«شركاء... ونحاسب»
نحن مقبلون على مرحلة تاريخية جديدة في تاريخ المشهد السياسي بما لا يدع مجالاً للشك بأن الكل يستشعرها ويتأمل فيها خيرا، خصوصا أنها جاءت بعد الخطاب السامي الذي لامس هموم وتطلعات الشعب بكل أطيافه وفئاته، ومن أبرز ملامحها اللجوء إلى الشعب والاستعانة به للنهوض بعروس الخليج التي كان يضرب بها الأمثال، وندرك أن هذا الأمر لا يتم إلا بتضافر الجهود والعمل الجماعي وكما يقول المثل الروسي «لا يبنى الحائط من حجر واحد». ومن أبرز الخطوات التي قامت بها القيادة السياسية حل مجلس الأمة والذي يقع على عاتقه جزء كبير من المسؤولية في رسم هذه الرؤية وتحديد مسارها والمشاركة بها من خلال أعضائه المنتخبين، وكما طالبنا صاحب السمو في خطابه التاريخي الذي ألقاه سمو ولي عهده الأمين بأن «نحسن الاختيار» لذلك علينا جميعا أن نختار نموذج يمثلنا لا يمثل علينا... لأننا «شركاء».وبعد انطلاق السباق الانتخابي والمنافسة بدأ الكل يخرج ما في جعبته للفوز بهذا التكليف، إن صح التعبير، وبدأت الحملات والشعارات تنطلق وأبرزها ما استحسنت أن أعنون به هذا المقال «شركاء ونحاسب»، وهو شعار المرشح عبدالله فهاد العنزي من الدائرة الرابعة، وكأنه أخرج ما في صدورنا ملخصا المشاركة بصناعة حلول جذرية من خلال مشاريع مهمة قدمها بوثيقة إصلاح تضم أبرز القضايا، وذكر في الشق الثاني من شعاره «المحاسبة « ليذكرنا بحق أصيل نكاد نخجل أن نذكره ونطالب به، لأن المراحل السابقة التي مررنا بها من الصعب طيها دون محاسبة.
لقد عانت الكويت في السنوات السابقة من الفساد الذي استشرى وبدأ ينخر مفاصل الدولة لكننا كشعب نعلم أننا «شركاء» ونملك حق «المحاسبة»، لذلك لابد أن نختار من يريد حقا حلولاً جذرية لا ترقيعية لقضايانا الجوهرية مثل تكويت القضاء وحماية المال العام واجتثاث الفساد وملاحقة الفاسدين... ولا ننسى معاناة أبنائنا المهجرين الذين كان للمرشح عبدالله فهاد دور كبير في قانون العفو الشامل عنهم في بداياته عندما كان نائباً... بالإضافة إلى تقديمه قانوناً شاملاً لحل قضية البدون، كفل لهم كل حقوقهم المدنية وتجنيس من يستحق. ولأن «الصوت الانتخابي أقوى من صوت المدفع» كما قال إبراهام لينكولن فليكن صوتنا السلاح الذي نحمله للدفاع عن وطننا ضد الفاسدين.