«عِشْ رَجَباً.. تَرَ عَجَبا»ً، يعد هذا المثل من الأمثال العربية الشائعة التي تداولها السابقون واللاحقون، ويبدو أنه قول جاهلي.وقد روى أبو عبيد البكري أن أهل الجاهلية كانوا يؤخرون مظالمهم إلى رجب، ثم يأتون فيه إلى الكعبة فيدعون ربهم فلا تتأخر عقوبة من ظلمهم كما يعتقدون، فكان المظلوم يقول للظالم: «عِشْ رَجَباً.. تَرَ عَجَباً»، فسئل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، عن ذلك، فقال: نحن اليوم مع الإسلام، ندعو على الظالم فلا نجاب في أكثر الأمر، ثم قال: إن الله عز وجل لم يعجّل العقوبة لكفار هذه الأمة ولا لفسّاقها، وقد قال الله فيهم في سورة القمر: «بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ».
وقيل إن أول من قال ذلك المثل هو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وكان قد طلّق واحدة من نسائه حينما بلغه الكبر، وصار مسناً فكرهته، وأبغضته، وفضلت عليه رجلاً آخر وتزوجته، وكانت تبادله من الوجد والحب ما لم تمنحه للحارث، فحصل أن التقى زوجها بالحارث فأخبره الحارث بما حصل منها عندما طعن في السن، وقال له: «عِشْ رَجَبا... تَرَ عَجَبا»ً، أي عش رجباً بعد رجب، دلالة على تعاقب السنوات عليه، قاصداً أنه حينما يستمر بك العمر، وتبلغ من الكبر مبلغاً، سترى تقلبها عليك، وهجرها لك.ويُقال أيضاً: «عِش رَحِبَا تر عجبا» ولكن المعنى هنا سيتغير، فهو سيعني: عش رحبا من الزمن لفترة طويلة فسترى العجب.ملحوظة: منقول من التراث بتصرف.
اضافات
من صيد الخاطر:«عِشْ رَجَباً.. تَرَ عَجَباً»
19-08-2022