب خبيثاً خائناً لبلدكم ودينكم؟!
مقالات
في الصميم: «البصرة تستبدل الخبيث بالطيب!»
17-08-2022