مناورات أوروبية - إندونيسية غير مسبوقة في بحر العرب
واشنطن تستفز الصين بصاروخ عابر... وموسكو تتهمها بالسعي لتدمير آسيا والمحيطين
مع بلوغ التوتر الأميركي- الصيني أوجه في منطقة آسيا والمحيطين الهندي والهادئ، أجرى الاتحاد الأوروبي وإندونيسيا، الأحد والاثنين، أول مناورة بحرية مشتركة في بحر العرب، استناداً إلى عملية محتملة لمكافحة القرصنة.ووفقاً لبيان مشترك لبروكسل وجاكرتا، شاركت في المناورات سفينة كورفيت التابعة للبحرية الإندونيسية، وفرقاطة للقوة البحرية التابعة للاتحاد «يونافور» مرتبطة بعملية أتلانتا، وهي «عملية الاتحاد الأوروبي العسكرية لردع ومنع وقمع أعمال القرصنة والسطو المسلّح قبالة ساحل الصومال».وأوضحت بروكسل وجاكرتا، في بيانهما، أن «المناورات المبنية على سيناريو عملية لمكافحة القرصنة، تضمنت هبوط مروحيات على جسر، وتحرّكات تكتيكية معقدة في البحر، وعمليات تفتيش سفن مشتبه فيها، والتزوّد بالوقود في البحر».
وأُجريت المناورات بعد بضعة أيام من تدريب عسكري مشترك على إطلاق رصاص حي شارك فيه آلاف الجنود الإندونيسيين والأميركيين، إضافة إلى عسكريين آخرين من دول حليفة، وذلك على خلفية تصاعد التوترات بشأن تايوان، الجزيرة التي تطالب بكين بالسيادة عليها.وفي حين أطلق الجيش الصيني مناورات حربية غير مسبوقة في محيط تايوان، أكد «الأوروبي» وإندونيسيا: «تمسّكهما بنظام حرّ ومفتوح وشامل وقائم على قواعد منطقة المحيطين»، مطالبَين بـ«احترام وحدة الأراضي والسيادة والديموقراطية ودولة القانون وحرية الملاحة البحرية والجوية وسيادة القانون الدولي». وإندونيسيا هي إحدى دول جنوب شرق آسيا، التي لديها نزاعات إقليمية مع بكين، بسبب مطالبات النظام الشيوعي بالسيادة على مناطق في بحر الصين الجنوبي، مما يثير، بحسب جيرانها والدول الغربية، الشكوك في مبدأ حرية التنقل البحري.وفي فبراير الماضي، عززت الدول الـ 27 الأعضاء في «الأوروبي» شراكتها مع دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة تصاعد نفوذ الصين، ووافقت خصوصاً على وجود منسّق للقوات البحرية الأوروبية في البحار والمضائق بالمنطقة.وتأتي هذه المناورات في وقت ضعُفت مهمّة «أتلانتا» الأوروبية بعد مارس الماضي، الذي انتهت فيه صلاحية إذن أممي كان يسمح لسفن حربية أجنبية بعبور المياه الصومالية لمكافحة القرصنة، وهو ما كانت الصومال نفسها تعارضه بشدة منذ وقت طويل.في موازة ذلك، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس، عن مشاركة بحريتها وقوة الدفاع الذاتي والبحرية اليابانية والكورية في تدريبات على الإنذار الصاروخي، ووسائل البحث عن الصواريخ البالستية وتتبعها، وذلك ضمن مناورات «باسيفك دراغون» قبالة سواحل منشأة للصواريخ في هاواي خلال الفترة من 8 إلى 14 الجاري.وذكرت «البنتاغون» أن الولايات المتحدة وكوريا واليابان تبادلت معلومات روابط البيانات التكتيكية وفقاً لاتفاقية ثلاثية لتبادل المعلومات، مؤكدة أن المناورات أظهرت التزام قوات الدول الثلاث بتعزيز التعاون الثلاثي، رداً على تهديدات كوريا الشمالية، وتعزيز النظام الدولي.ومع إعلان الجيش الأميركي إجراء تجربة على صاروخ «مينيتمان 3» البالستي العابر للقارات بعد تأجيل التّجربة بسبب «التوتّر مع الصّين»، اتهمت هيئة الأركان الروسية واشنطن بالسعي إلى تدمير البنية الأمنية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مؤكدة أنها تعمل على زيادة قدراتها الهجومية في المنطقة المذكورة وتدرس إمكانية نشر صواريخ بالستية.